45 الهندسية فى الشرق الأوسط
تحقيق - محمد فؤاد
«المعصرة للصناعات الهندسية» 45 الحربى واحدة من أهم القلاع الصناعية فى مصر، شهدت تطوراً كبيراً فى الفترة الأخيرة، من خلال استحداث أفضل المعدات والاستعانة بأحدث التقنيات التى تساعد على تطور الصناعات الهندسية بها بالإضافة إلى تنمية قدرات ومهارات العاملين بها..
وخلال جولتنا اصطحبنا المهندس عبد المنعم هنداوى رئيس مجلس إدارة شركة المعصرة للصناعات الهندسية الذى حدثنا عن تفاصيل منظومة العمل والإنتاج فى هذه الشركة العريقة قائلاً: «أنشأت شركة المعصرة للصناعات الهندسية عام 1952 بمنطقة المعصرة بحلوان، وتم افتتاحها فى ٤ أغسطس 1954 وافتتحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان يعمل المصنع على العديد من الصناعات العسكرية التى تخدم قواتنا المسلحة.
يعمل مصنع «45 الحربى» فى العديد من المنتجات المدنية وبعد أن تكدثت من حوله المبانى السكنية واكتظت المنطقة بالسكان فقد تم نقل الصناعات العسكرية التى كان يقوم بها المصنع على مكان آخر لحرص وزارة الإنتاج الحربى على خصوصية الإنتاج وليكون هذا المصنع متخصصاً فى دعم الجوانب التنموية للمشروعات القومية التى تقوم بها الدولة وتلبية احتياجات المواطنين.
الانتاج المتميز هو الهدف و العمل الجاد والتطوير المستمر هو الأسلوب والأداة.. وهذا ما أوصلنا إلى المستوى الذى نحن عليه الآن ومكننا من انتاج 25 مليون عداد كهرباء و15 مليون عداد مياه، بالاضافة إلى صناعات أخرى نتميز فيها وننتجها على مستوى عال من الجودة .. هكذا بدأ المهندس عبد المنعم هنداوى رئيس مجلس إدارة مصنع ٤٥ الحربى « شركة المعصرة للصناعات الهندسية» حديثه معنا، مشيرا إلى تفاصيل منظومة العمل والانتاج فى واحد من أعرق المصانع الحربية.
وقد أوضح «هنداوى» مراحل التطوير التى لحقت بالمصنع مؤخرا وقال تلقينا الدعم الكامل من وزارة الانتاج الحربى وقمنا برفع مستوى كفاءة بيئة العمل فى المصنع وطورنا بعض مبانيه معتمدين على أحدث الطرق العلمية بالإضافة إلى رفع مستوى كفاءة المهندسين والعمال الموجودين بالمصنع من خلال دورات تدريبية على أعلى مستوى وعلى مدارالعام، فلدينا شركة للصناعات الهندسية وهى قادرة على تصنيع قطع الغيار، فضلاً عن قسم البحوث لابتكار ورفع كفاءة المعدات وتطوير العمل من خلال الهندسة العكسية للوصول إلى أكبر جودة يمكن التعامل بها فى ظل إنتاج المعدات التى نحتاج إليها.
عدادات الكهرباء
وبدأنا جولتنا بخط «العدادات» حيث أوضح السيد رئيس مجلس الإدارة أن مصنع العدادات ( الكهرباء والمياه ) الذى بدأ إنتاجه فى فترة الستينيات من أهم المصانع بالشركة حيث تم إنتاج أكثر من 15 مليون عداد وتحمل هذه العدادات اسم الشركة ومتواجدة فى كافة البيوت المصرية، وفى عام 2006 شهدنا فترة ركود وكساد بسبب تطور تكنولوجيا شركات الكهرباء والمياه بالإضافة إلى كثرة عدد الشركات الخاصة المنافسة فى السوق المصرية، وهنا صدرت التوجيهات بسرعة تحديث الصناعات لمواكبة التطورات التكنولوجية وبعد فترة من التحديث والتطوير أصبح لدينا عداد كهربائى ذكى ملك لشركة المعصرة للصناعات الهندسية. واضاف « هنداوى « أن البداية كانت من خط تجميع وإنتاج العدادات الكهربائية الذكية ومدفوعة الأجر مسبقا بمختلف أنواعها سواء أحادية أو ثلاثية. وقدم السيد رئيس مجلس إدارة الشركة شرحا تفصيليا لخطوات ومراحل تجميع وإنتاج العدادات الكهربائية