الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حوار الأجيال فى الكوميديا

أشرف عبد الباقى لـ«»: المسرح التجارى يعنى الكوميديا!

ذكاء حاد.. رؤية ثاقبة.. وقراءة استثنائية ودقيقة لمستقبل رآه قريباً.. وكنا نراه بعيد المنال..استغل الفنان والمخرج أشرف عبدالباقى موهبته فى مجال المقاولات والبناء؛ فى إعادة بناء وترميم خريطة القطاع الخاص بمصر؛ بعد أن كاد يزول مع حلول عام 2011، انطلق عبد الباقى برغم الظروف السياسية والاجتماعية القاسية وقتها بمشروع «مسرح مصر» فى أواخر عام 2013؛ ثم أضاف له عدة تجارب متطورة بتطور الواقع وتحققت المعجزة أنار فى وقت الظلام ما لم نكن نظن أنه سيعود للحياة، ومن وقتها بدأت تتشعب وتتعدد تجارب مسرح القطاع الخاص، منهم من حاول محاكاة تجربة مسرح مصر، ومنهم من حاول الخروج من عباءته تماما، لكن فى كل الأحوال كان له الفضل فى بدء حركة قطاع خاص جديد؛ عن مشواره ككوميديان، وبصمته كصانع للكوميديا؛ قال عبد الباقى فى هذا الحوار:



■ متى بدأ عهد الاحتراف بالمسرح؟

ـــ بدأت من مسرح المدرسة، قدمت أعمال كوميدى وتراجيدى لأنه فى مسرح المدرسة حتى ندخل ونشارك فى مهرجانات لا بد من تقديم مسرحيات جادة ولغة عربية ولو اخطأنا فى النطق والتشكيل تكون مشكلة، قدمت «هاملت» كنت ابلغ من العمر سبعة عشر عاما وفى هذا العام اكمل 40 سنة عمل فى مجال المسرح، من مسرح مدرسة وجامعة وفرق هواة وقطاع خاص إلى مسرح مصر.

■ كيف تدرجت فى هذه التجارب؟

ـــ قدمت 80 مسرحية فى فرق الهواة والمدرسة والجامعة حتى التحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية، تعرفت بالدكتور هانى مطاوع قدمنى معه فى عام 1986 بمسرحية «خشب الورد» كانت البداية، شاهدنى وقتها أكثر من مخرج ومنتج ورشحت لأكثر من عمل سينمائي، وبالتالى قدمت  63 فيلما، 16 مسرحية كبيرة، 130 مسرحية فى مسرح مصر 20 مسرحية مسرح السعودية.

■ حدثنا أكثر عن تجربة البداية فى «خشب الورد»؟

ـــ بدأت العمل مع الدكتور هانى مطاوع منذ عام 86 إلى 87 أخذنى من المعهد وقدمنى فى «خشب الورد» بدور صغير لكن كان معى الأستاذ عبد المنعم مدبولى وبعد ما خرجت نغمة الإرتجال على مسرح مصر؛ أحب أن أذكر بأن بداية عملى بالمسرح التجارى كان الإرتجال من مشهد مدته عشر دقائق اقول فيه فقط جملة واحدة «حاضر يافندم» تحول إلى حوار مرتجل بينى وبين الأستاذ عبد المنعم مدبولى إلى ساعة؛ فى كل يوم كان يفاجئنى بسؤال ارد عليه يأخذ افيه ثم تحول دورى ساعة إلا ربع، فى الموسم الثانى كنا نعرض بالإسكندرية وضعوا لى صورة على افيش العرض، كنت أجلس بجانب الرسام وهو يعدها من شدة سعادتي، وتحول اجرى من 100 جنيه فى الشهر إلى 500 جنيه وبالتالى كان الأساس هنا الإرتجال، وفى النهاية المسرح يعنى الكوميديا وعندما نذكر المسرح التجارى لابد أن نذكر الكوميديا؛ عندما كنا نعرض «خشب الورد» كان هناك 31 مسرحية قطاع خاص فى نفس التوقيت إلى أن وصلنا للزيرو.

