الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

توكلت على الله

المسلم المنافق

مثل كل الجماعات البشرية، المسلمون فيهم الجيد والسيئ، فيهم الحقير والعظيم. ومن هؤلاء المسلمين الحقراء من يعيشون فى الغرب. هجروا بلادهم بحثاً عن الحرية والرفاهية. فى كندا على سبيل المثال القواعد القانونية لكل دور العبادة واحدة، المسجد، الكنيسة والكنيس والمعبد، وحتى لو قررت أن تعبد شجرة فأنت حر، الدولة وظيفتها ليس فرض دين أو عقيدة ولكن حماية حقك فى ممارسة دينك. 



  كندا والغرب اغلبيتهم مسيحيون كاثوليك ومع ذلك لا يحصلون على أى ميزة اضافية، بل مثلهم مثل كل المواطنين من مختلف الأديان والأعراق. أى أن الأغلبية قررت بإرادتها أن تتساوى مع الأقليات، بل وتعطى مميزات إضافية لهم. ولذلك هذا المسلم المنافق الحقير مستعد للمخاطرة بالموت غرقاً لكى يعيش فى هذه البلاد التى يصفها بأنها «كافرة». 

 سألت زميل لى فى دراسة الإنجليزية فى كندا : لماذا لم تحاول العيش بجوار قبر سيدنا النبى والحرم المكى، أو تعيش فى بلد «إسلامية» مثل باكستان واندونيسيا، لماذا أتيت إلى« بلاد الكفرة»؟ 

  كان الرد عجيباً: لأنها لا تطبق الإسلام الصحيح. سألته وهل هنا يطبقون «اسلامك الصحيح»؟ 

 لف ودار وكذب. هذا الزميل حصل على لجوء سياسى بحجة أنه مضطهد، وبالتالى صحة وتعليم مجاناً ويعيش على معونات الدولة، لم يقدم لهذا البلد أى شيء وحصل على كل شيء. ومع ذلك لم يقدم فى الفصل الدراسى« بريزنتيشن» عن هذا البلد الطيب، ولكن عن محمد مرسى الإخوانى وجماعته الإرهابية!. 

 إخوانى آخر حصل على لجوء سياسى لأنه مضطهد، وسألته لماذا لم تحاول الحياة فى قطر أو حتى فى« جنة أردوغان»؟! وبالطبع لا توجد إجابة. هذه ليست حالات استثنائية، فهم كثيرون. منهم على سبيل المثال قيادى إخوانى كبير فى كندا، سمحت ورحبت العلمانية الكندية الحرة بأن يصبح قياديا فى الحزب الليبرالى، وعضو برلمان وتولى منصب حكومى مهم، ومع ذلك فهو يرى هذا البلد كافر ويريد تطبيق «شريعته» عليها. أى يريد تدمير أسس العلمانية الديمقراطية الحرة التى استفاد من حدها الأقصى!

من هؤلاء أيضاً عضوة مجلس الشيوخ الألمانى ديليك كالايسي التى طالبت بحظر بيع الكحول بحجة مقاومة كورونا. وقالت العضوة المسلمة إن السبب هو عدم التزام المطاعم والبارات بالمسافات الآمنة والعزل الاجتماعي. وإذا لم يتحسن الآداء حسبما قالت، فانى أطالب بحظر بيع كل أنواع الخمور.   لم يتدخل أحد فى نوع طعام هذه السيدة، ولا فرضت الأغلبية المسيحية عليها الخمر أو منعتها ممثلاً من ارتداء الحجاب لو أرادت، لكنها لا تكتفى بممارسة حريتها وتشكر البلد الذى سمحت لها بأن تكون عضو مجلس شيوخ وهى مسلمة، لكنها تريد حرمان غيرها من الحرية بحجج كاذبة.  

 مثل هؤلاء يؤمنون بان «الإسلام» لا يعنى السلام والمحبة، أى أن تعيش كما تشاء وتترك غيرك يعيش كما يشاء. ولكن يؤمنون بان «الإسلام « معناه «الاستسلام»، أى لا بد أن يستسلم لهم غير المسلمين، بل والمسلمين لهم، انطلاقاً من ايمانهم ان هذا هو الإسلام.

 أرجوك لا تصدقهم عندما يصرخون «الإسلاموفوبيا»، فهذه كذبة ضخمة يستخدمونها حتى لا يتم انتقادI «سلامهم». فبعد حياة نحو 6 سنوات فى الغرب كمسلم، لا يوجد أى اضطهاد أو عداء ممنهج ضد المسلمين، ولا ضد أى اقلية.، لكنها مجرد أخطاء فردية تحدث فى كل مكان، ولكن القوانين هنا تجرمها. ولو كان صحيحاً أن هناك «هذا الاضطهاد والتهميش لعادوا الى بلادهم الأصلية. 

  هذا المسلم المنافق الحقير لا يريد فقط فرض «إسلامه الإخوانى» على غيره، بل ويقاتل من اجل ان يمنع ضحاياه من المسلمين وغير المسلمين من الصراخ ومن انتقاده. ويصف هؤلاء الضحايا بأنهم «مرضي» يحتاجون للعلاج من «الفوبيا». أى أن المجرم الذى يقتل ويرتكب كل الموبقات لفرض «دينه» بالقوة، يتحول إلى ضحية، والضحايا يتحولون الى مجرمين!. 

 هؤلاء هم «المفسدون فى الأرض ».. يدمرون حياة البشر فى مصر وكندا وكل مكان.