الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الكاتبة السعودية إيمان أفندى: أدب الطفل لا يعرف المجاملات

إيمان أفندى، كاتبة سعودية مقيمة فى مصر منذ فترة طويلة، تكتب أدب الأطفال والقصة والمقالة والرواية والسيناريو، وهى ترى العالم من منطلق البراءة الذى تنسجه قصصها بامتياز، تستخدم حبكة خلاقة ومقنعة، وأسلوباً حيوياً جذاباً، يتماشى مع مستوى الطفل اللغوى وينمى ذوقه الأدبي. ومن أعمالها: «عودة لوحة الشاردان»، «سر فيلا الساحل الشمالى»، «كنوز الشرق»، «رحلة فريدة»، «روج ولغز ورقة البردى»، اللعبة المحرمة» عربى». ترجمت قصصها للعديد من اللغات الأجنبية، كما كتبت قصصًا تتناول  قضايا: التحرش، والمرأة فى العمل، والنظافة فى العمل. 



تدرس قصصها فى مدرسة دار الفكر بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية .كما اتجهت مؤخراً إلى كتابة الرواية، فتعكف حاليًا على كتابة رواية عن إقليم الحجاز والتاريخ الاجتماعى لتلك البقعة المباركة، كما تكتب السيناريو حاليا، ضمن فريق class19 حيث انتهوا من كتابة مسلسل يتناول واقع المرأة العربية وخاصة مرحلة ما بعد الانفصال.

وإيمان زكى حاصلة على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة. 

■ كيف كانت بدايتك فى كتابة أدب الطفل؟

ـ لقد أورثت عشقى للقراءة لأبنائي، وكان يصادف أن تنفد منهم القصص، فيطلبوا منى أن أقص عليهم قصة، فكنت أرتجل من مخيلتي، وكان الأمر سهلا على، بل وجدت أن لدى أفكارًا لقصص كثيرة، ومن هنا بدأتُ.

■ مؤلفاتك القصصية تحاكى عالم الأطفال، حدّثينا عن هذه التجربة؟

ـ لم أشعر يومًا أنى بعيدة عن هذا العالم، وكأنه ما زال هناك طفل بداخلى يطلب منى أعمالا بعينها، فأنا أستمتع أيضًا بما أكتب.

■ هل يختلف أدب الطفل عن غيره من الآداب؟ وأين تكمن صعوبته فى نظرك؟

ـ طبعا يختلف فى تفاصيله ووضوحه، الطفل لن يقرأ غير القصة التى تجذبه، فليس هناك مجال للمجاملة، ولهذا فالموضوع صعب.

ونحن اليوم نواجه صعوبة شديدة فى لفت انتباه الطفل للقراءة فى وسط هذا الكم الهائل من وسائل التكنولوجيا الرقمية التى تغنيه عن استعمال حواسه، وتقدم له المتعة مرئية ومسموعة وبشكل مبهر.

■ ما مميزات قصص الأطفال؟ وهل تكتبين من وجهة نظر الطفل؟

ـ الطفل يحب أن ينتقل إلى عوالم أخرى، ويرى الحيوان يتحدث مثله، ويرى أمثاله من الأطفال يطيرون ويقفزون ويفوزون وينجحون.

والقصة المميزة هى القصة التى تشد انتباه الطفل، وهنا أبدأ بوضع الرسائل غير المباشرة للطفل، والتى دائما ما تكون رسائل أخلاقية تحث على الفضيلة، وأعتقد أنى قد نجحت فى ذلك.

أما فيما يتعلق بما إذا كنت أكتب من وجهة نظر الطفل أم لا، فأرى أن هذه المسألة قد حُسمت من تعليقات الأطفال على كتاباتي، وهذا شجعنى كثيرًا على الاستمرار.

■ كيف تتعاملين مع الفكرة حين تكتبين القصة عمومًا؟

ـ الفكرة تأتى دون موعد مسبق، بل تقفز إلى عقلى فى لحظة، فأسارع إلى تدوينها، ثم بعد ذلك أختار لها أبطالها والمكان والزمان المناسبين.

■ ما موقع المرأة العربية من أدب الطفل؟

ـ المرأة العربية ليست بعيدة عن أدب الطفل، فهى بطبيعتها كأم أكثر احتكاكًا بالطفل، فهناك أمهات يبرعن جدا فى هذا المجال دون توثيقه فى كتاب.

■ لا شك أنك تقرئين لكُتاب قصص الأطفال، فمَن مِن الأسماء يلفت انتباهك على الساحة الأدبية اليوم؟

ـ هناك الكثير من الأدباء العرب الذين يكتبون للأطفال، والذين تعرفت عليهم مؤخرًا، وذلك مثل الدكتور طارق بكرى من لبنان، والأستاذة تغريد النجار من الأردن، والكاتبة سعدية العادلى وصديقتى الأستاذة ثريا عبد البديع من مصر، والأستاذ أحمد بن سعيد من المغرب وغيرهم كثير ممّن يبدعون فى الكتابة للطفل.

