الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المؤلف والمنتج أحمد الإبيارى لـ«روزاليوسف»: أبو السعود الإبيارى هو المدرسة.. والمعهد.. والأكاديمية!

«موليير الشرق».. هكذا لقب المؤلف والسينارست الراحل ابو السعود الإبيارى من غزارة ما صنع من أعمال كوميدية، تربى عليها أجيال وأجيال، كل ما تحب من أعمال سينمائية ومونولوجات غنائية ستجدها تأليف هذا الرجل العظيم؛ ترك ميراثا ضخما للفن المصرى بأعمال خالدة؛ وترك ابناء حملوا من رحيق موهبته الكثير الذى دفعهم لاستعادة اسم وحق ابيهم فى المسرح من جديد، عن ابيه ومشواره الفنى فى مجالى الإنتاج والتأليف وصناعة الكوميديا قال المنتج والمؤلف الكبير أحمد الإبيارى فى هذا الحوار:



■ تربيت فى منزل ومدرسة غنية على يد أحد رواد الكوميديا كيف اثرت فى نشأتك المسرحية كمؤلف ومنتج مسرحى؟ - كان والدى يصطحبنى معه فى المسرح؛ دخلته وعمرى لم يتجاوز الخمس سنوات، اتذكر لحظة ندائه للموظف ويقول له «احمل احمد وقف به  فى آخر الصالة».. متذكر جدا ووجهى للستارة حينما بدأ العرض ونزلت الإضاءة ورفع الستار وبدأت الموسيقى اصابتنى القشعريرة فى بدنى بالكامل  منذ هذه اللحظة شعرت بانبهار شديد أخذني، بدأ يصطحبنى معه بالبروفات، كان يجلس فى مقدمة البروفة على رأس المائدة، ويجلس الممثلون حوله يمينا ويسارا والمخرج فى نهاية المنضدة، يقرأ الرواية ويمثلها لو قرأ دور اسماعيل ياسين تشعرين بأن اسماعيل ياسين هو من يمثل، تعلمت منه أهمية أن المؤلف الحقيقى هو فى الواقع ممثل قوي، كيف كتب الأدوار ويجسدها بإتقان حتى يشعرون برتم الحوار، وفى يوم كنت جالسا بحديقة المنزل وعمرى تسع سنوات كان يجلس معى أحد الممثلين اسمه عبد النبى محمد شارك فى العديد من الأفلام، قال لى جملة اول مرة اسمعها وانتبه إليها، ..»انت ماتعرفش ان ابوك احسن واحد يكتب حوار كوميدى فى مصر هو نمرة واحد».. هذه الجملة جعلتنى انتبه لأبو السعود الإبياري، واراقب كيف كان يكتب فى هوامش معادلات كوميدية، كيف كان يصنع الموقف، تعلمت منه صناعة مواقف الضحك.

■ حدثنا عن مراحل تطور تشبعك بهذه المدرسة؟

- كانت لديه مكتبة فى مكتبه، ومخزن يدخر فيه آلاف الأوراق والكتب والمؤلفات، مكتبة ابو السعود الإبيارى لم تكن للديكور، كان يقرأها بالفعل كان يمتلك امهات الكتب، مجلدات كتاب الأغانى للأصفهاني، يقرأ لمحمد الغزالي، مجلدات المعري، يقرأ افلام اجنبية ومسرحيات اجنبية حتى أنه كتب ذات مرة حوارا لممثلة «تردح» بالفرنسية، كل هذه الأشياء احتفظت بها، بدأت انتبه لهذه المعطيات وتعلقنا بالكتابة جميعا، وكانت معركة خطيرة جدا معه، لأنه كان لا يريدنا الاقتراب من الفن.

