الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

7 سنوات من الاكتشافات الأثرية المذهلة

سقارة الأرض المقدسة

رغم التاريخ الكبير الذى تمتلكه هذه المنطقة إلا أنها أصبحت ملء السمع والبصر خلال السنوات الأخيرة بسبب أرضها المقدسة التى تخرج من حين لآخر كنوزًا أثرية لا تقدر بثمن.. إنها منطقة آثار سقارة وجبانتها التى تعتبر متحفًا مفتوحًا، حيث تتجمع فى سقارة معظم فترات التاريخ المصرى القديم، عشرات المقابر من العصر العتيق والدولة القديمة هنا وأهرامات لملوك وملكات الأسرتين الخامسة والسادسة هناك، وآخرها الكشف الأثرى الضخم الذى تفقده الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء ومنتظر إعلان تفاصيله الفترة المقبلة هناك، بعدما تم العثور على 59 تابوتا خشبيًا كانت حديث العالم، وهو ما نستعرضه ونرصده هنا.



على مدار السنوات الماضية شهدت سقارة عددا كبيرا من الاكتشافات الأثرية، والتى أكدت مكانتها وأهميتها عبر التاريخ، وأثبتت أنها بالفعل أرض مقدسة وتحديدا كجبانة ليست لدفن المبجلين وذوى المكانة من البشر فقط بل والحيوانات المقدسة أيضا، وهو ما نستعرضه فى التقرير التالى.

 

2020

خبيئة التوابيت

 

آخر الاكتشافات الأثرية فى سقارة تحققت الشهر الحالى، حيث عثرت البعثة الأثرية المصرية فى سقارة على 3 آبار للدفن على أعماق ١٠ و ١٢ مترا بداخلهم 59 تابوتا خشبيا ملونا مغلقا مرصوصة بعضها فوق البعض، حيث عثر فى البداية على ٣ آبار بها ١٣ تابوتا، ثم تم الكشف عن ١٤ تابوتا أخرى بها، ليصل إجمالى عدد التوابيت المكتشفة حتى الآن ٥٩ تابوتا، وهذا الكشف لم ينتهى بعد،حيث لا زالت هناك طبقات من التوابيت سيتم الإعلان عن تفاصيلها لاحقا، وهى التى قام رئيس الوزراء منذ أيام بتفقدها.

 

2019

قطط وتماسيح

 

تم العثور على 75 تمثالا من القطط المختلفة الأحجام والأشكال مصنوعة من الخشب والبرونز و25 صندوقا خشبيا بأغطية مزينة بكتابات هيروغليفية بداخلها مومياوات لقطط، وتماثيل من الخشب لحيوانات مختلفة منها النمس والعجل أبيس وتماسيح صغيرة الحجم بها بقايا تماسيح محنطة وللإله أنوبيس، ومومياتين لحيوان النمس، وتابوتان صغيران من الحجر الجيرى للقطة باستت.

 

2018

جعارين كبيرة

 

تم العثور على 3 مقابر ترجع لعصر الدولة الحديثة غير منقوشة أعيد استخدامها فى العصر المتأخر كجبانة للقطط، وتم العثور لأول مرة على مومياوتين لجعارين كبيرة الحجم وعشرات من مومياوات القطط و100 تمثال خشبى لقطط منها المغطى بطبقة من الذهب بالإضافة إلى  تمثال من البرونز الإلهه القطة باستت فى حالة جيدة من الحفظ. 

 

2017

هريم صغير 

 

تم الكشف عن الجزء العلوى من مسلة للملكة عنخ إس إن بيبى الثانية والدة الملك بيبى الثانى أحد ملوك الأسرة السادسة، كما نجحت البعثة فى العثور على هريم صغير مصنوع من الجرانيت الوردى،  وارتفاع الهريم يبلغ  130 سم والجزء العلوى عثرت عليه البعثة مدمر جزئياً وتظهر عليه بقايا معدنية «ذهب أو نحاس».