■ كيف بدأ الارتجال مع الأستاذ عبد المنعم مدبولي؟

ـــ أول ما ظهرت أمامه على المسرح كنت أساعد فى الإخراج وأنظم دخول المجاميع، حتى وجدنى اقدم شخصية ادخل على المسرح يمين ويسار، وجد الجمهور يضحك منذ ظهوري، كنت صامتا ومتجهما والجمهور يضحك، بدأ يستوقفنى وينظر إلى ويضحك فالجمهور يضحك معه، حتى فاجأنى فى مرة بسؤال ثم سؤالا آخر وأرد عليه وكلها عبارة عن افيهات غير معدة فى الكواليس ولا طلب منى تعمد قولها قبل دخول المسرح، كله ارتجال بيننا على الهوا، نادانى فى مرة وطلب منى قلم حواجب حتى يثقل حواجبى كى تظهر «التكشيرة» لآخر صف فى الصالة.

■ لديك تجربيتن مع لينين الرملى هل كان يسمح لك بالارتجال؟

ـــ يسمح لكن بانضباط نقول معا فى البروفات وهو يضبط المسألة ومن الممكن وأنا على المسرح يأتى فى رأسى شيء فأقله ويضحك الجمهور، بعد العرض اجده يثنى على ما فعلت.

■ ألم ينزعج من الإضافات المفاجئة؟

ـــ بالطبع لا ينزعج لأننى لا أفسد النص، فهناك فرق بين من يرتجل داخل الموضوع، وبين شخص يتطوع لقول نكتة فيفسد موضوع العرض، الفرق أننى حابب الموضوع الذى اقدمه على المسرح وبالتالى ارتجل من خلاله، هناك أكثر من ارتجال قدمته فى «الحادثة» مثلا فى المشهد الذى يعد فيه الإفطار فوجئت فى يوم أن البيض الذى تم وضعه عبارة عن فوم، فأمسكت بالبيضة وكنت أخبطها فى الأرض كى تقفز، بدأت اقول أشياء من الشخصية نفسها ليس من خارجها كان سعيد بهذه الإضافات لكن اساس المسرحية لا نقترب منه فعندما يكون لينين الرملى المؤلف وكتب نصا منضبطا بنسبة 300%  لا يمكن ولسنا فى حاجة إلى لعب وارتجال، فإذا اكتفيت بما كتب سينجح العمل وبشدة.

■ فى رأيك كيف يكون الكوميديان متجدد  وخارج نمط محدود؟

ـــ المخزون الذى يستدعيه دائما بشكل غير مباشر من الواقع، ممكن أقدم شخصية شخص رأيته ولم اتذكر من وأين التقيت به، عندما استدعى المخزون وهى شخصية شبيهه بهذا الشخص، كان يتحدث بطريقة معينة أو يمشى بطريقة محددة أو يلبس بطريقة ما، على سبيل المثال كان هناك شخص لا اتذكره لديه مولود جديد كنت اسأله عن ابنه كيف حاله قال لي.. «الواد عنده امساك بقاله اسبوعين وعامل هيستيرليا لأمه فى دماغها»...لا اتذكر الشخص لكننى متذكر الجملة كان يتحدث بثقة كبيرة، وبالتالى من الممكن أن اوظف هذه الكلمة وهذا التعبير فى عمل قد أحتاجه مستقبلا، المخزون لدى الممثل أهم شيء يأخذ نماذج من الشارع ومن المجتمع من القهوة، اليوم بديل القهوة «السوشيال ميديا» لكنه ليس بديلا حقيقيا هو مازال عالم افتراضي، بينما العالم الحقيقى هم الناس العادية ممن حولنا الممثل الذى يفصل نفسه عن المجتمع الذى خرج منه لا يمكن أن يتجدد، لكن إذا ظل كما هو بنفس اهله واصدقائه فى المدرسة لم يتبرأ منهم او ينفصل عنهم سيكون لديه مخزون كبير، فعادة أتابع حياة اصدقائى واقاربي.

