السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

انتبه جيدا لتمر بسلام.. تصبح مرضا فى هذه الحالة

أزمة منتصف العمر

كثيراً ما نسمع تعبير «أزمة منتصف العمر» عند البحث عن تفسير لاضطراب أو تبدل طرأ على سلوك شخص فى الأربعينيات من عمره تقريباً، غالباً ما يتسم بشيء من كآبة المزاج، أو التخبط فى اتخاذ القرارات، وهذا التعبير هو حديث العهد، ظهر قبل نحو نصف قرن، غير أنه كان خلال العقود القليلة الماضية عنوان دراسات كثيرة، سعت إلى استطلاع حقيقة هذا النوع من الأزمات، وفهم أسبابها بحثاً عن حلول لها.



دكتورة إيمان عبد الله، أستاذ الصحة النفسية والإرشاد الأسرى قالت إن مشكلة أزمة منتصف العمر أن الإنسان يقف مع نفسه ويراجعها، ويسأل نفسه «هل حققت مار اريده أم لا؟» وإن لم يحقق يقف مع ذاته ويغير ويبدل حياته رأساً على عقب، لافتة إلى أن عدم تحقيق المرأة لأحلامها يسبب لها أزمة منتصف العمر بأنها لم تحقق كل ما كانت ترغب فيه، ووفقا للدراسات فإن النساء عند الثلاثين أو بعد الثلاثين تحب أن تكمل بعض الدراسات الخاصة بها حيث تعتبر ذلك نوعاً من العوض عن الأمور التى لم تحققها قبل ذلك، كما أن هناك علامات تؤهل المرأة للدخول فى أزمة منتصف العمر، فعندما تشعر أنها كبرت ولديها تجاعيد فى وجهها إضافة إلى انقطاع الطمث وشعورها بأنها فقدت رونقها وشبابها.

تختلف أعراض أزمة منتصف العمر بين النساء والرجال، فكما أوضحت استشارى الصحة النفسية، تلجأ المرأة إلى تغيير لون شعرها ووضع ألوان روج فاقعة على سبيل المثال، إلا أن الرجل تظهر عليه بعد الأربعين فى شكل مراهقة متأخرة حيث يشعر بالندم والاكتئاب لأنه لم يحقق أى شيء، فيعيش علاقات عاطفية متعددة وقد يلجأ للزواج من فتاة أصغر من زوجته لمجرد أن يشعر بأنه جذاب ومرغوب،  ويأخد قرارات مفاجئة أو مصيرية متهورة دون أن يراعى أن هناك خسائر تحدث للأسرة والأبناء، وللأسف معظم الرجال يفقدون الثقة فى أنفسهم فينقلون هذا الشعور للزوجة فتحس أنها أقل جمالا وجاذبية وأنها كبرت فى الوقت الذى يبدأ فيه يبحث عن غيرها، فيما يزيد إحساس المرأة بأزمة منتصف العمر عندما تشعر أن هناك فتوراً عاطفياً وبروداً من الرجل بسبب انشغاله عنها أو يرى أنها كبرت أو يكون غير قادر على تلبية احتياجاتها، ووقتها تقل رغبتها فى الحياة وتتقوقع داخل نفسها وهناك سيدات تستسلمن وتحصرن مهمتهن فى تربية الأبناء ويتولد لديهن شعور بالاكتئاب وعدم الرغبة فى الحياة.

تحدث أزمة منتصف العمر، كما تؤكد دكتورة إيمان عبدالله، للرجل المتزوج ويكون فى أغلب الأحيان بسبب الزواج التقليدى لأن العاطفة تخمد والأداء الجنسى يكون فى فتور شديد، وكذلك عند غير المتزوج بسبب عدم زواجه، وأحيانا تصيب الأزمة المطلق أو الأرمل الذى لم يتزوج بعد انفصاله أو وفاة زوجته، فهؤلاء يعيشون مشاعر متضاربة ويكون لديهم إحساس بالحرمان. 

وقد أكد علماء النفس أن حالة المراهقة عند الرجل لا توصف بالمرضية إلا إذا صاحبت اهتمامات العاطفة والجنس أعراض أخري، وينصح العلماء الزوجين بالحكمة فى التعامل مع الزوج المراهق فلا ننتقده أو نحبطه أو ننتهج سلوك يستفزه وعلى الزوجة أن تطور من نفسها وتهتم بحالها وبزوجها، وعلى الزوج كذلك أن يتفهم المرحلة التى تمر بها الزوجة فلا يوبخها، ومعظم الأزواج يتجاوزون هذه الحالة العارضة لأنها نزوة طارئة ولكن عدم الحكمة فى التعامل مع الزوج ينتج عنه قرارات مدمرة لمستقبل الحياة الزوجية. 

وتشير دكتورة إيمان إلى أن هذه الأزمة فى بعض الأحيان تصيب الشباب مبكراً قبل الزواج فى عمر قبل الأربعين  والسبب فى ذلك عدم ممارسة أى رياضة وعدم وجود عمل وعدم ممارسة أى جهد أو نشاط فيكون هناك طاقة مضاعفة وكبت مضاعف فيشعر الشاب أنه كبر قبل أوانه، وفى علم النفس يسمى هذا الجيل بجيل المتقاعدين، الذى يجلس على القهوة أو على الإنترنت، ويشغل وقته بالتيك توك وبالتالى تنعدم الحركة ويزيد الكبت الجنسى فيشعر أنه كبر وشاخ قبل أوانه، كما أن الزواج فى سن متأخر يجعل الزوجين يشعران بملل لأن طعم الزواج  لم يعد كما هو بالشكل المطلوب ويشعران أيضاً أنهما يلعبان فى الوقت الضائع.