■ لماذا؟

- كان يذكر دائما بأنه عاش فى مشقة طويلة من أجل تحقيق حلمه ويقول.. «انا لفيت مصر على كعوب رجلي.. اتذليت اوعوا تفتكروا ان دى مهنة سهلة» وكلام من هذا النوع، انتم لستم فى الجنة سترون النار يقولها بعنف شديد خشى علينا للغاية، حتى جاء يوم كان يعينى السكرتير الخاص به يصطحبنى معه فى جولاته بمسرح اسماعيل ياسين كنت اجلس معه فى غرفته، كان الله يضع فى ذهنى كاميرا وجهاز تسجيل لهذه اللحظات، بعدها وجد المدرسة تشتكى لأن كل منا يكتب فى خلفية الكراسة قصصا كنت واخى نكتب فى الحصص قال لى ارينى ما كتبت كنت قد كتبت قصة بعنوان «مراتى على القناة خمسة».. قرأها ثم قال لى «انت سارق الفكرة مني»، عملت «خناقة» كبيرة معه دفاعا عن قصتي، بالطبع لم تكن من وحى خيالى بالكامل كنت متأثرا به، وجلست افكر لماذا قال ابى ذلك ادركت وقتها اننى من مدرسة ابو السعود الإبيارى تلميذ هذه المدرسة، كنت امتلك الصنعة وعمرى 12 عاما.

■ هل غير رأيه فى دخولكم مجال الفن بعد هذه الواقعة؟

- اتفق معنا أن ننتهى جميعا من دراستنا الجامعية ثم نفعل بعدها ما نشاء، لكن قبل هذا الاتفاق اتذكر واقعة حدثت معى بما أننى سكريتيره الخاص كان يدخلنى المخزن الكبير، يطلب منى إحضار بعض الأوراق من هذا المخزن ويجلس لقراءته، وفى إحدى المرات تعتبت من الطلوع والنزول، من شدة إرهاقى رميت الأوراق على الأرض؛ صفعنى على وجهى بقوة رغم عشقه الكبير لي، وقال.. «اوعى تلقى بورقى مرة أخرى على الأرض هذا الورق سيعيشكم بعد وفاتي».. استوقفتنى هذه الجملة لأنها خرجت بعفوية شديدة، بعد القلم مباشرة؛ وكأنه كان يعلم أننا سنصبح مؤلفين مثله.

■ ما الذى دفعك وإخوتك للعمل بمجال التأليف والإنتاج المسرحى؟

- أردنا إثبات أن هذا المؤلف «أبو السعود الإبياري» صالحا لكل زمن وعصر، وجمهوره مثل النادى الأهلى والزمالك مؤمن ويتوارث هذه الشعبية، اسم الإبيارى على المسرح فى شارع عماد الدين منذ عام 1933، حتى 2020، موجود 88 سنة الناس تعيش عليه ليس نجاحا افتراضيا أو مجرد نجاح إلكترونى أو مجرد ظاهرة وتختفى اثبتنا باليقين تماما أن اسم الإبيارى اسم موثوق فيه، عندما حملنا على اكتفنا مسئولية إكمال المسيرة أكملناها فى المسرح لأنهم مسحوا أعماله، وأصبح ليس له ذاكرة مسرحية، لذلك اتجهنا للمسرح رغم أن إخوتى خريجى معهد سينما، لكن حتى يكون هناك مسرح للإبيارية، وتعدى انتاجنا رقم ال110 مسرحيات .

■ متى كانت بداية احترافك الكتابة بالسوق؟

- كنت أكتب اشياء خفيفية بالجامعة، واحترفت بعد انتهائى من الجامعة مباشرة، ولم يكن حلمى مسرح الجامعة بينما كان حلمى المسرح المحترف الذى رأيته مع ابي، هذا ما كان فى ذهني، بعد تخرجى مباشرة قدمت عرض بطولة الفنان الراحل فريد شوقي، كان قدم وقتها فيلما ناجحا بالسينما بعنوان «ومضى قطار العمر»، كتبت له مسرحية «ومضى قطار الحب» إخراج محمود الألفي، كنت مؤلفا فقط، حصلت على أول أجر لى فى هذه المسرحية 200 جنيه 1975 سافرت الإسكندرية، وفى طريقى وجدت افيشات مسرحية بعنوان «بحبك وشرف أمي»؛ وطول الطريق اتسأل ما هذا الإسم دخلت المسرح وجدت مكتوبا عليها تأليف أحمد الإبياري!، دخلت للمنتج قائلا  المسرحية اسمها «ومضى قطار الحب».. قال لى اسأل فريد شوقى دخلت لفريد شوقى ..قال «يا أحمد أنا عارف الجمهور بيحب ايه و»شرف أمي» دى لوحدها تجيب دهب.. ومضى قطار الحب هيفتكروها مسرحية حزيني».. وبالفعل وجدت المسرح مزدحما للغاية، بعدها بدأت اكتب سهرات ومسرحيات تليفزيونية لكننى كنت اريد الربح حتى جاءت لى فرصة تقديم مسرحية ليست إنتاجى على مسرح الريحانى «زوجة واحدة تكفي».