■ هل الكوميديان الماهر يكون إضافة للمخرج والمؤلف؟

ـــ كل العروض المسرحية بلا استثناء لابد أن يكون لدى اضافة ..و»مفيش حد ما عملش إضافة» ليس هناك كوميديان لم يضف إلى دوره على سبيل المثال؛ عادل إمام فى «شاهد ما شافش حاجة» عندما يقول  «انا بخاف من الكلب يطلع لى اسد».. هذه الجملة غير مكتوبة هذا شغله، ومشهد «الكوكاكولا».. «خلى بالك من نفسك وامسك نفسك».. من الذى سيكتب هذا الكلام، وكذلك «مدرسة المشاغبين» حملت كمية كبيرة من الارتجال بما فيها شخصية يونس شلبي، «العيال كبرت» ارجعى للنص الأصلى ليس له علاقة بما قدم على المسرح، هذا مجهود الممثل الذى قدم الكوميديا المناسبة له ..»اللى لايقة عليه».

■ هل هناك مؤلف رفض الإضافة على عمله؟ 

ـــ هذا لا يحدث على الإطلاق فى القطاع الخاص، فى المسرح التجارى ليس هناك مؤلف يأتى بالنص ويقدم حرفيا كما كتب، فى «باللو» كنت اجتهد واراجع الأستاذ سمير العصفوري، ونتشاور فى العمل حتى نصل إلى الشكل النهائي، اليوم الثانى اجرب مع الجمهور لأنه المحك الأساسى فى الصالة، انا وانت ممكن نختلف على افيه من الذى يحسم الجدل حوله الجمهور. 

■ عاصرت فترة صعود وهبوط القطاع الخاص هل تراجعه كان دافعا لتجربة مسرح مصر وهل كنت تتوقع هذا النجاح؟

ـــ بالتأكيد لم اتوقع هذا النجاح، كنت ابحث عن اسباب توقف المسرح خاصة عندما بدأت فى «خشب الورد» إخراج هانى مطاوع 86 كان لدينا 32 فرقة مسرحية عاصرت نهضة القطاع الخاص إلى أن هبط تماما حتى آخر مسرحية قدمتها «لما بابا ينام» إخراج خالد جلال، والتى توقفت بوفاة علاء ولى الدين 11 فبراير 2003 من بعدها توقفنا ولم نقدم مسرح، ولم يتشجع أحد لتقديم تجارب أخرى لذلك أصبح لدى تساؤل لماذا اختفى المسرح التجاري؟!، كنا نعرض 7 ايام فى الأسبوع دون أجازات حتى وصلنا إلى أننا نعرض يومين ثلاثة بصعوبة، وحتى عادل امام يعرض يومين ثلاثة، درست اسباب ابتعاد الجمهور عن المسرح؛ وجدت أن ظهور المولات التجارية يأخذ ميزانية الترفيه لدى الأسرة المصرية أصبحوا يذهبون إليه، اصبحت «فسحة» ارخص من المسرح؛ ثانيا سعر تذكرة المسرح يوم أن اغلقنا كانت التذكرة سعرها 300 جنيه والتى تعادل 1200 جنيه اليوم كان سعر التذكرة مرتفع، الأسرة إذا غطت احتياجاتها كل التزماتها، وتبقى معها مبالغ للترفيه يعتبر المسرح أعلى وسيلة ترفيهيه، العامل الثالث ظهور هذا الضيف الجديد «الموبايل» اليوم يستهلك من ميزانيات الجميع حوالى 200 أو 300 جنيه فى الشهر، إلى جانب أن زمن عرض المسرحية يصل إلى 4 ساعات كان العرض ينتهى الساعة الثالثة فجرا فلا يمكن أن يحضر شخص بمفرده، بجانب أنه زمن ممل للغاية، لذلك فكرت فى إمكانية تقديم عمل مدته ساعة يبدأ 8 وينتهى 10 اجذب عناصر جديدة، ليس لدى الفاظ او كلمة خارجة فهو مناسب للعائلة، مسرحيتين اصورهم احذف واحدة واضع الثانية مكانها اسبوعيا وهكذا، عندما عرضت الفكرة على المنتجين قالوا عنى مجنون كيف سأقدم 20 مسرحية فى الموسم مع شباب جدد لا يعرفهم أحد، الجميع تردد وتراجع لكننى تجرأت وعلى حسابى الشخصي، كان لدى استوديو صغير بنيت فيه خشبة مسرح؛ وعشرين كرسي؛ صورت أربع مسرحيات؛ عندما عرضت على الحياة اعجبوا بها للغاية وطلبوا مسرح كبير، حرصت ان اكون معهم فى البداية حافظت على وجودى مع الشباب  كنت اخذ مساحة الدور الكبير حتى بدأوا ينوروا بدأت اقلل حجم دورى بالتدريج حتى اصبحوا هم عنصر الجذب فى التجربة.

