بريد روزا
قرارات زوجية متسرعة
يكتبه أحمد عاطف آدم
تحية طيبة لبريد روزا وبعد…
أنا زوجة حاصلة على مؤهل عالٍ أبلغ من العمر ٢٦ عامًا، تزوجت منذ ٤ سنوات من معيد بإحدى الجامعات بعد قصة حب وارتباط عاطفى، فهو صديق أخى الوحيد والأكبر لى ولشقيقاتى، بالإضافة لانتمائه لنفس القرية التى نعيش بها، والدى يعمل موظفًا بسيطًا بشركة خاصة، جاهد كثيرًا وتعب فى تربيتنا وتوفير مستلزمات زواجى ولا يزال يواصل بعد وفاة والدتنا ورفضه الزواج لتكملة رسالته معنا، بعد عام تقريبًا من دخولى عش الزوجية بدأ القلق يدب فى قلوبنا لتأخر حدوث حمل لى برغم عدم وجود أى أسباب تمنعنا من بلوغ تلك الفرحة التى يتمناها أى عروسين، وبحسب التحاليل الطبية فكلانا يتمتع بصحة إنجابية لكنها إرادة الله، رحلة طويلة قطعناها من المتابعة عند الأطباء قبل أن يرزقنا الله بطفلة جميلة ملأت علينا الدنيا بما فيها حتى استوقفتنا صدمة عنيفة لظهور إختبار الغدة الدرقية الخاص بها ومعرفتنا بأنها ستكون معاقة ذهنيًا (داون)، الحياة بينى وبين زوجى كانت مبنية على الاحترام المتبادل والحب قبل هذا الخبر الصاعق، لكن بعد إنجاب طفلتنا ومعرفة زوجى بإعاقتها بدأت الخلافات تدب بيننا بسبب عدم تقبله للأمر فأصبح عنيفا يتطاول علىّ بألفاظ خارجة، مما اضطرنى للرد عليه تارة والامتناع عن إعطائه حقوقه الشرعية تارة أخرى - عقابًا على عدم احترامه لى، لكنه لم يبالى وازدادت الفجوة بيننا يوما بعد يوم والشكوك أيضا فى حب وإخلاص كل منا للآخر. حتى جاء اليوم الذى فسر أشياء كثيرة بعد تفتيشى لجيوب بنطاله لتنظيفه واكتشافى بعض الحبوب المنشطة جنسيًا والمخدرة أيضًا من عائلة الترامادول - بالرغم من صغر سنه حيث إنه فى أواخر العقد الثالث من العمر، مما دفعنى لمواجهته بحدة واتهامه بأنها هى السبب في تبدل سلوكياته وتصرفاته معى بل وفى تشوه جنيننا الأول عقليًا، فلم يتقبل ذلك وصفعنى واتهمنى بالتخلف، وأنا لم أتمالك نفسى وغادرت منزلى إلى بيت أبى منذ عدة أيام ولم أشرح لأسرتى طبيعة الخلاف بينى وبين زوجى - وكلما تحدث أحد معى لا أنطق بشئ وأدخل غرفتى ثم أبكى على نصيبى الذى أوقعنى فى هذا الزوج المختل. الشىء الوحيد الذى يخفف عنى هو ابتسامة طفلتى البريئة بل ربما هى من تدفعنى لإستكمال رحلتى معها فى الحياة والتراجع عن فكرة الإنتحار، مشكلتى أستاذ أحمد أننى أصبحت لا أطيق زوجى لدرجة أننى طلبت منه أن يطلقنى وهو يرفض ويحاول إعادتى لمنزله - وتمسك بى أكثر بعد علمه بعدم إفشائى لسبب الخلاف بيننا. لكن يبقى خوفى وقلقى الأكبر يتركز فى مستقبل ابنتى ومستقبلها مع أب يبدو ضائعا وغير أمين علينا، فماذا أفعل سيدى الفاضل!؟.
إمضاء هـ. ص
عزيزتى ه. ص تحية طيبة وبعد…