 

2016

عودة سخمت 

 

فى هذا العام حققت مصر إنجازا مهما له علاقة بسقارة ولا يقل أهمية عن الكشوفات الأثرية فيها،حيث إستعادت من باريس لوحة حجرية تعود لعصر الملك «نختنبو الثانى» من الأسرة الثلاثين،  وذلك بعد وقف بيعها بأحد صالات المزادات،وهذه اللوحة سُرقت فى تسعينات القرن الماضى من أحد المعابد بمنطقة سقارة الأثرية، واللوحة وتصور المعبودة «سخمت» وفوق رأسها قرص الشمس.  

 

2015

قرابين الألهة 

 

تم اكتشاف مقبرتين أثريتين تضم بداخلها الهياكل العظمية لأصحابها، الأولى تخص الكاهن «عنخ تى» والثانية للكاهن «ساب»  وهما من  الكهنة المعاصرين لفترة حكم الملك بيبى الثانى (- 2150 ق.م) من عصر الأسرة السادسة، والمقبرتان تحملان العديد من المناظر والمشاهد التمثيلية وتعكس بصورة واضحة  الطقوس المتعارف عليها  فى هذا الوقت لتقديم القرابين للآلهة المصرية القديمة.

 

2014

وزير الخارجية 

 

تم اكتشاف تابوت لمغنية الكوراس المقدس فى عصر الإنتقال الثالث (الأسرات 22- 24) وتدعى «تا اخت»، وهذا الكشف حققته البعثة الفرنسية بالتعاون مع وزارة الاثار أثناء رفع الرديم من مقبرة السيدة «مايا»، والتى سبق أن اكتشفتها البعثة الفرنسية، كما تم اكتشاف مقبرة باسر رئيس سجلات الجيش المصرى ورسول الملك للحكام الأجانب «وزير خارجية» من الأسرة العشرين، والكشف حققته بعثة حفائر كلية الآثار بجامعة القاهرة جنوب الطريق الصاعد لهرم الملك «أوناس» بسقارة، والمقبرة تؤرخ طبقاً للدراسات الأولية بنهاية عصر الرعامسة (الأسرة الـ20)، من الدولة الحديثة الفرعونية.

 

السرابيوم

مومياء «الثور المقدس» التى تم اكتشافها بالديناميت قبل 170 عامًا   

 

إذا ذهبت لزيارة سقارة سيكون بالطبع ضمن برنامجك الهرم المدرج، لكن لا بد أيضًا أن تمر على مقابر»السرابيوم» كى تستمتع بالتاريخ وتشعر أن زيارتك لسقارة أتت ثمارها، حيث إن هذه المقابر على قدر كبير من الأهمية التاريخية، وقد تم اكتشافها عام 1851  وهى مكان عبادة ودفن الثور أبيس الحيوان الذى كان مبجلًا لدى الحضارة المصرية القديمة، حيث يعرف أن المصرى القديم حرص من خلال إنشائه السرابيوم على إنشاء مقابر لمومياوات العجل أبيس الذى كان مقدسًا فى فترة الأسرات الفرعونية ‏حسب معتقدات القدماء. 

وجاء اسم السرابيوم من ضم اسم العجل أبيس، الرمز الحى للمدعو «بتاح»، مع الاسم الذى أطلقه عليه اليونانيون أوسرابيس، عندما اختلطت عبادة الآلهة حسب معتقداتهم القديمة، ولربط الديانة المصرية باليونانية، ولذلك سميت المقبرة أبيس بالسرابيوم‏، وقد بدأ إنشاء هذه المقبرة بدءًا من الأسرة الـ‏18 (الملك أمنحتب الثالث‏)‏ حتى الأسرة ‏19 (الملك رمسيس الثاني‏)‏ والأسرة ‏26 ( الملك بسماتيك‏)‏ حتى الأسرة ‏30‏ حتى العصر البطلمي‏،وبعد دخول الإسكندر الأكبر ‏(1405‏ ق‏.‏م - ‏332‏ ق‏.‏م‏)، كانت تتم عبادة العجل أبيس فى منف.  وبعد وفاته كان يتم تحنيط الثور فى معبد تم تشييده فى ميت رهينة بسقارة‏، وهو ما زال موجودًا‏‏، ويشار إلى أنه تم اكتشاف المقبرة عام ‏1851‏ على يد العالم الفرنسى ميريت الذى كان مديرًا للمتحف المصري‏،‏ وقد وجد التوابيت خالية من العجول، غير أنه لم يتبق سوى تابوت واحد مغلق لم يتمكن من فتحه سوى بالديناميت‏، ‏وتم العثور فيه على مومياء العجل ومعه بعض المجوهرات.

