الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رحلة غيرت وجه العالم

الجماعات الإرهابية تدلس معانى الهجرة النبوية

لا يكاد تمر مناسبة من المناسبات الدينية إلا وتحاول الجماعات المتطرفة استغلال  تلك المناسبة لتحقيق مآربها، وفى حادثة الهجرة تحاول الجماعات أن توظف ذكرى تلك الحادثة التى تحولت فيها الدعوة للإسلام إلى بناء الدولة المدنية، فكانت الهجرة، كما يرى د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، عطاء لدين الله (عز وجل) وليس تكسبًا بدين الله كما تفعل الجماعات المتاجرة بالدين، حيث يقول سبحانه فى شأن المهاجرين والأنصار الذين أخلصوا دينهم ونياتهم له سبحانه: ” لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ  وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ



أضاف أن الهجرة إنما هى تحول إيجابى نحو البناء والتعمير وكريم الأخلاق، وأن الهجرة ثلاثة أنواع، الأول الهجرة المشروعة وهى الهجرة إلى الله ورسوله بترك المعاصى والتحول الإيجابى من البطالة والكسل إلى الإنتاج والعمل، ومن سيئ الأخلاق إلى صالحها وكريمها.

وأما النوعان الآخران المذمومان اللذان لا علاقة لهما بالإسلام ولا علاقة للإسلام بهما فأولهما الهجرة إلى الجماعات الإرهابية الضالة المضلة تحت وهم الجهاد الكاذب، فهذه الجماعات الإرهابية لا علاقة لها لا بالجهاد، ولا بالهجرة، ولا بالإسلام على الإطلاق، بل كل ذلك منهم براء.   ولفت إلى أن النوع الآخر هو الهجرة غير الشرعية التى تقوم على مخالفة القوانين والتشريعات المنظمة لعلاقات الدول، حيث يعمد بعض الناس إلى الهجرة والتسلل عبر البحار والمحيطات والصحراء والجبال، مع ما فى ذلك من انتهاك للقوانين التى تنظم العلاقات بين الدول، بما فى ذلك من مخالفات شرعية وقانونية، لما فيها من تعريض النفس للمخاطر والهلاك أو المهانة والإذلال.

الدكتور شوقى علام  -مفتى الجمهورية-  يرى أن فى الهجرة النبوية معان راقية ودروسًا مهمة علينا أن نستلهمها فى حياتنا كلها، وفى مقدمتها حب الوطن والإخلاص له، فهجرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته الكرام لم تكن باختيارهم أو رغبة منهم، ولكنهم كانوا مكرهين عليها، وتجلى ذلك فى كلمات النبى صلى الله عليه وآله وسلم وقت الهجرة عندما وقف ونظر تجاه مكة وقال: «والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجونى منك ما خرجت».

وأكد مفتى الجمهورية أن حب الوطن والتمسك به من الأمور المهمة فى حياة الإنسان، وترك الوطن أمر عظيم على النفس، ولذلك فالقرآن عندما تحدث عن بنى إسرائيل قال: {اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ} ، فساوى الخروج من الأوطان بقتل النفس كأنه قتل للجانب المعنوى للإنسان، وهو ما يعلمنا حب الوطن والإخلاص له.

أضاف  أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية»، مؤكدًا أن هجرتنا وجهادنا الآن يجب أن يكون فى ميدان الحياة والعمل، وهو ما يستطيع من خلاله الإنسان المساهمة فى رفعة وطنه والبشرية والإنسانية كلها.

وشدد أن من معانى الهجرة كذلك أن نهجر كل ما يؤدى إلى كدر الحياة، وأن نؤدى أعمالنا على أكمل وجه بإعمال ضمائرنا فى وظائفنا وحياتنا كلها، وأن نصبر على مغريات الحياة وضيقها حتى نظل ثابتين على الخلق القويم، فليست الهجرة فقط ترك مكان لمكان ولكن ترك المعاصى والأخلاق الذميمة إلى الطاعة والعمل الصالح.

ودعا المفتى الجميع إلى التحلى بالأخلاق العالية فى كل شئون حياتهم، حتى نكون مهاجرين حقًّا، وأن نتأسى بالنبى صلى الله عليه وآله وسلم تأسيًا حقيقيًّا وليس بمجرد المظهر فقط؛ لأن الدين جوهر وليس شكلاً.

فيما يوضح د.أحمد عمر هاشم  عضو هيئة كبار العلماء أن الهجرة النبوية حدث جلل يجب على المسلمين الاحتفال به والاتعاظ عما حدث فيه من وقائع و أحداث وأن الهجرة بأحداثها وقصصها جديرة بتأريخها لما حوته من معجزات فاقت المدى وذلك لتظل الهجرة متعلقة بالأذهان لدى الجميع، كما أكد أن الهجرة كانت منذ اللحظات الأولى معروفًا فيها أن النبى سيهاجر بأمر من الله سبحانه وتعالى لذلك فهى إرادة إلهية.

من جهته  يعتبر  الدكتور محيى الدين عفيفى الأمين العام الأسبق  لمجمع البحوث الإسلامية أن هناك  بعض الممارسات اللاإسلامية التى تمارس باسم الإسلام  من قبل جماعات الضلال تحت عنوان الهجرة ، والإسلام منها براء، مشددًا  أن هذا الواقع المرير الذى تنهجه بعض الجماعات التكفيرية الجهادية  لتشويه صورة الإسلام لن يستمر طويلا.

وأضاف  أنه حينما نتحدث عن الهجرة نرى الضوء فيها، حيث كانت هجرة النبى نقطة تحول فى الإسلام على مر العصور؛ لافتاً إلى  أن النبى حينما خرج متخفيًا ولما عرضت قريش الجائزة لمن يعثر على النبى وحدث ما حدث وغرس حصان سراقة به فاستنجد بالنبى  فقال له الرسول كيف بك إذا سورت بسوار كسرى فقال له كسرى بن هرمس قال له نعم، وكان تطلع النبى للمستقبل واضحًا وضوح الشمس.