الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قادرة ولكن باختلاف..

فتحية مؤمن سبع صنايع والبخت مش ضايع

فى عام 2018 نظم الاتحاد المصرى للإعاقات الذهنية احتفالًا بعنوان (قادرون باختلاف) كانت فتحية مؤمن واحدة من المشاركين فيه بالغناء أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمفارقة أن عنوان الاحتفالية أفضل ما يمكن أن يعبر عن حياتها والتى تدرجت فى عدة محطات أثبتت خلالها أنها قادرة باختلاف؛ فهى أصيبت بشلل الأطفال قبل أن تكمل عامها الثانى ولأن الله رزقها بوالدين تفهموا إعاقتها تمكنت من خوض عدة مجالات عملية نجحت فيها لأنها لم تعتبر إختلافها عبئًا لإيمانها بقدراتها.



بدأت فتحية (43 سنة) أو فيفى كما يعرفها أصحابها حديثها عن أهم نعمة منحها الله لها وهم والديها والذين رغم عدم حصولهم على قدر كبير من التعليم تقبلوا اختلافها وتفهموه ثم ساعدوا على تمكينها، أصرت والدتها وهى غير متعلمة أن تنال ابنتها حقها فى التعليم تحملت أعباء توصيلها للمدرسة والحضور فى فترة الفسحة لكى تساعدها على استخدام دورة المياه ثم الحضور مرة أخرى فى نهاية اليوم الدراسي، وكانت تتحمل التعب كى لا تحرم ابنتها من الدراسة فى المدرسة بين زملائها تحملت عدم تأهيل المدرسة لتقبل اختلاف ابنتها ولم تقبل حرمانها من حقها.

تقول فتحية إنها رغم مرافقة والدتها الدائمة لها تعلمت كيفية الاعتماد على نفسها ولا تخجل من طلب المساعدة من الغير،وقالت إن كثيرين لديهم الرغبة فى تقديم المساعدة ولكن لا يعرفون كيفية تقديمها وهو ما تحاول توضيحه، وتعتبر من أسرار نجاحها العملى فى عدة مجالات تشجيع والديها المستمر لها ودعمهم مهما كان قرارها، وعندما قررت الدراسة فى كلية التجارة فى جامعة حلوان لم يمانعوا وهنا بدأت تعتمد على نفسها فى الحركة وحدها، وبعد تخرجها عندما قررت تعلم تجفيف وتنسيق الزهور لم يمانع والديها بل ساعدها والدها على بيع الزهور واستخدمت الموتوسيكل الخاص بها لجمع خشب الأشجار وإعادة تدويره، وبعد فترة قررت العمل DJ وكانت البداية بالصدفة عندما طلبت إحدى جاراتها استعارة جهاز الكمبيوتر الخاص بها لتشغيل الأغانى عليه فى حفل خطوبة تطوعت للقيام بالمهمة وسرعان ما تعلمت الأمر وإحترفته.

تقول فتحية إن والديها لم يمانعوا عندما قررت تحويل غرفة من منزلهم لمكتب كمبيوتر لكتابة الرسائل العلمية، ولكنها شعرت باحتياج لعمل آخر يجعلها تحتك بالناس وهو ما تحبه، وتقدمت للعمل فى مدرسة خاصة بدأت بوظيفة عاملة تليفون حتى أصبحت مسئولة العلاقات العامة والتطوير فى المدرسة وذلك لمدة 16 عامًا، وتضحك وتقول إن المفارقة تتمثل فى اقتراحها تنظيم دورات صيفية لأولياء الأمور إلى جانب الطلاب حضرت إحداها عن تصنيع الإكسسوارات فتعلمت الحرفة وأطلقت مشروعها الخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

هذا إلى جانب نشاطها الموسيقى فهى تحب الغناء وانضمت إلى عدة فرق فنية وحصلت على ورش عمل وقدمت عروض فى ساقية الصاوي، هذا إلى جانب ممارسة رياضة تنس الطاولة وخاضت مسابقات على مستوى الجمهورية وحصلت على عدة ميداليات، ولم تخجل من العمل فى إحدى شركات النقل الخاصة عبر سيارتها، وبالصدفة أيضًا تقدمت للحصول على تدريب لكى تكون لايف كوتش ووفقت فى الحصول على منحة لتدخل مجال أضاف لها الكثير وتقدم الآن جلسات لايف كوتش للأطفال ومعروفة باسم (فيفى مؤمن)، وتقول إنها فخورة دائمًا بإختلافها الجسدى والذى لم يعقها فهى قادرة على تحدى ما يواجهها من عقبات ولكن باختلاف.