الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصة قصيرة

الوجه الآخر

تقف راشيل أمام ماء الصنبور وهى تغسل أوانى الطهى بالمنظفات ثم تضع الطاسة على لهب البوتاجاز تتسرب إلى خليل رائحة السمك المقلى وطقطقة الزيت لكنهُ لا يستطيع الانتظار, فيدخل غرفة المطبخ يراها تتمتم بحروف توراتية لم تحس بوجوده سرعان ما يخطف قُبلة.. تنفلت منهُ ضاحكة هل ستنفذ كل ما اتفقنا عليه؟!.. صمتَ قليلاً ثم وافق.. ابتسمتْ وهو ينظر إلى وجهها البرونزى سأغادر اليوم المنزل كى أجهز غرفتنا فى البيت الكبير.. تراقص حولها مسرعاً إلى غرفة أمه أقول لها أم لا ثم نطق ما رأيك فى راشيل؟!.. أندهشتْ وراحتْ تبحر بين ضفتيها الشاسعتين ولكنها بادرتْ بالرد..لا تصلح لكَ زوجة.. أنا أحُبها.. هزتْ رأسها بيننا وبينهم حواجز، فكرت فى أمك وأخوتك.. أعلم جيداً أننا نعمل لديهم بالأجر ولكنى لا أتحمل فراقها ..أترضى لنفسك أن تكون ذليلاً تذكر أنكَ عربى.. لماذا تقفين أمام الحب؟.. خرج من الغرفة متمشياً إلى حديقة الزيتون حائراً سوف أقاوم من أجل أن تكون لىّ..سئِمَ من كل التساؤلات التى تدور فى فضائه المضبب وقرر الرجوع إلى البيت.. يرى أمه ممددة على سريرها القديم غارقة فى النوم , تلفت حوله لم ير أحداً ثم سار إلى درج المطبخ خاطفاً السكينة.. بينما يده ترتعد وهو قابضُ عليها دون أن يدرك غرس السكينة فى القلب واضعاً الوسادة على فمها وأغلق الباب.. فى عجل يرتدى ملابسه الجديدة مسرعاً إلى راشيل, رأى من بعيد المصابيح الكهربائية التى تزين قاعة العرس والشباب ملتفون فى دوائر وهم يرقصون.. تداخلتْ إلى قلبه الفرحة صائحاً الليلة ليلتى وأقتربَ منها ينظر إليها جيداً رآها متشابكة الأيدى مع كوهين وهما يشربان كأس النبيذ.. أصطدم فغلى الدم فى عروقه النافرة ووقفَ شعره متحدياً كل العقبات ثم أخرج السكينة من جيبه رآهُ أحد العسكر فقبضَ عليه ممزقاً ثيابه فانهال عليه ضرباً.. بينما هى تضحك مع الحاضرين.