السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توكلت على الله

شكرا عبد الله رشدى على «إسلامك الإخوانى»

  الشكر سببه أن الشيخ عبدالله رشدى يقدم للمسلمين، بل وللإنسانية، خدمة كبيرة، وهى تقديمه الأمين لـ«إسلام الإخوان»، دون أى كذب أو تزوير أو تدليس. وهو جهد كبير موصول بالخدمة الكبيرة التى قدمتها من قبل داعش بدون «لوع وألاعيب» الإخوان، قدموا «النسخة الأصلية من الإسلام» الذى يدافع عنه أنصار الإسلام السياسى بكل تنويعاتهم.  



 ليس هناك نوع واحد من الإسلام، بل هناك أنواع لا حصر لها من «الإسلامات»، تتعدد بحسب التأويل والقراءات، بل وحسب الأهداف. فهناك «اسلام» ضد الإنسانية بالكامل، يستند الى عدم المساواة بين البشر، وبين الرجل والمرأة، وبين المسلم وغير المسلم. ويستند على سلطة «الإجبار» على المسلم، بقمعه لكى يسير على «الصراط المستقيم الإخواني»، ويتعرض للسجن والسحل والقتل، إذا رفض تفصيله حتى لو كانت صغيرة مع هذا النوع من الإسلام. فهذا النوع لا يعترف بحرية العقيدة حتى للمسلم. أما غير المسلم فهو مواطن من الدرجة العاشرة، غير متاح له حرية العبادة ولا أى نوع من المساواة مع المسلمين، وخاصة لو كان مؤمن باديان أو عقائد غير إبراهيمية، أو حتى ملحد. هذا النوع من الإسلام لا يعترف بالحريات الفردية ولا العامة ولا بحقوق الإنسان ولا غيرها.    لقد انزعج ورفض ملايين المصريين عندما بدأ (مجرد بداية) الإخوان فى تنفيذ هذا «الإسلام الإخواني»، وثاروا ضدها، ورفضوا أن يكون هناك سلطة أعلى تحدد لهم نوع دينهم بالقمع والقهر والاستبداد. وكذلك فعل السودانيون، خرجوا بالملايين للإطاحة بعمر البشير و«إسلامه الإخوانى». كما انزعج ملايين المسلمين فى كل مكان فى العالم عندما قدمت داعش مشكورة النسخة الأصلية من «اسلام الإخوان» التى تعتمد على السبى والقمع والذبح.. الخ. واعتقد كثير من المسلمين وهم محقون، انه من المستحيل ان يكون هذا هو «الإسلام»، ولكنها الحقيقة هذا نوع من «الإسلام» يخاصم الإنسانية، لأن من يؤمنون به ضد الإنسانية.  

 فالإخوانى ليس هو فقط عضو تنظيم الإخوان، ولا هو فقط عضو الحركة السلفية، ولكنه كل من يؤمن بان «الإسلام» سلطة، دولة وخلافة واستعمار من الأندلس الى الصين. هو من يؤمن بان هذا الدين العظيم ليس علاقة فردية مع الله، بل سلطة قهرية تجبر المسلم وغير المسلم على اتباعه. انه بالضبط مثل مشرط الجراح الذى يمكن ان تستخدمه فى علاج الام الناس أو فى ذبحهم، والإخوان وعموم الإسلاميين يستخدمون هذا الدين لذبح خلق الله.  

 لذلك فمنع عبد الله رشدى ومن هم مثله من الخطابة فى المساجد ليست هى افضل حل. أولاً لأنه يستطيع ببساطة ان يتواجد عبر الوسيلة الأكثر تأثيراً وشعبية وهى السوشيال ميديا. لكن الحل الجذرى هو نشر «إسلامات إنسانية» ترد على هؤلاء الإرهابيين غير المسلحين. نشر اسلام يقدس حرية العقيدة ويرفض قطعياً على سبيل المثال الحديث المنسوب لسيدنا النبى بقتل المرتد، ويرفض ما يسمونه السيرة النبوية التى حولت «نبى الرحمة» الى «إرهابي». ويرفض التأويل الحرفى لآيات فى القرآن لإيذاء المسيحى واليهودى «يدفعوا الجزية وهم صاغرون». ويرفض تبرير إيذاء المرأة ورفض مساواتها الكاملة بالرجل.  هذا الإسلام الذى يرفض رفضاً قاطعاً الغزو والاحتلال والسبى والنهب وتدمير الشعوب تحت اسم «الفتوحات» ويتبرأ منها ويؤكد انها اساءت الى الإسلام والمسلمين، حتى لو كان من فعلها بعض الصحابة. هذا الإسلام يرفض غزو عمرو بن العاص لمصر مثلما يرفض غزو سليم الأول العثمانى لمصر، فكلهم غزاة، وليس هناك احتلال حلال واخر حرام. 

سأعطى للقارئ الكريم مثالاً على استخدام النصوص، من قبل من هم مثل عبدالله رشدي، فيبررون التمييز ضد المرأة بالآية الكريمة «وَاللَّاتِى تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِى الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا». وهم يقولون ان فعل «ضرب» هنا مقصود به الإيذاء البدني، ويؤكدون أنه خفيف غير مؤذي! فى حين ان فعل «ضرب» فى أصله السريانى الآرامى يعنى التجاهل وليس الضرب. و»الحور العين» التى فخخ الاف الشباب أنفسهم بسببها، وحولت جنة الله الى بيت دعارة، لا تعنى الجواري، ولكن تعنى العنب الأبيض. 

لو نشرنا هذه «الإسلامات الإنسانية» يمكننا القضاء على مصانع انتاج الإخوان.