■ متى بدأت عجلة الإنتاج؟

- بعد نجاحى انا ويسرى كنا اول اثنين منتجين مسرح فى مصر نشترى سيارة «مرسيدس» 1979 بعد «عش المجانين»، قبلها لم يكن لدينا اموال ,احد الأصدقاء اقرض اخى أموالا قدم «عش المجانين»، وفى الإسكندرية قدمت شعبة أخرى بمسرح الريحانى «الدنيا مقلوبة»، كسرت الدنيا أتيت بأمين هنيدى ونبيلة السيد، ونزلت الأفيشات فى الشوارع «الدنيا مقلوبة فى مسرح الريحاني»؛ لم اكتب اسم بطل او مؤلف او مخرج ملئت مصر بافيش «الدنيا مقلوبة فى مسرح الريحاني»،  هذا العنوان لفت الأنظار حتى صلاح جاهين عمل عليه كاريكاتيور لطيف جدا؛ ثم من يدخل المسرح يجد صور الممثلين ويشاهد المسرحية ويسعد بها، كنا نضع كراسى إضافية بالمسرح، وكان عدلى صادق المخرج، يقف فى الشباك مندهشا من نجاح المسرحية بهذه الطريقة كان أخرج  «عش المجانين»، نظرت له وقلت.. «وقد عاد الإبيارية» جمهور ابو السعود الإبيارى لم يمت، بعد ذلك جاء مجدى ب «الغبى وانا» لسيد زيان اصبحنا ثلاث فرق مكسرة الدنيا فى مصر وإسكندرية كامل العدد، ليس هناك مقعد فارغ.

■ صنعت وإخوتك نهضة فى القطاع الخاص بعقد الثمانينيات والتسعينينيات حدثنا عن تلك الفترة؟

- انطلقت كأحمد الإبيارى وكل ذهنى أبو السعود الإبيارى، عندما توفى أبى لم احضر جنازته او اخذ عزاء فيه لم اعتبره توفي، قدمت 82 مسرحية «الفلهوي» أجرت مسرح سيد درويش بالإسكندرية كان عدد المقاعد الف كرسى كنت اضع يوميا من 200 إلى 250 كرسيا إضافيا، فى عز الصيف كان العمل اول بطولة مطلقة لسيد زيان؛ ومن بعدها انطلق سيد زيان كانت تأليف وانتاج ثم «الدنيا مقلوبة» اخذت مسرح الريحاني، وكان معى 500 جنيه، كنا نريد تأجير المسرح ومد العقد سنة من ابناء بديع خيري، جددنا العقد وبالتالى حصلنا على مسرح الريحانى فى الإسكندرية والقاهرة ومسرح الجلاء، ثم مسرح سيد درويش فى اسكندرية لم نترك مسرحا فارغا، حتى مسرح سمير خفاجى «الحرية» أجرناه قدمنا «الفهلوي» ونجحت ايام «ريا وسكينة»، من كثرة ضغط الجمهور كنا نغلق ابواب المسرح بالحديد، عرضت فى سيد درويش ثم عرضتها فى مسرح الزمالك، كنت مستأجر مسرح الزمالك من محمد عوض وفؤاد المهندس، ووجدت فؤاد المهندس يصرخ فى.. «ما ينفعش كده يا احمد شوف حل» خوفا على المسرح من الجمهور بسبب الزحام الشديد، لن انسى الجملة التى قالها لى أحد الحاضرين مستعد اقطع تذاكر وقوف فى «الفهلوى»، وكذلك كانت «عش المجانين» ولا يوم اجازة لمدة عام كامل حتى فى مايو ويونيو عز امتحانات الثانوية العامة اشتغلت، ثم قررت تقديم مسرحية مع حسن يوسف ومحمد عوض لأنهما ثنائى ناجح جدا فى السينما، قدمنا «هات وخد» على المسرح وكانت التذكرة بعشرين جنيها، وتكررت مشكلة فؤاد المهندس على مسرح الزمالك ومرة دخلت المسرح سمعته بأذنى يصرخ فى الشباك مهاتفا سمير خفاجى الذى كان يقدم وقتها «الزيارة انتهت» بطولة محمود ياسين وشويكار على مسرح الفن، كانوا يطلقان علينا فى بداية نجاحنا «شوية العيال.. ولاد ابو السعود» سمعت المهندس يقول له بانفعال ..»بس ما تقولش عيل تعالى شوف العيل ده عامل عندى ايه يا اخويا دول بياخدوا الكرسى اللى انا قاعد عليه فى المسرح»..!، ثم قال لى «يا ابنى انتم ابوكم دعا لكم انت بوظتلى المسرح»، بعض الجمهور فى يوم من الأيام تسلق الشبابيك.

