الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مستقبل حزب «النور» مظلم تحت القبة

على عكس اسمه، يبدو أن مستقبل حزب النور السلفى تحت القبة سيكون مظلمًا، خلال معركة انتخابات مجلس النواب 2020 ،خاصة بعد فشل أعضائه فى الفوز بأى مقعد فى انتخابات مجلس الشيوخ الأخيرة,  حيث لم يتمكن 12 مرشحًا على المقاعد الفردية فى الفوز، حتى أن أقصى ما وصل له هو وصول 4 مرشحين إلى جولة الإعادة، وهو ما يشير إلى أن الحزب فقد ثقة الشارع بعد انكشاف حقيقته فى أن نوابه  فى مجلس النواب يقدمون مصلحتهم الخاصة فقط، حتى أن أداءهم البرلمانى طوال البرلمان الحالى الذى يقضى أيامه الأخيرة قبل انتخاب مجلس نواب جديد، حيث ارتبط الحزب بطرح مشروعات قوانين مثيرة للجدل، وغير مقبولة دينيًا وإنسانيًا، مثل قانون زواج القاصرات وغيرها من مشاريع القوانين التى أثارت لغطًا حولها .



وبالنظر إلى وضع حزب «النور» بالرغم من أن الدعوة السلفية هى التى أنشأته  فإنه يرفض الاعتراف  بمرجعيته الدينية وأعلن خوضه انتخابات مجلس النواب بـ18مرشحًا على المقاعد الفردية فى مختلف المحافظات ولم يدفع بأى مرشحين آخرين للمنافسة على الدوائر بنظام القائمة.

من جانبه أوضح الباحث فى شئون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق، أن حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية فى الإسكندرية التى يمثلها ياسر برهامى ومحمد إسماعيل المقدم، فقد الكثير من شعبيته وتراجع على المتسوى السياسى والمستوى الشعبى على مدار السنوات الماضية.

وأضاف فاروق، أن حزب النور الذى بدا وكأنه يمثل القوة السياسية الضاربة فى الشارع المصرية بعد أن حصد 96 مقعدًا فى برلمان 2012، ثم فقد قوته بنسبة 80% بعد أن حصل على 12 مقعدًا فقط فى برلمان  2015، لتلحق به هزيمة ساحقة فى مجلس الشويخ  2020، يؤكد أن الحزب انتهت صلاحيته من المشهد السياسى تمامًا، وفى الغالب لن يحصد سوى مقاعد قليلة لا تتعدى 2 أو 3 مقاعد على الأكثر فى برلمان 2020 المنتظر تشكيله وفقًا للانتخابات خلال المرحلة المقبلة.

وأشار فاروق، إلى أن الشارع المصرى بمختلف طوائفه يميل إلى اختيار شخصيات تدعم مشروع الدولة الوطنية، بعيدًا عن ممثلى الإسلام السياسى، بعد أن انكشف تخطبهم وتناقض خطابهم بين القواعد الحزبية أو الجماهير العريضة.

وأكد فاروق، أن الشعب المصرى أدرك بالتجربة العملية فشل منظومة الإسلام السياسي، وكل من يتاجر بشعاراتها، وتبنيهم خطابًا يكفر المتجمع، ويشكك فى إيمانه وعقائده وثابته، ويعادى المسارات الوطنية ومفرداتها.

وقال فاروق: إن حزب النور فقد شعبيته فى معاقل تمركزه سواء داخل الإسكندرية أو فى محافظة مطروح أو شمال سيناء، نتيجة الانشقاقات التى طالت قواعد التنظيمية والخلافات الإدارية التى أدات لفقد الحزب والدعوة السلفية للكثير من قياداتها، فضلًا  أن الشارع المصرى فقد الثقة المطلقة فى رموز التيارات السلفية الداعمة للإخوان وانحرافاتها الفكرية وانعطافها نحو العنف المسلح.

وتابع فاروق، أن حزب النور سعى للمتاجرة بعلاقته برموز النظام السياسى المصرى، ودعمه لثورة 30 يونيو، وكأنه ينتظر الثمن أو دفع الفاتورة، موضحًا أن موقف حزب النور مع جماعة الإخوان ليس له علاقة بالأطر الفكرية أو الشرعية لكنه فى الأصل خلاف حول السيطرة على الشارع المصرى، وقدرة كل منهما فى الفوز بكعكة المصالح  التى تكونت عقب أحداث  يناير 2011.

ومن جانبه أكد إبراهيم ربيع الباحث فى شئون  الحركات الإسلامية على أنه  من المتوقع تكرار سيناريو فشل حزب النور فى حصد أى مقعد بانتخابات مجلس الشيوخ فى انتخابات مجلس النواب المقبلة، لأن الشارع أصبح ليس لديه أى رغبة فى تواجد أحزاب دينية وهزيمة الحزب الساحقة فى انتخابات مجلس الشيوخ ستتكرر فى انتخابات مجلس النواب بعد تراجع نسبة التأييد للتيار السلفى حتى فى الدوائر التى كانت معقلًا للحزب، مثل محافظات الإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح وكفر الشيخ.

وتابع حزب النور السلفى يسعى لإعادة إنتاج كيان مواز للدولة, حيث كان شبابه وأعضاؤه فى اعتصام رابعة ورؤساؤه كانوا فى التفاوضات ومع إعلان 3 يوليو وخارطة الطريق رموزه كانوا فى البيت الأبيض يتفاوضون استنساخ شعارات تنظيم الإخوان الانتخابية (مشاركة لامغالبة) نفس المفهوم والمصطلحات السلفية هى مقدمات لصناعة التنظيمات الإرهابية.