■ كيف كان يتم الإعداد وكتابة النصوص لهذه التجربة؟

ـــ فى البداية قدمت معهم 15 مسرحية بجهدى وجهدهم الكتابة والفكرة والإخراج، كنا نكتب معا حتى نمسك عضم المسرحية، ثم بدأنا فى الإستعانة بكتاب حتى ظهر نادر صلاح الدين ظل معانا فترة طويلة تولى الموضوع حتى الموسم قبل الأخير بدأنا الإستعانة بكتاب آخرين وهو يخرج، وأعتقد أن أكثر عنصر أنجح نادر فى هذا المشروع أنه استوعب هؤلاء الشباب لم يدخل معهم بمنطق المخرج والمؤلف صاحب الخبرة الكبيرة. 

 ■ ألم يكن من الصعب تقديم مسرحيات بهذا الإيقاع السريع؟ 

ـــ ليس صعب بقدر ما كان ممتعا، من الجمل التى تستفزنى شخصيا فى الفنانين عندما يقولون احنا تعبنا؛ هذه الجملة تستفزنى للغاية، لأنها مستفزة لمهن أخرى تبذل جهد مضاعف عشر مرات، خاصة واصحاب هذه المهن قد لا تكون لديهم معلومة أننا نعمل 12 ساعة متواصل حتى نصور ربع ساعة، استمتعنا بالعمل متعة كبيرة، الصعوبة كانت فى الحصول على الفكرة، لدينا عرض بعد بكرة نخرج فكرة ونصنع الديكور والملابس فى يومين لذلك كانت تبدو الفكرة مجنونة إلى أن نفذت.

■ فى رأيك..لماذا لم تنجح الأعمال التى حاولت محاكاة مسرح مصر؟

ـــ الروح..، لدينا هنا روح العائلة على مدى سبع سنوات اصبحنا عائلة انا وهم وعائلاتهم؛ تعرفت بآبائهم، انا معهم فى الظروف السيئة والظروف الجيدة، وعندما تزوجوا جميعا بعد هذه التجربة كنت شاهدا على عقود زواجهم بالكامل، وبعد الزواج اتدخل فى مشاكلهم، وجودى معهم مثل الأب، يقولون لزوجتى «يا ماما» الفرق التى حاولت تكرار التجربة لم تعش تجربة العائلة، وهذا هو الأساس نأكل معا مثلا عبد الرحمن «والدته عليها آكل».. وكذلك «والدة انور بتعمل سمك عظيم». ■ كيف بنيت بينهم هذا الانسجام والحب فى ثقافة الارتجال؟

