الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بريد روزا

عندما يفقد الحب ذاكرته

تحية وتقدير من القلب لبريد روزا وبعد..



أحيانًا لا نملك شجاعة كافية للتحدث بأريحية عن مشكلة تحبطنا وتضغطنا نفسيًا، عندما نصنع بقلة خبرتنا أو ضعفنا الجزء الأكبر منها، هذا هو حالى باختصار سيدى الفاضل،،  تزوجت من مهندس مثلى عرفنى عن طريق إحدى قريباتى، رأيت منه الكرم الشديد والأخلاق الراقية فى التعامل بجانب الكثير من الصفات التى تتمناها أى بنت فى فتى أحلامها، ووضع الله حبه بقلبى من لقاء التعارف الأول بيننا، مما دفعنى لتحمل مرارة غربته وبعده عنى لمدة عام بعد خطبتنا بأيام قليلة للعمل بإحدى دول الخليج، ثم عاد وتزوجنا وسافرنا معًا لتكملة المشوار، لم يرزقنا الله بأى أطفال لمدة عامين ثم رزقنا بعدها بتوأم ولد وبنت من عملية حقن مجهرى. طيلة فترة غربتنا كنت له خير زوجة تخلص لزوجها بعطائها المجرد من أى أطماع إلا من ستر الله ورضاه عنها. الخلافات والصراعات بدأت فى وقت متأخر وبأثر رجعي منذ دخُلتنا التى شابها غموض كبير لعدم قيامه بواجباته الزوجية وامتداد محاولاته ٦ أشهر - ليس بسبب معاناته عضويًا بل لتعقده نفسيًا من العلاقة الحميمية ذاتها. ومع الإلحاح بضرورة المحاولة نجح فى إتمامها على مضض ثم عاد للعزوف عنها مجددًا - بل واتهمنى بأننى زوجة لا تتمتع بالجاذبية المطلوبة ولا تستطيع مساعدته على إتمام الأمر كما أن والدته وشقيقته يركزون أيضًا معنا، فى النهاية قررنا القيام بعملية الحقن المجهرى مع اضطرارى حينها لمتابعة شهور الحمل بمفردى فى مصر بعد سفره، وظل الحال على ما هو عليه من صراع رغم مساندتى المستمرة له وتحمل عقدته النفسية وكل ظروفه حتى تبدلت أوضاعه المعيشية من الضيق والعوذ قبل الزواج إلى السعة والرغد بعده،، لكننى ومع كثرة ضغطه وإصراره على ظلمه سئمت من إلصاق أسباب فشله بى، ثم تطورت الأمور بعد عودته إلى مصر فبدأ يتعدى علىَّ بالضرب - وهو ما لم أقبله وتركت على أثره المنزل آسفة على ما ضاع من عمرى برفقة زوج لا يستحق، أخذ منى هاتفى وبطاقتى الائتمانية ورفض ترك أولادى لى، وفى نفس يوم تركى لمنزل الزوجية جاءنى الخبر اليقين حيث أخبرتنى قريبتى صديقة عائلتهم بأن سبب عقدته يعود لعنف أبيه مع أمه وضربه لها باستمرار وإصراره على ممارسة حقوقه الشرعية أمام أولاده بالإكراه بعد دخولهم غرفتهم وإغلاقها، مما جعله يكره تلك العلاقة المرتبطة بالعنف وهى المفاجأة التى هبطت على رأسى كالصاعقة وجعلتني كالمجنونة لا أستطيع التحكم فى رغبة الانتقام المسيطرة على تفكيرى، لعدم قدرتى على مدار سنوات من الإجابة على السؤال الجاثم فوق صدرى وهو: ما العيب الذى يدفعه للنفور منى، وهل لهذه الدرجة أصبحت لا أجذبه كأنثى كما يدعى!؟ كل هذا الوقت وهو يشككنى فى نفسى،، لكن بعد معرفتى الحقيقة أردت الانتقام قبل حصولى على خلاصى منه بالطلاق، وأنا على علم يقينى بكرهه للخيانة الزوجية - لذلك كنت متأكدة من أنه سوف يفتح هاتفى الذى بحوزته وبسلامة نية كنت أعطيه رقمه السري وكان لدىَّ ٣ حسابات للعبة مفضلة كنت ألعبها باستمرار للقضاء على الملل والرتابة فى حياتنا الزوجية ثم أزلتها إرضاء وتنفيذًا لرغبته واتجهت للقراءة - مع ذلك لم يتركنى فى حالى وبدأ يمارس ضغوطه واستفزازه وتأجيجه لمشاعرى المكبوتة، فتعمدت مطالبته بحقوقى الشرعية بصفة مستمرة لتصدير نفس الضغط والإذلال له، بل واستثمرت فرصة استحواذه على هاتفى وتأكدى من مراقبته لتطبيقاتى مع حتمية دخوله على لعبتى المفضلة وفتحت حساباتى علي ٣ أجهزة مختلفة ثم تصنعت محادثة بيني وبين شخصية لا وجود لها فى الواقع من أجل إيهامه بخيانتى له، بعثت رسالة أقول فيها بأننى تطلقت من زوجي لأنه يضربنى وطالبت هذا الشخص الافتراضى بعدم إرسال أى رسائل على تليفونى الخاص حتى لا يعرف زوجى بعلاقتنا، وبعد تأكدى من رؤيته تلك الرسائل قمت بتغيير كلمة السر وأزلت كل البيانات الموجودة على التليفون الذى بحوزته لتأكيد شكوكه،،، وأصبحت الآن أستاذ أحمد فى حيرة شديدة دفعتنى للجوء إليكم وسرد كل تفاصيل قصتى المعقدة وكلى ثقة فى أن رأيك سينير طريقى بعد أن اسودت الدنيا أمامى ولا أعرف هل ما قمت به من انتقام هو الصحيح أم أننى مخطئة، وماذا أفعل للحصول على أولادى وخلاصى من هذا الرجل!؟. 

