الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أزهريون: حب الأوطان من الإيمان .. والوطن هو الإطار الذى يحفظ كيان الإنسان

على عكس ما تحاول بعض جماعات التطرف أن تبثه بين الناس من أن الدين لا يعرف مفهوم الوطن وانه لا يوجد سوى مفهوم واحد هو الأمة  قال د. إبراهيم الهدهد. رئيس جامعة الأزهر السابق، المستشار العلمى للمنظمة العالمية لخريجى الأزهر:  إن الوطن هو الإطار العام الذى يحمى الدين والنفس والعقل والمال،  فهو الذى يحفظ كيان الإنسان، وحب الوطن أمر فطرى عريزي، بل هو واجب شرعي.



وأوضح الهدهد, أن الحفاظ على الوطن مسئولية كل مواطن، حاكما او محكوما، صغيرا أو كبيرا، مبينا أن الإسلام قد حث أتباعه على الدفاع عن الأوطان وحمايتها من  كل معتد.

من جهته أوضح د.علاء الشال من علماء الأزهر, أن الوطن كلمة غالية على قلوبنا جميعاً، الوطن مكان ولدت فيه ونشأت فيه وأكلت من خيره وسكنت على أرضه غرس الله محبته الفطرية فى النفوس السوية، وحث الدين على التفانى فى خدمته ورد الجميل له  وهذا ما ورد فى القرآن الكريم حكى الله عن نبيه إبراهيم الدعاء بالأمن والرزق لموطنه، قال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ } [البقرة : 126].وحكى القرآن الكريم أن  الغريزة الفطرية تجمع بين حب الآباء والأبناء والأزواج والمساكن {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِى الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}

أضاف: «لقد ساوى القرآن بين قتل النفس والنفى من الوطن، قال تعالى {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا}،  ولقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يحب وطنه أشد الحب ، فلما جاءه الوحى وانزعج لأول وهلة مما رأى وسمع ذهب مع أم المؤمنين خديجة إلى ورقة بن نوفل فكان من جملة ما قاله ( ليتنى أكون معك إذ يخرجك قومك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (أوَ مخرجى هُمْ؟).وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم انزعج لذلك وأصابه القلق وتحركت نفسه لمفارقة وطنه لحبه ولقد نقل رسول الله حبه لوطنه لأصحابه ، فلما هاجر الصحابة إلى المدينة أصابتهم الحمى حتى بلغت ببعضهم إلى الهذيان من شدتها، فقال - صلى الله عليه وسلم -: (اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد) ،وفى هذا الخبر وما ذُكر من حنينهم إلى مكة ما جبلت عليه النفوس من حب الوطن.كل ماسبق يخبر الإنسان على ضرورة حب وطنه والزود عنه والتنبيه على أن مصر دائما تحمل بين بقاع أرضها قصص تضحية وحب من أبنائها المخلصين ،إنها البلد الذى تجلى الله فيه على طور سيناء، ومنها خرجت شجرة الزيتون المباركة{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ} ، وهى البلد الذى وصفه يوسف عليه السلام لإخوته وأبيه :{فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} [يوسف: 99].

واختتم قائلا : علموا أولادكم أن حب الوطن فريضة شرعية ووطنية وأن المستقبل دوما وأبدا يكون على أرض آبائك وأجدادك لاغيرهم ، كونوا أبناء مخلصين لوطنكم دائمًا وأبدًا.