■ وماذا بعد «هات وخد»؟

- انتهينا من «هات وخد» وجاء موسم عادل إمام الفنان القدير الذى اعشقه، نزل ب»الواد سيد الشغال» الإسكندرية، والجميع كان يخشى النزول أمامه كانوا يطلقون عليه «الكونكورد نازل اسكندرية»، كل الفرق امتنعت عن نزول الإسكندرية، وكانت لدى مسرحية جديدة «القشاش» ثم قررت نزول الإسكندرية، وقتها نصحنى المخرج الكبير حسن الإمام بعدم المجازفة لكننى   قلت له ..»يا استاذ كل هؤلاء يفكرون بشكل خاطىء هل عندما يتزاحم الجمهور لمشاهدة عادل إمام لن يأتى لى دول اغبياء الناس رايحة تتفسح»، وبالفعل، نزلت فى مسرح «لونابارك» قبل افتتاح الفنانين المتحدين بخمسة عشر يوما، وجاء عادل إمام لتهنئتى على المسرحية وكذلك سمير خفاجي، خرجت بمسرح الإبيارية إلى نطاق آخر، ليس إطار سياسى بقدر ما هو إجتماعي، حتى جاء أحد النقاد قال انه جاء لمشاهدة مسرحية هزلية لكنه اكتشف انه يشاهد عملا ضخما جدا.

■ ثم توالت النجاحات واكتملت المسيرة؟

- بعد «القشاش» قدمت «خد الفلوس واجري» بطولة حسن مصطفى ونجاح الموجى ومحمود القلعاوى وأحمد آدم وصلاح عبد الله ثم قدمت «البعبع» لسعيد صالح إخراج عصام السيد، إعتمدت فى هذه المسرحية على المناظر المفتوحة وشكل جديد من الديكورات مثلما فعلوا بمسرحية «مدرسة المشاغبين»، بعد «البعبع» قدمت تجربة أكثر خروجا «الباراشوت»، ثم قدمت «العسكرى الأخضر»، وهو العسكرى الذى يتلقى الأوامر دون تفكير،  ثم «نشنت يا ناصح» لأحمد آدم وجورج سيدهم ولأول مرة مسرحية تتحدث عن خطورة الإعلانات فى التليفزيون ومدى تأثيرها على الغلابة وعلى الناس، ثم «فيما يبدو سرقوا عبده» هو شخص وقع مع عصابة المتأسليمن كانت جرأة كبيرة جدا فى ذلك الوقت فى عز الإرهاب تقديم عمل عن شركات توظيف الأموال التابعة لجهات إسلامية، كسرت الدنيا وكانت أول بطولة مطلقة لأحمد آدم، بعدها أخذت سمير غانم فى «أنا ومراتى ومونيكا» ولأول مرة سمير غانم يوافق على العمل بمسرحية تحمل شيئا من السياسة فى قالب اجتماعى حضر وقتها أحمد زويل، تتناول قضية عالم كلاب تريد أمريكا سرقة المصل الذى منحه للكلب وهو يرفض بيع علمه للغرب، بعدها، أخرج لى كمال ياسين «اللى عنده كلمة يلمها» وهو مخرج شديد الجدية فى إخراج مسرحية كوميدية كنت منبهرا به للغاية لا يبتسم لكنه يصنع كوميديا بطولة أحمد بدير، نجاح الموجى توفيق الدقن، تيسير فهمي، سعيد عبد الغني، بجانب كتابتى للعديد من المسرحيات التى قدمت بالوطن العربي، قدمت تجارب مسرحية على حسابى لم اترك بلد عربي، انا اول واحد فتح السعودية لم يكن هناك مخلوق يستطيع الذهاب إليها  اقنعت السعودية 2017 ذهبت مع سمير غانم  الرياض عرضنا على اكبر مسرح فى الشرق الأوسط ونجحت المسرحية.