التى تبدأ أولى خطواتها بوصول المواد الخام من المخازن بعد خضوعها لاختبارات الجودة والتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية الدولية ثم يبدأ جهاز الطباعة فى طبع البيانات الأساسية للعداد على الهيكل الرئيسى مثل رقم العداد واسم الشركة المنفذة ثم يمر إلى مرحلة ثانية وهى تجميع المكونات والتى تتم بالاعتماد على 40 % من المنتج المحلى الصنع لتبدأ المرحلة الثالثة وهى تركيب البطارية والتى تعمل بشكل أوتوماتيكى فى حالة انقطاع التيار الكهربائى حتى تحفظ بيانات الاستخدام. بعد ذلك يمر العداد الكهربائى من مرحلة تركيب البطارية ومنها لمرحلة أخرى مهمة وهى نقطة مراقبة الجودة للتأكد من صحة الخطوات الأولى السابقة ومطابقة البيانات، ثم يدخل العداد إلى مرحلة أخرى وهى تثبيت «السوفت وير» التابع للشركة المصنعة. وتستغرق تلك المرحلة ثلاث دقائق من خلال توصيل العداد بجهاز الكمبيوتر ثم يمر العداد إلى مرحلة أخرى وهى مرحلة الاختبار عن طريق تغذية العداد الكهربى بأحمال كهربائية مختلفة للتأكد من جاهزيته للتعامل مع كافة أنواع التيارات الكهربائية سواء كانت مرتفعة أو منخفضة ويتم الاختبار من خلال معامل معتمدة طبقا لأحدث المواصفات العالمية. ثم انتقلنا إلى مرحلة الاختبار الأخير والذى تتم فيها أخذ عينات عشوائية من العدادات وعند التأكد من عملها بشكل تام يتم إرسالها إلى المرحلة الأخيرة والنهائية وهى الترصيص والتغليف. وبعد ان انتهينا من الاطلاع على خطوات تجميع العداد الذكى اصطحبنا السيد رئيس مجلس الإدارة إلى غرفة فى آخر الصالة يقسم فيها العمل إلى صفين على اليسار يبدأ الصف الأول فى عملية « الترصيص « وتهدف هذه الخطوة لتأمين العداد ضد أى محاولة للتلاعب أو سرقة التيار الكهربائى وفى حالة قيام العميل بمحاولة فك الغطاء الخارجى أو تغيير الخطوط يرسل العداد إشارة إلى الشبكة الرئيسية يشير إلى وجود تلاعب بالعداد فتتم معرفة الرقم الكودى للعداد الذى يقوم بسرقة التيار الكهربائى ويتم قطع التيار عنه وتحرير محضر بسرقة الكهرباء وأوضح « هنداوى « أن ذلك يعد تطبيقا عمليا ناجحا للتصدى لظاهرة سرقة التيار الكهربائى. وعلى اليمين تتم مرحلة التغليف الأخيرة من خلال وضع العداد داخل كارتونة خاصة به ليصبح جاهزا للبيع.
عدادات المياه
واصل بنا المهندس «هنداوى» الجولة داخل خطوط الانتاج واصطحبنا إلى قطاع آخر وهو قطاع إنتاج عدادات المياه بأنواعه المختلفة سواء الميكانيكى أو مسبوق الدفع بتكنولوجيا متقدمة وجودة عالية من طراز « mtr- kn « وأوضح المهندس « هنداوى « أن هذا النوع من العدادات يتميز بأنه محمى تماما ضد الرواسب والأتربة والأجزاء التى تمر بها المياه تتحمل الضغط العالى وغير قابلة للتآكل وغير سامة ويتحمل درجة حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية.. فى البداية توقفنا أمام صالة تجميع واختبار أجزاء العداد حيث يتم تركيب قلب العداد ومنظم المعايرة كل ذلك يتم بأياد ماهرة تم تدريبها لهذا الغرض ثم يتم وضع المنظم والقلب داخل جسم العداد ويتم التأكد من وضعها بشكل صحيح.ثم تبدأ مرحلة أخرى وهى اختبار المسامية وهى المرحلة التى يتم فيها اختبار صلاحية الجسم لمنع تسريب المياه. ويمر العداد بمرحلة الجودة ثم تبدأ مرحلة وضع الكود الرقمى على العداد وأوضح « هنداوى» أن عدادات المياه تتنوع ما بين ¾ بوصة وربع ونصف بوصة وهى للاستخدامات المنزلية.