ـــ بالمواجهة.. فى الإرتجال إذا كان هناك من سيقول افيه لأول مرة على المسرح، إذا حدث وزميله «فرمه» بمعنى أغلق عليه الضحك، عندما يحدث الموقف اول مرة قد اتجاوز عنه، لكن إذا تكرر ابدأ بمواجهته أمام الجميع بأنه شعر بالغيرة من زميله لأنه اضحك الجمهور، وبالتالى كسرت الحساسية من اول عرض وكنت متعمد، لذلك ينتهى الموقف بالإعتذار واليوم الثانى «بيريح له» حتى يأخد الإفيه والضحك يتصفى، ثم يتحدث الآخر يأخذ وقته، إلى أن أصبح هذا الأسلوب ممارسة وعلاقة الحب فيما بينهم كأسرة جعلت من يقف فى الكواليس منتظر «مين بيقول ايه عشان هيضحكوا»، كان الحب سبب النجاح.

■ برغم اسهامك فى عودة القطاع الخاص إلا أنك هوجمت بشدة كيف واجهت هذا الهجوم؟

ـــ احترم اراء الجميع خصوصا رأى الأستاذة الكبار كل واحد حر فى رأيه، لكن فى خلال سبع سنوات قدمت 130 مسرحية، من هاجمنى فى السنوات السبع ماذا قدم فى المقابل، افضل من الهجوم قدم ما تقتنع به، وسأكون من جمهورك لأننى أحب المسرح واحب النوعيات المختلفة، المختلف عن مسرح مصر، الناس هاجمتنى ولم تقدم البديل إذن الهجوم غير مبنى على أساس.

 ■ هل الظروف السياسية والاجتماعية ساهمت فى نجاح التجربة؟

ـــ الظرف السياسى كان يعنى أننا لا يمكن أن نفتح اثناء الفتح كانت هناك مظاهرات فى الشوارع وكان وقتها الشباب يخشون من العرض فى ظل هذه الظروف كنت اقول لهم ليس لكم علاقة بما يحدث فى الخارج «انتوا بتعملوا شغلكم وهم بيعملوا شغلهم».

■ ماذا عن تجربة مسرح السعودية؟ 

ـــ قدمت 20 مسرحية بشباب وفتيات سعوديون قبل إنشاء هيئة الترفيه عام 2018 او 2017  شباب وبنات على خشبة المسرح لأول مرة، هى تجربة اعتز بها كثيرا، لأنها تعتبر المرة الأولى لهم فى هذا المجال،  المسرح كان يحتاج تجهيزات فنية أخضرت اكياس قمامة وفى جراج عربيات المسرح اخترت منهم 50 فردا من 1800 قمنا بتهيئة وتنظيف المسرح معا، استقبلوا التجربة بترحيب كبير لأنهم متعطشين، كما استغليت اختلاف اللهجات بالسعودية فى تقديم العروض، كنت حريص ألا اقدم لهجة واحدة لأن الرياض لهم لهجة، وجدة لها لهجة، والقسيم لهم لهجة، وهكذا كيف اضع كل هذه اللهجات، استعنا بشخص سعودى يعلم اللهجات جيدا علمتهم الكوميديا بالورقة والقلم، بعيدا عن الإرتجال لأنهم مبتدئين ارتجلوا بعد عاشر مسرحية ليس لديهم تجربة لابد أن آمن لهم ويأمنون لى حتى امنحهم مساحة الإرتجال.