■ ما سر الكيمياء التى جمعت بينك وبين الفنان سمير غانم؟

- سمير غانم استمر معى عشرين عاما، لأنه وجد المنتج والمؤلف الذى يدرك مفاتيحه جيدا، قدمت معه «دورى مى فاصوليا» كنا متعمدين أن يضحك الجمهور، لكننى لمست فى موضوع مهم فى ذلك الوقت صعود نجم المطربين الشعبيين، مثل شعبان عبد الرحيم قدمت مسرحية باسمه، سمير غانم مطرب شعبى مشكلته شعبان عبد الرحيم، اتفق معه بتقسيم مصر لمناطق بشرط ألا يتعدى أحد على منطقة الآخر حتى وجد فى يوم شعبان يغنى فى إحدى المناطق التابعة له، من هنا بدأت الأزمة أصبح الاثنان يحاربان بعضهما البعض، عندما جلسنا معا قلت له خد النص يا شعبان عشان تقرأ الدور قال.. «نص ايه يا استاذ انا مش بعرف اقرأ»، تسألت كيف مضيت العرض، اكتشفت أنه يمضى قلب وسهم ويكتب اسمه فى فترة طويلة جدا، سمير غانم قال كيف نكمل المسرحية بهذا الشكل اعترض وكاد يطلب إلغاءها، لكننى قررت تغيير الدور بالورق إلى ممثل مش حافظ دوره والممثل أمامه يذكره بدوره طوال العرض، هذه هى صناعة المؤلف اخذت عن والدى الإسعاف السريع اثناء العرض، لابد أن تطوع النص للممثل، وبالفعل طوعت له النص، اعترف بأننى تأثرت بمعادلات ابى الكيميائية فى صناعة الكوميديا، كان يكتب على اليمين هوامش صناعة الموقف ثم يطبخ فى الصفحة الشمال وصفه طلعت زكريا بسبب تنوعه الشديد، وصف اعجبنى كثيرا حينما قال عنه ابو السعود الإبيارى بيحب الكتابة هى معشوقته يقرأ لها ويكتب لها ويضحكها يفعل كل شيء من أجلها، استمرت «دورى مى فاصوليا» سبع سنوات متصلة توقفت بسبب زهقي، بعدها قدمت «مراتى زعيمة عصابة» مع يسرى الإبيارى نفس الفكرة قدمها ابو السعود الإبيارى لكننا أضفنا عليها بعض التجديدات على مسرح الريحاني، ثم قدمت مرسى عاوز كرسى إخراج خالد جلال، «سكر هانم»، و»بابا جاب موز» إخراج أشرف زكي، بعد هذه المسرحية تعلمت أن المسرح لن يؤتى ثمنه؛ وحاليا أقدم «الزهر لما يلعب» فى مسرح مكتبة مصر الجديدة وأعمل على كتابة مسرحية عن أبى مع أخى مجدى الإبياري. 

■ هل يجب أن تتغير استراتيجية الإنتاج فى القطاع الخاص؟

- الجمهور اختلف وتغير بعد 2011 «كش»، وأصبح المسرح لا يغطى تكاليفه «بابا جاب موز» كانت عودة الروح بعد طلوع روح، لذلك لابد أن يغطى التليفزيون المسرح ، ومع احترامى الكامل لتجربة أشرف عبد الباقى ونادر صلاح الدين، تجربة مسرح مصر لم تنجح إلا بوقوف التليفزيون جوارها لأنه برنامج تليفزيونى مثل «ساعة لقلبك».، من الصعب الاستمرار بغير هذا الطريق، نحن لسنا مسرح دولة مهمتنا الصرف دون أن يحاسبنا أحد على الربح، مسرح القطاع الخاص يصرف حتى يعيش ندفع مستحقات وضرائب، ثم يقال لنا ليس مسموح إلا بنسبة 25 % هل جلست معنا قبل تحديد هذه النسبة، هذا الأسلوب يصلح مع مسارح الدولة لأنهم فى كل الأحوال لا يطالبهم احد بأرباح لكن فى القطاع الخاص هل سندفع 25% من فاتورة الكهرباء، هل سأجبر الممثلين لتخفيض اجورهم لهذه النسبة، هل اجبر صاحب دار العرض أن يحصل على 25% من الإيجار ضريبة الملاهى التى تحصل على الضريبة يوميا، القطاع الخاص لا يصلح إلا مع صفر كوورنا، بجانب أن ارتداء الكمامة يفقد التواصل الحى بين الممثل والجمهور.