الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

خبرات تثقل الخطى

أنا فتاة جامعية أعيش بريف إحدى محافظات الدلتا، والدى موظف بالقطاع الخاص ولى ٣ أشقاء يعملون بمهن مختلفة، الحمد لله يشهد لنا أهالى قريتنا بالالتزام والتواضع ومحافظتنا على كل القيم والتقاليد التى تعلمناها وكانت سببا فى احترام الجميع، لكننى سيدى الفاضل أعانى منذ عدة أشهر من مطاردة أحد شباب القرية برسائل نصية على الواتس ولا أعرف من أين حصل على رقم هاتفى، مع العلم بأنه ليس جارًا ملاصقًا لنا لكنه معروف بسوء سمعته وعشقه للشر، بدأ منذ عام يرسل لى على فترات متقطعة بعض رسائل الإعجاب مع التأكيد بأن نيته خير، لكننى على يقين بأن هدفه الإيقاع بى، حاولت أن أصده بطريقة مهذبة مع التأكيد على عدم تفكيرى فى الزواج حاليًا بسبب طبيعة دراستى العملية ونيتى فى إتمامها حتى التخرج والالتحاق بسوق العمل المناسب - لكنه رد بأن هذا الكلام ما هو إلا حجة للخلاص منه ولشعورى بأنه ليس فتى أحلامى- فتشجعت وأخبرته بأنه بالفعل ليس فتى أحلامى وهناك اختلافات كثيرة بيننا مثل المؤهل الدراسى، فهو حاصل على مؤهل متوسط ويعمل بالتجارة الحرة وغير موظف. فكان رد فعله أكثر عدائية ضدى بعدما صارحته بالحقيقة - وأصبح يطاردنى على «الفيسبوك» بإرسال طلب صداقة ثم تطور الأمر للاتصال بى تليفونيًا من أرقام غريبة والتحرش بى لفظيًا وتهديدى بأنه سيفشى أسرارى لأهل قريتنا، علما بأننى ليس لدى أسرار تعيبنى أو تقلل منى، الشيء الوحيد ولم يكن سرًا لأن والدتى كانت على علم به - هو إعجاب زميل لى من أسرة ميسورة يريد التقدم لخطبتى وهو يدرس بكلية أخرى غير كليتى، كان ينتظرنى خارج الجامعة ويتحدث معى عن رغبته فى التقدم لخطبتى وأنا لم أعطه ردًا شافيًا غير أننى لا أفكر فى الزواج بل فى إنهاء دراستى أولًا، وطالبته بالابتعاد عنى كرد فعل طبيعى من أى فتاة لا تمتلك إلا سمعتها، وهذا الرد المقتضب قوبل باحترام شديد من هذا الزميل ولم أشاهده مرة أخرى بعد ذلك، مشكلتى الآن أستاذ أحمد هى معاناتى من أعراض الاكتئاب والخوف الشديد من الخروج إلى الشارع بل والبكاء يوميًا على ما يحدث معى من ابن قريتنا المتلذذ بمضايقتى فى كل مكان وبطرق عديدة، لكننى لم أبح لأحد إلا لوالدتى لأنها الإنسانة الوحيدة التى أعتبرها أختى وصديقتى وليست أمى فقط، لذا أخبرتها بكل شيء بعدما لاحظت تغير الكثير من عاداتى اليومية. لكنها محتارة معى وتخشى من بطش هذا الشاب أو تعرضه لإخوتى أو أبى بسوء إذا أخبرتهم،،، فماذا نفعل.



إمضاء ى. ش

عزيزتى ى. ش تحية طيبة وبعد ...

ما يحدث معك هو عبارة عن حالة تنمر جديدة تضاف إلى يوميات شارعنا العجيب بعد أن قلت فيه المروءة والشهامة بين ولاد البلد إلا من رحم ربى، وللأسف الشديد فإن القراءة الجيدة لمعظم المتنمرين وإلمامهم بظروف المتنمر عليهم بالإضافة لخوف الضحايا أو ضعف خبراتهم فى مواجهة هؤلاء المجرمين هو ما يصنع ويدعم تلك الفوضى ويضاعف حجم أضرارها اجتماعيًا ونفسيًا، وإذا عدنا لموقفك مع هذا الشاب فإننا سنجد أن سمة قصور فى رد فعلك معه منذ البداية عندما قررت تفسير وشرح أسباب رفضك الارتباط به، مع أنك لست مضطرة لتبرير هذا الرفض - بل يكفى أن تخبريه بأن الحديث حول تلك الأمور لا يصح أن يكون معك بل مع أبيك وبعيدًا عن الشارع أو من خلال التواصل التليفونى، والإشارة فقط إلى التركيز فى دراستك وبأن الارتباط لا يشغلك الآن . وما صعب من إمكانية قطع الطريق سريعًا أمام هذا المتحرش هو أنك أججتى مشاعر الغضب لديه بذكرك بعض الفروق بينكما مثل المستوى التعليمى وهو فى الأساس يعرف تمامًا أنه غير مناسب لك - لكنه أراد إقامة حوار عبثى لا طائل من ورائه غير الانتشاء بمجرد فرضية الارتباط بك، وهنا يمكن القول بأن تمكين أبنائنا من فنون الدفاع عن النفس ومن بين أدواتها صبغ شخصياتهم وإثقالها بالقدرات الإقناعية اللازمة لدحض محاولات أى معتدى أو متربص وفهم اتجاهات الآخرين - بات ضروريًا فى ظل تعقد المجتمع وتباين سلوكيات أفراده، وأنا أجد نفسى ناصحًا لك بضرورة إزالة بعض وسائل الضغط الاتصالية من تليفونك ولو بشكل مؤقت مثل تطبيقى الواتس والفيسبوك للتخلص نهائيًا من التركيز فى إشعاراتهم الخانقة لك - مع الاحتفاظ برسائل هذا الشاب التى تدينه لأنك ربما تحتاجينها فيما بعد، وعليك بإضافة برنامج لتسجيل المكالمات على الهاتف تحسبًا لأى مضايقات تليفونية قد تحتاجين تضمينها ضمن شكوى قانونية ضده إذا استدعى الأمر، كما يجب إقحام أحد أقاربك ممن يتميزون بقوة الشخصية والحكمة مثل خالك أو عمك حتى يُقيموا أبعاد التعامل مع الموقف والتصعيد المطلوب وصولًا لردع هذا الشاب والتخلص من مضايقاته نهائياً.

دمت سعيدة وموفقة دائمًا ى. ش