■ وماذا عن تجربة «جريما فى المعادي»؟

ـــ  شاهدت العرض الأجنبى فى برودواى ثم وجدته فى لندن معروضا بفرقة أخرى، ومن هنا جاءت فكرة تقديم اكثر من فرقة لعرض واحد شاهدته 8 او 9مرات، اثناء خروجى من المسرح كانوا يبيعون المسرحية فى شكل كتاب، كنت أمام خيارين إما ترجمتها وسرقتها او اخذها بشكل قانونى محترم؛ وهذا ما حدث، كانت بيننا مفاوضات وغيرت كثيرا فى النص، أضفت اشياء تخص عادات وتقاليد تناسبنا، وشرحت لهم قبل التعديل، اخدت الموافقة وبدأت، ضمت التجربة 40 فردا، عملت فرقتين عندما أخذت مسرح الريحانى كان صعب جدا وكان فى ذهنى إعادة توضيبه، بعد ما رأيته وعاينته، قلت لهم غدا سنبدأ ورشة؛ الجميع يأتى بملابس بسيطة تصوروا انهم سيلعبون على المسرح، وجدوا انفسهم فى ورشة صنايعية وليست ورشة تمثيل بيفكوا الكراسي؛ وبيدهنوا؛ ويعملون بدأب؛ كنت اعمل بنفسى معهم بدأت تعليمهم كيف يعملون بأيديهم، ثم أصبح المسرح متجدد على أيديهم إذن اصبح مسرحهم وبذلك ارتبطوا بالمكان وهذا ما لم يتمكنوا من تقليده!

■ كيف صنعت ميكانيزم اسقاط الديكور على المسرح؟

ـــ ميكانيزم سقوط الديكور صنعته لأن هذه «شغلتي» فى الأساس،  أعمل بالديكورات والمقاولات، وكانت لدى ورشة حديد وعادة اعمل بيدي، مهندس الديكور الدكتور محمود سامى صمم شكل الديكور الألوان والدهانات، لكن الميكانيزم فكرتي، كيف نصنع نفس التوازن بالخلف مثل التوازن بالأمام، نظام الرفعة الذى ندرسه من زمان، الوزن من الخلف لابد أن يكون بنفس مقدار الوزن الأمامي، هى فكرة بسيطة لا أعلم كيف نفذت بإنجلترا، لأن هناك نظامين «كوبى وبست» فى تقديم هذا النوع من العروض بمعنى أن أخذ حقوق نقله فى الشرق الأوسط بإخراجى وتنفيذي، ونظام «الربلاكا» أن يرسلوا لى مجموعة تنفذ الإضاءة والديكور وكل شيء، لكننى أضفت شخصية فلاح وشخصيات فى الكواليس غير موجودين فى النص الأصلى عندما صنعتها وترجمتها وارسلتها اعجبتهم جدا ووافقوا عليها.

■ لماذا انتهى مسرح مصر؟

 ــ لأنه لا يمكن ان نقدم جديد؛ فى الموسم 20 مسرحية، آخر موسم قدمنا 10 مسرحيات بصعوبة، لم نترك شيء لم نقدمه، كان بإتفاق بيننا جميعا، أن التجربة انتهت، برغم أنه آخر يوم لم يكن هناك كرسى فارغ، لكن التجربة نجحت منذ يومها الأول حتى الأخير، لذلك اخترت أن نغلق ناجحين، كنا بنهزر ونضحك والهزار الناس تقبلته واحبته، فلا يمكن أن نكرر انفسنا، بالطبع عندما انهينا التجربة قررنا أخذ حقوق تقديم عمل إنجليزى آخر، اوقفت إجراءات تنفيذه أزمة الكوورنا، هناك مفاوضات معهم تستغرق 3 او 4 أشهر لذلك أردت كسب الوقت، تشاورت مع ربيع وأس أس، وقررنا تقديم «صباحية مباركة» استغليت فيها كل خبرتى من الفرجة المسرحية فى الإخراج.

■ هل ترى أن هناك حركة حية للقطاع الخاص اليوم؟

ــ لدى الكثير الذى لم اقدمه بعد، ولدينا وقت حتى نصل إلى  40 فرقة احنا مصر و100 مليون كيف نكتفى بفرقة او فرقتين لابد أن تتحرك الفرق على أعداد الناس، اتمنى أن تخلق فرق بالمحافظات ايضا وأن يخرج الجمهور من منزله لمشاهدة المسرح وليس لمجرد تصوير الأعمال تليفزيونيا، بل يجب أن تكون العودة من أجل المسرح، أتمنى أن يعود العدد إلى 30 أو 40 فرقة بالقطاع الخاص.