■ تعكفين حاليًا على كتابة رواية عن التاريخ الاجتماعى لمنطقة الحجاز.  لماذا هذا التحول إلى دخول المعترك الروائى بعيدًا عن عالم الطفولة؟

ـ ربما يرجع ذلك إلى شغفى الشخصى بالتعرف على تاريخ الحجاز، وخاصة مدينة ينبع مسقط رأس جدتى والمدينة المنورة، حيث عاشت فترة من حياتها. وقد اخترت اسم جدتى ليكون عنوان هذه الرواية.

أما دخولى إلى عالم الرواية فإنه لم يكن أمرًا اختياريًا بالنسبة لي، فعندما أحمل قلمى لا أدرى إلى أين سيأخذني، فقد كتبت الرواية والقصة والمقال من قبل.

■ هل خفّفت من الكتابة الفانتازية فى روايتك الجديدة؟

على الرغم من أن عقلى يعمل بطريقة غير مألوفة أو اعتيادية عند الكتابة (وهى الفانتازيا بعينها) فإننى عند كتابة الرواية أضع نصب عينى القارئ الذى ربما يعتبر الفانتازيا نوعًا من الاستهتار بتفكيره كبالغ، وهذا يضطرنى إلى البحث خلف كل معلومة وحدث أضعهما فى الرواية.

■ تتعرض الرواية لإشكالية الهوية، فهل تبحثين عن الذاكرة القومية فى ظل صيرورة تتبدل باستمرار؟

ـ حسمت هذه المسألة، وابتعدت تماما فى كتاباتى عن الصراعات التى أصبحت جزءًا من حياتنا، ووضعت معايير التزمت بها، وهى الثوابت الأخلاقية، وانتصار الخير على الشر، وتأصيل المبادئ التى لا يختلف عليها أحد، فقد أحببت أن أصنع هوية إنسانية لا تتبع سياسة أو عرقًا، ولا تتقيد بآراء أشخاص بأعينهم.

■ هل ثمة سبب يدفعك إلى الاشتغال بالهوايات المهمشة؟

ـ إذا كنت تعنى أن الكتابة هواية مهمشة، فمن أين يأخذ صناع الأفلام والمسلسلات أفكارهم؟ فعلى سبيل المثال، هناك الكاتبة الإنجليزية J.K.Rowling كاتبة سلسلة Harry potter التى تحولت قصصها إلى أفلام من عدة أجزاء.

■ اتجهت مؤخرًا لكتابة السيناريو بالاشتراك مع مجموعة من كتاب السيناريو فيما يعرف بـ (Class 19). حدثينا عن هذه التجربة؟

ـ تحمست لدراسة فن كتابة السيناريو، وبالفعل تقدمت لدورة مع السيناريست الدكتور مدحت العدل، وهناك تعرفت على المجموعة التى أعمل معها الآن. وقد تعرّضنا فى  بادئ الأمر لبعض الانتقادات لصعوبة تكوين ورشة من عدة أشخاص لكتابة عمل واحد مشترك على أساس أن لكل واحد تفكيره وأسلوبه، لكن لحسن الحظ كانت المجموعة على درجة عالية من الثقافة والاتزان مما ساعد على أن نتعاون بشكل إيجابى.

■ ما التجربة التى يتناولها المسلسل؟

تدور أحداث المسلسل حول حدث الساعة، وهو جروبات السيدات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد اخترنا مشكلة واحدة فقط لنتطرّق إليها فى المسلسل، وهى حياة المرأة بعد الانفصال، وهل على المرأة الاستمرار فى علاقة مشوهة؟ وأظهرنا أن الطلاق أو الانفصال ليس نهاية الطريق، فهناك من ينفصلون، ثم يعودون ويعالجون أسباب مشكلتهم، وهناك من ينطلقون فى الحياة، وينجحون فى حياة أخرى أو عمل.

■ فى ضوء اهتمامك بالدراما، ما علاقة السرد بالدراما؟

يتفقان فى وجود قصة أو حكاية، وفى أن كلا منهما عمل له بداية ونهاية، ويتطلب قدرًا من الإبداع والتخيل ودمج الواقع الذى نعيشه فى قصة تجذب القارئ أو المتفرج، ويختلفان فى طريقة التناول.

■ ما رأيك فى موجة النشر الإلكترونى التى نعيشها حاليًا؟

ـ أحب الكتاب والمجلة والصحيفة، وأفتقدهم كثيرا، وأتعجب من هذا الإهمال والتحول المفاجئ عنهم، لكن فى نفس الوقت لا أستطيع أن أتوارى فى مكان مظلم لا يصل إليه أحد. ولهذا فإننى قد أصبحت مجبرة على النشر الإلكترونى الذى كنت أتمنى أن يكون عاملًا مساعدًا فى نشر الأعمال، وليس المكان الوحيد أو الذى يمثل 90% من منصات النشر.