عدادات الغاز
بدأت شركة المعصرة للصناعات الهندسية (مصنع 45 الحربى) التابعة لوزارة الإنتاج الحربى التشغيل التجريبى لمصنع عدادات الغاز مسبقة الدفع خلال شهر فبراير الماضى، بعد إنهاء التجهيزات الخاصة بأعمال المبانى وتركيب الماكينات. واشار «هنداوى» إلى أن وزارة الإنتاج الحربى قد أنشأت شركة مساهمة بالتعاون مع هيئة البترول والقطاع الخاص لإنتاج عدادات الغاز مسبقة الدفع داخل مصنع (45 الحربى)، لتكون كيانا منفصلا عن شركة المعصرة للصناعات الهندسية. ذكر عبدالمنعم هنداوى أن الكيان الجديد بالشراكة بين ( مصنع 45 ) كممثل للهيئة القومية للإنتاج الحربى، و«جاز مترو» للصناعات ممثلا لوزارة البترول، و«السويدى إلكتروميتر» ممثلا للقطاع الخاص. وأوضح « هنداوى « أن هيكل ملكية الكيان الجديد موزع بواقع %70 لـ«جاز مترو» للصناعات، و%24 لمصنع 45 الحربى، و%6 لـ«السويدى إلكتروميتر»، برأس مال مبدئى33 مليون جنيه، قال إن المصنع الجديد يقع على مساحة 3400 متر، مشيرًا إلى أن الطاقة الإنتاجية تبدأ بواقع 500 ألف عداد سنويًا فى الوردية الواحدة. يذكر أن الشركة انتهت من توريد 20 ألف عداد غاز مسبق الدفع للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، ضمن أول صفقة لتشغيل هذا النوع متعاقد عليها مع وزارة البترول. مسامير الفلانكات والسكك الحديدية (مسامير الربط). عقب ذلك اصطحبنا المهندس / عبد المنعم هنداوى رئيس مجلس إدارة شركة « المعصرة للصناعات الهندسية « إلى قطاع مسامير ربط السكك الحديدية وقال|: إن المصنع ينتج مسامير الفلانكات والطرق الحديدية بأحدث المواصفات التى تؤهله ليكون عامل حماية لمترو الانفاق الذى يستخدمة ملايين المصريين يومياً بالاصافة الى محطات السكك الحديدية حيث نتعامل مع الهيئة القومية للسكك الحديدية ونقوم بتوريد ما تحتاجه، وقد أدى تطويرالسكك الحديدية إلى تطوير أيضاً المسامير التى تحتاجها، فاستبدال الفلنكات الخشب بأخرى خرسانية أدى إلى إنتاج أنواع جديدة من المسامير التى تركب عليها، وتم اعتمادها، وتجربتها واختبار جودتها ولا تخرج المسامير من المصنع إلا بعد اختبارها من خلال مجموعات عشوائية لضمان التأكد أن جودتها مطابقة للمواصفات، كما أننا نقوم بإنتاج مسامير اخرى يتم تصنيعها على البارد وتستخدم فى أبراج الكهرباء، وهى صناعات مغذية ومدعمة للصناعات الكبرى.
محارق النفايات الطبية
كما تحدثنا مع رئيس مجلس الادارة عن محارق النفايات الطبية وقال (مصنع ٤٥ الحربي) يقوم بإنتاج المحرقة الوحيدة فى مصر المعتمدة من جهاز شئون البيئة والمزودة بوحدة معالجة للغازات الخارجية تعمل بالسولار أو الغاز الطبيعى ومزودة بتحكم أتوماتيكى لدرجات الحرارة واستهلاك الوقود، وتنتج بسعات مختلفة تبدا من 30 إلى 100كيلو جرام فى الساعة ويمكن انتاج سعات أخرى طبقا لحاجة العملاء، ومن مواصفاتها أن درجة حرارة الاحتراق فيها 1200م ودرجة حرارة الجسم الخارجى 60م والطاقة الكهربية 380/220 فولت، واستهلاك الكهرباء 5 كيلو وات فى الساعة واستهلاك الوقود 25-30 لتر / ساعة. ونوفر لهذه المحارق ضماناً مدى الحياة نظراً لجودتها العالية، ونقوم بتقديم خدمات ما بعد البيع ومنها الصيانة او التجديد الكامل إن كانت المحرقة متهالكة وتعمل منذ فترة طويلة.
أفران المنتجات الفخارية
أخيرا وصلنا إلى آخر محطات الجولة داخل هذا الصرح العملاق حيث مجمع إنتاج المحارق والأفران ويتم فيها انتاج 152 فرن خزف سنوياً بموجب بروتوكول التعاون بين وزارة الإنتاج الحربى ومحافظة القاهرة حيث يقوم المصنع بإنتاج أفران تسوية المواد والمنتجات الفخارية وتم تصنيع 155 فرناً فى إطار التعاقد الأول لمنطقة الفواخرية بالفسطاط وأكد المهندس «هنداوى» أن الإمكانيات الموجودة بالمصنع تجعله ينتج أفرانا بجودة عالية ومتميزة محل ثقة الجميع.