 

مدير عام سقارة:

جبانة الملوك وكبار القوم وكنوزها لم تنته 

 

الأرض المقدسة.. تستحق سقارة أن توصف بهذا اللقب بالفعل، خاصة أنها تقريبًا مرت عليها جميع العصور التاريخية لمصر القديمة، واكتسبت ربما قدسيتها من كونها ظلت عبر التاريخ بمثابة الجبانة التى يدفن فيها الملوك فلا بد أن تكون مكانتها رفيعة فى المجتمع، وأحدث دليل على ذلك الكشف الأثرى الأخير والذى تم العثور فيه على 59 تابوتا ستزيد الفترة المقبلة وقد تصل لـ100 تابوت، وجميعها لكبار رجال الدولة والكهنة من الأسرة الـ26.

من جانبه قال صبرى فرج مدير عام آثار سقارة لـ«روزاليوسف» إن اسم الجبانة البوباسطية يطلق على المنطقة وجاء نسبة إلى المعبودة باستت التى رمز لها بالقطة فى منطقة سقارة الأثرية، مشيرا إلى أن المنطقة بها جبانات ومدافن ومعابد للحيوانات المختلفة التى عبدها وقدسها المصرى القديم، ومنها معبد باستت فى جبانة البوباسطيون وهو موقع الحفائر الذى نعمل فيه حالياً لعبادة القطة باستت والاكتشافات الأثرية فى المنطقة الذى لم تنته، حيث عثرنا فى اكتشافات سابقة على مومياوات جعارين وسوبك التمساح وحيوانات أخرى. 

وقال إنه فى شمال سقارة توجد سراديب ومدافن لحيوانات منها أبيس وسراديب صقور وقرود وكلاب، وفسر مدير عام سقارة ذلك بأن هذه الحيوانات بجانب عبادتها سواء كلها أو بعضها، فإن المصريين القدماء كانوا يستأنسون بها فى العالم الآخر طبقا لمعتقداتهم، حيث كان مكان المعيشة فى منف شرقا والدفن فى سقارة غربا، سواء لملوك وكبار رجال الدولة والقوم أو الحيوانات، وسقارة كانت جزءًا من جبانة منف الكبرى، والتى كانت تبدأ من أبورواش حتى ميدوم فى بنى سويف.

من جانبه قال الدكتور محمد الصعيدى مدير المكتب العلمى للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: “إن سقارة فيما يتعلق بالآثار غنية ومتنوعة إلى حد كبير، حيث مرت عليها كل العصور التاريخية وهى مكان دفن للأشخاص ذوى المكانة والحيوانات التى كان يقدسها المصرى القديم، ولم تهجر للحظة واحدة لهذا الغرض، حيث إن كل ملك جاء على عرش مصر فى مصر القديمة»عمل حاجة فى سقارة وله بصمة فيها، حيث إن كل العصور تجمعت فى سقارة، وأى مكان فى سقارة يخرج لك آثارا، لكن القصة كيف تعثر على هذه الآثار وتستخرجها بشكل علمى دقيق، وهو ما تقوم به وزارة السياحة والآثار فى السنوات الأخيرة بأيدى أبنائها من الأثريين والمرممين وعمال الحفائر المصريين».