الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الحرق لم يمنع يديها من الإبداع

إكسسوارات هند البنا فن وتحدٍ

تجدها بشوشة مقبلة على الحياة رغم العديد من الأزمات التى مرت بها فى حياتها بداية من إصابتها بالحرق منذ أن كانت فى السادسة عشرة من عمرها، مرورا بالتنمر على شكلها أن نالت النار أجزاء متفرقة من جسدها، وكذلك التحرش وصولاً برفضها فى العديد من مجالات العمل بحجة أن شكلها غير لائق وأثار الحروق على يديها يثير خوف كل من يراها.. إنها هند البنا  الفتاة الإسكندرانية صاحبة الـ«37 عاما» مؤسسة مبادرة احتواء لمصابى الحروق ومصممة إكسسورات هاند ميد.



حصلت هند على بكالوريوس خدمة اجتماعية وأصيبت بالحروق منذ 20 عاما عندما كانت تعد الشاى فى المطبخ مرتدية ملابس من البوليستر وشال على رقبتها وهى بعمر السادسة عشرة فمسكت النار فى الشال ثم انتقلا لملابسها ففقدت الوعى وحاولت والدتها إنقاذها لكن النار أحرقت أجزاء متفرقة من جسدها لتدخل فى دوامة العلاج ووقتها عام 2000 لم تكن هناك مستشفيات متخصصة لعلاج الحروق وظلت شهرين تتلقى الرعاية والعلاج داخل المستشفى الجامعى بالإسكندرية ثم خرجت بناء على رغبة والديها على أن تستكمل العلاج خارج المستشفى حيث أجرت العديد من العمليات التجميلية ثم ثوقفت عن العلاج لسوء حالتها النفسية، بعدها أجرت عدة عمليات بمستشفى الحسين الجامعى ومستشفى أهل مصر.

«مش هستسلم وهعافر وأكمل» شعار رفعته هند بعد أن تعرضت لمشكلات فى حياتها الخاصة رغم إجرائها العديد من العمليات التجميلية، فقد فشلت فى العثور على فرصة عمل، وفشلت فى الارتباط والزواج أكثر من مرة بسبب ذلك، ما دفعها للبحث عن حل لمشكلاتها ومشكلة من هم فى مثل ظروفها، ولذلك قررت القيام بمبادرة لمصابى الحروق الذين بلغوا وفق آخر إحصائية 100 ألف ضحية.

عملت هند فى حضانة وبيوتى سنتر وتوزيع الكتب وغيرها ولكنها كانت تواجه صعوبات فى أن تستكمل عملها بحجة أن شكلها غير لائق وأن أثار الحروق على يديها تثير خوف كل من يراها حتى أنها تعرضت للتحرش عدة مرات وفى كل مرة كانت تعلن ذلك لأخذ حقها كان يتم التنمر بها بحجة أنها «محروقة» ولن ينظر إليها أحد، كما تم خطبتها عدة مرات، إلا أنه فى كل مرة يتم إنهاء الخطبة بسبب الحرق الذى أصيبت به فى سن صغيرة، مؤكدة أنهم كانوا يتعاملون بقسوة شديدة، مُعلقة: «كانوا بيقولولى أحمدى ربنا إحنا خطبناكى لشاب سليم ورضينا بيكى».

تقول هند إن لمصابى الحروق حقوقا على المجتمع، ولابد أن يكون لديهم الحق فى العمل والاندماج والتعليم والارتباط دون سخرية أو تنمر حيث يعانى الكثير منهم من أمراض نفسية بسبب التعامل القاسى من المجتمع، وطالبت بأنه يجب تقبلهم فى المجتمع ودمجهم فيه، مثلما حدث مع مُصابى متلازمة داون، وأصحاب الاحتياجات الخاصة.

تشعر هند أنها قوية وتستطيع تجاوز كل هذه المحن، فقررت أن تُدشن هذه المبادرة، من أجل من لا يقدرون على مواجهة مثل هذه المواقف الصعبة فى حياتهم، ولم تكتف بذلك بل قررت أن  يكون لها مشروعها الخاص بالهاند ميد فأسست براند للإكسسوارات باسم «هند البنا» وأسست صفحة على الفيس بوك للتسويق لمنتجاتها كما أنها تتصور وهى رافعة يديها دون خوف أو قلق لأنها تحب شكلها وراضية به وتتمنى هند أن اسم البراند ينجح ويكبر ليعمل فيه مصابى الحروق لأنهم يحتاجون الدعم والتشجيع.

كما وجهت رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، طالبته فيها بأن يرأف بهم ويعتنى بهم، عن طريق إنشاء مستشفيات ومراكز متخصصة فى علاج الحروق، بالإضافة أن يتبع مصابى الحروق قانون الـ5%  وتوفير فرص عمل لهم ودمجهم داخل المجتمع وكذلك تحسين صورة المُصابين بالحروق، فى السينما والتلفزيون، موضحة أن صناع السينما والدراما دائما يظهرون مصاب الحرق على أنه شخص شرير، لافتة إلى أنه يجب عرض نماذج إيجابية منهم.