الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزمة دبلوماسية بين تركيا واليونان بسبب إهانة الأغا

رياح المتوسط تعصف بأحلام أردوغان

مازالت الأزمات تلاحق الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، على ما ارتكبه من جرائم وما أثاره من فتن فى الشرق الأوسط، وذلك لفرض الأجندة التركية فى المنطقة لنهب ثرواتها ومقدرات شعوبها، لتعزيز مشروع «الخلافة» الذى يحلم باستعادته، ومن أجله ذهب لتأجيج الصراع فى البحر المتوسط، وانتهك المنطقة الاقتصادية لليونان بتنقيب غير مشروع عن النفط، متجاهلاً جميع المواثيق والمعاهدات الدولية.



قال وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أمس السبت، إن الخيار يعود لتركيا بشأن قضية شرق البحر المتوسط، فإما حوار مع تصعيد عملى وموضوعى أو قائمة عقوبات أوروبية ستلاحقها.

وذكر دندياس، على حسابه بموقع تويتر: «لم تقبل تركيا على اختصاص محكمة لاهاى وما سيحدد فى حكمها، على عكس بلدنا الذى أبدى استعداده لإحالة الأمر إلى لاهاي، إذا لزم الأمر».

وأضاف: «اختلافنا مع تركيا يتعلق بترسيم حدود الجرف القارى والمنطقة الاقتصادية الخالصة. لسوء الحظ نرى محاولة مستمرة من قبل تركيا لإثارة القضايا من جانب واحد من خلال تقويض هذه الاتصالات حتى قبل استئنافها».

وتابع: «قد يقول مراقب متشكك أن تركيا تبدو وكأنها تركز على لعبة إلقاء اللوم، بدلا من إيجاد حلول سلمية. لكن آمل ألا يكون هذا هو الحال».

وكانت البحرية التركية قد أوقفت إخطارات «نافتكس» لإجراء مسوح اهتزازية فى منطقة من البحر المتوسط، وهو ما اعتبره دندياس خطوة إيجابية.

وقال وزير الخارجية اليوناني: «من حيث المبدأ، خطوة إيجابية فى عدم إطلاق «نافتكس» جديد. يجب أن تكون هذه الخطوة مستمرة، أى الامتناع التام عن الأفعال والخطابات غير القانونية. للأسف، نجد أن الخطاب الاستفزازى مستمر جزئيا».

ويتصاعد التوتر شرقى البحر المتوسط، حيث هناك اندفاع تركي، واحتشاد عسكرى يوناني، واستنفار سياسى أوروبي، بينما تغيب التكهنات التى تنبئ بقرب الوصول إلى حلول وسط، تنزع فتيل صراع الغاز، فى أخطر بقعة مائية.

وترفض اليونان ما تعتبره حوارا تحت نير الابتزاز أو التهديدات التركية، وتنتقد استعراض القوة، الذى يمارسه الأتراك، وتشدد على أن ما تقوم به أنقرة يعد مخالفة صريحة للمواثيق الدولية.

وقد تصاعد التوتر بين تركيا واليونان على خلفية تنقيب أنقرة عن النفط فى الطرف القارى اليونانى، وتطور الأمر إلى أزمة دبلوماسية بين البلدين، بعد إهانة صحيفة يونانية للرئيس التركى، وهى صحيفة «Demokratia» اليونانية التى استهلت غلاف صفحتها الأولى بمانشيت» عليك اللعنة مستر أردوغان- Sıktır git mr erdoğan»، متعمدة نشرها باللغة التركية، لتوبيخ أردوغان مباشرة، وهو التعبير الأول من نوعه فى سب ولعن الرئيس التركى.

وتسبب المانشيت الذى أهان أردوغان، فى غضب عارم فى تركيا، فما بين مؤيدين ومعارضين غصبوا من إهانة رئيسهم، وهو ما اعتبرته أحزاب المعارضة أن أردوغان جلب لهم العار، وأهان تركيا بأعماله الاستفزازية فى شرق المتوسط.

واستدعت وزارة الخارجية التركية، السفير اليونانى فى أنقرة، إذ قال وزير الخارجية التركى مولود تشاووش أوغلو، إن الخارجية التركية استدعت سفير أثينا على خلفية مانشيت «دنىء» ضد الرئيس أردوغان ورد فى صحيفة يونانية.

وقد تصاعد التوتر بين تركيا واليونان، على خلفية إرسال أنقرة سفينة الأبحاث التركية «أوروتش ريس» إلى المياه الإقليمية لقبرص، لاستئناف أنشطتها فى المسح الزلزالى، والتنقيب عن مصادر الطاقة، وسط حماية عسكرية مشددة، بينما ردت اليونان، معتبرة أن تصرفات تركيا مثيرة جداً للقلق، وتزيد العداوة وانعدام الثقة.

وتسعى اليونان إلى صياغة قائمة عقوبات احتياطية لردع تركيا، إذ دعا وزير الخارجية اليونانى نيكوس ديندياس نظرائه الأوروبيين لوضع قائمة بالعقوبات المحتملة يتم فرضها على تركيا إذا عادت إلى منطق الأعمال غير القانونية.

وقد استجابت تركيا لتهديدات الاتحاد الأوروبى الذى أمهلها مهلة أخيرة لخفض التوترات فى شرق المتوسط قبل انعقاد قمته هذا الأسبوع، والا ستواجه عقوبات اقتصادية، إذ أبدى الرئيس التركى  استعداد بلاده لعقد اجتماع مع رئيس الوزراء اليونانى لإيجاد حل للتوتر القائم بينهما على خلفية استكشاف موارد الطاقة فى شرق المتوسط، وسبق  وقام بسحب سفينة التنقيب التركية «أوروتش ريس» الأسبوع الماضى من شرق المتوسط.

وطالب دندياس بحماية أكبر للحدود الخارجية للاتحاد الأوروبى فى أعقاب تهديدات أردوغان باستخدام قضية المهاجرين كسلاح للضغط على كل من الاتحاد الأوروبى واليونان.