إمضاء م. ج

 

عزيزتى م. ج تحية طيبة وبعد…

 

من خلال طرحك لأبعاد مشكلتك وأحداثها بهذا النسق والترتيب يتضح لى أنك إنسانة مثقفة ومنصفة، قدمتى سردًا أمينًا لفضائل شخصية زوجك قبل عيوبها، واعترفتى بأنه كريم الخلق ومعطاء بالإضافة لصفات أخرى دعمت تربعه فى قلبك، وأنا أؤكد لك بأنه فى الغالب الأعم يتمتع بتلك الصفات الحميدة ولا يتصنعها، بل كان يتمنى أن لا تأتى رياح عنف أبيه مع أمه بما لا تشتهى نفسه فيتأثر استقراره وسعادته مع زوجته الحبيبة التى لها نفس درجة تعليمه واتجاهاته، تتمتع بسمعة طيبة إلى جانب تميزها بطموح الزوجة المصرية الأصيلة المعطاءة والصابرة. ومع كل ما سبق فلا جدال فى أنه يُلام على عدم زيارته لطبيب نفسى بانتظام وبإصرار من أجل التغلب على هواجسه القديمة التى أثرت عليه وأضعفت بنيته النفسية ووظائف رجولته - كان يجب أن يحدث ذلك قبل الزواج، وأنت يحسب لك صبرك عليه وتفضيل ستره على فضحه طيلة ١٣ عام، وقرارك الصيام عن غريزة إنسانية هى من أهم حقوقك الزوجية والشرعية بدافع الحب تارة ولقلة خبرتك واهتزاز ثقتك بنفسك تارة أخرى بعد تشكيكه فى أنوثتك، ولك أن تعرفى عزيزتى بأن صدمة زوجك فى شريط ذكرياته المريرة التى أكتشف صعوبة مفارقتها خياله بعد زواجكما هى ما جعلته مشتتًا ما بين حتمية إرضائه وإشباعه لغرائز شريكة حياته وهو قادر عليها عضويًا كما أشرتى وبين الهروب من ضغوط نفسية مُحبطة تكفلت بها آلة العنف التى تمثلها ذكريات علاقة والديه الغير حميمة، لذا انتهج خطة إسقاط فشله فى الهروب من تلك المأساة على شماعة التشكيك فى قدرتك كأنثى تستطيع إثارة غرائز زوجها، وهذا الإسقاط استخدمه مجبرًا مضطرًا وبشكل لا إرادى، لأنه لا يستطيع الإعتراف بعقدته القديمة منذ الصغر - ظنا منه أن هذا سيضعفه أكثر كرجل سوى فى نظرك،، وهو بكل تأكيد أخطأ حتى لو تسببت تلك العقدة فى قهره ودفعه للإفتراء والكذب- لكن إحقاقا للحق أنت أيضًا تسرعت وأخطأت خطئًا فادحًا فى حق الجميع وأولهم أطفالك، بإلصاق تهمة الخيانة الزوجية بنفسك على غير الحقيقة ولمجرد الإنتقام من إخفاءه سر عقدته والإسقاط عليكِ، علمًا بأن معظم المصدومين نفسيًا لا يميلون للتفكير فى أسباب عقدهم، بل قد يلحقون الأذى بمن يذكرهم بها، لذا فهو لم يفكر يوما فى البوح بما يعتصره من ألم لأقرب الناس إليه وهو أنتِ،،، وعطفا على كل ما سبق أجد نفسى ناصحا لك بالميل تجاه محاولة أخيرة للم شمل أسرتكم وإلغاء فكرة الطلاق أو جعلها الحل الأخير، طالما أنه لا يعانى من وجود أى موانع عضوية لإتمام العلاقة الحميمية بينكما، هى فقط أسباب نفسية يمكن تداركها بالمداومة على زيارة طبيب نفسى متمرس ومشهود له بالكفاءة، وعليك بنفى تهمة الخيانة عن نفسك وتقديم البراهين على أنها مجرد مكيدة قمت بها من ضيقك وعدم رضاك عن معاملته وغلظته التى لا تستحقينها، وأنا على يقين بأنه بعد علمه بمعرفتك سر عقدته واستعدادك للوقوف إلى جانبه وتشجيعه على التعافى ستعود إليه ثقته المفقودة شيئا فشيئا وستعوضا معا ما فاتكما من متع الحياة ودوافع استقرارها.

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا م. ق