الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ياسمين ممدوح وافى: رفضت الاقتراب من التمثيل فى البداية حتى لا أخذل والدى

«ابن الوز عوام» مثل شعبى اعتدنا إطلاقه على كل من ورث مهنة أبيه، لكن لم تكتف ياسمين ممدوح وافى بمجرد وارثة الموهبة عن أبيها الفنان الراحل ممدوح وافى، بل سبحت فيها إلى حد الغرق فى أعمال فنية إن بدت بسيطة إلا أنها استطاعت أن تثبت بها موهبة كبيرة جاءت من تراكم خبرة وعمق تجربة طويلة تدرجت فيها ياسمين من سلم الهواة إلى وعى المحترفين، عن تراكم خبرتها فى المسرح وقرارها المتأخر بخوض تجربة التمثيل قالت ياسمين فى هذا الحوار:



متى بدأت مرحلة دخولك الوسط المسرحى؟

كان والدى يقدس المسرح وبالتالى يحب العمل فيه كثيرا ومعه تشكلت طفولتى ومراهقتى وبناء عقلى ووجدانى، عندما توفى كنت ولا زلت فى الجامعة، وبرغم رفضى من البداية دخول المعهد العالى للفنون المسرحية رغم إلحاحه فى ذلك الأمر، لأننى خفت أن يتوسم فى شيئا غير موجود بشكل حقيقى لمجرد أننى ابنته، قررت أن أعيش وأدرس دراسة عادية، درست الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، بينما كان يطالبنى هو بدراسة السينما والإخراج والكتابة او النقد، لأنه رأى فى متابعة دقيقة وقراءة لسياق الدراما فى الأفلام والمسلسلات التى أشاهدها، كنت أطرح أسئلة لها علاقة بالبناء الدرامى للحدث والخطأ أو التطور الغريب لشخصية ما، حتى توفى فاشتقت إلى الاستماع للمصطلحات الفنية والجمل والتشبيهات، ووجدت قدمى تأخذنى لمسرح الجامعة، لم أهدف لشيء وقتها سوى شعورى بمجرد الاقتراب من عالمه.

لكنك لم تحرصى على الدخول من بوابة التمثيل، لماذا؟

لم أقصد الدخول لمجرد التمثيل بل كنت أقصد الاقتراب من والدى والأشياء المشتركة التى كان يحبها فى المسرح، كنت أبحث عن السلمة الأولى فى هذا المجال، وكانت العمل فى الإدارة المسرحية حتى أستطيع تعلم المسرح من الأساس، وهو ما يعنى تعلم الإضاءة، توجيه الممثل، العمل كمساعدة فى الكواليس، وبالتالى لم أحب القفز على التمثيل مباشرة، خلال أربع سنوات فى الجامعة تعلمت المكياج والإضاءة والموسيقى، ثم ساعدت فى الإخراج بمهرجان صغير ومهرجان كبير، فى السنة الأخيرة أصبحت مخرجا منفذا مع الفنان صبرى فواز فى أحد عروض الجامعة وكذلك المخرج الراحل حسين محمود، كنت أشعر أن والدى مهم جدا بالنسبة لى هو نوع فريد من الممثلين وبالتالى لم أرغب فى دخول البيوت لمجرد أننى ابنته، حتى تصبح قدمى راسخة للغاية، كنت لا أريد أن أخذله حتى أننى كنت لا أكتب اسمى بالكامل إلا على العمل الذى ترضى نفسى عنه واشعر انه يفتخر بى.

متى قررت الدخول فى أول تجربة كممثلة؟

لم أكن أنوى التمثيل على الإطلاق بينما من شجعنى ورأى فى ثمرة ممثلة المخرج المسرحى طارق الدويرى فى إحدى المرات جاء لإخراج عرض «ليلى والمجنون» فى الجامعة، وهو من أهم المخرجين الذين يعملون على السيكودراما، رشحنى له الجميع كى أنفذ العرض معه، جلسنا للتشاور على العمل الجديد عندما تناقشنا معا خرج وقال لن تعملى معى مخرجا منفذا لأنك ممثلة تختزن كما كبيرا من المشاعر والعواطف من زاوية صادقة وحقيقية، وقال انت ثمرة ونضجت أصبحت جاهزة للعمل، والحقيقة أن طارق الدويرى هو أكثر من علمنى فكرة الضمير فى تقديم العمل الفنى ومنطق التخلى عن الأشياء فى مقابل التركيز فى الشخصية، وأن الممثل ليس كاذبا، تم استبعاد عرض «ليلى والمجنون» وقتها لكننى شاركت فيما بعد فى «الدنس» وحصلت على جائزة أفضل تمثيل وكانت المرة الأولى. 

شكل عرض «أفراح القبة» نقطة انطلاقك بالتمثيل كيف كان ترشحك؟

بالطبع لم أتوقف عن العمل كمخرج منفذ مع أصدقائى بالجامعة والمعهد وعلى مستوى الاحتراف، كنت مع المخرج محمد يوسف فى عرض «طقوس الإشارات والتحولات» ومنه دخلت فى تنفيذ «أفراح القبة» بمسرح الشباب ووقت عملى على الورق ومع الممثلين بدأت تظهر ظروف لبعضهم تمنعهم من استكمال العرض وكان من بينهم الممثلة التى تلعب دور زبيدة، فاقترح محمد يوسف «أوزو» الذى لعب دور كرم يونس وقتها أن أدخل مكانها باعتبارى أعلم تفاصيل الورق والشخصيات بالكامل.

كيف كنت ترين هذه الشخصية؟ 

كنت أختلف مع المخرج فى وجهة نظره عنها لأنه كان يريدها من زاوية ناعمة للغاية من منطقة كليشيه للمرأة المومس المتصالحة مع ما تفعل، لكن على العكس كنت أرى أن لها فلسفة أخرى بتعريف «الضحية الغول» حتى تستطيع التأثير فى ابنها كى يغير تركيبته من شخص سوى جدا إلى شخص يقيس الأمور بشكل عكسى تماما، فى مفاتيح بالورق للشخصية الأبعاد كيف اعلم زمنها وسنها، هل هى مستمتعة بالفعل والمهنة التى تقوم بها أم انها تفعلها مرغمة ما الذى يؤكد الروايتين، فى الواقع ذاكرت دور كرم يونس ابنها حتى استطيع وضع منطق وفلسفة لأمه فيما تقوم به من فعل، هو طفل يشاهد يوسف وهبى وجورج ابيض يكتب ويقرأ مسرحيات ثم يتحول إلى العكس تماما، فكرت فيما يمكن أن تفعله امرأة عام 1932 وهى غير متعلمة ومن حارة شعبية بعد الحمل تعود لعائلتها وعلى حسب المثل الشعبى يقال دائما «جوزتها عشان تتاخر جابت بوق ياكل هو راخر»، ففكرة أن تعود إلى أهلها كانت مرفوضة هذا منطق الحارة الشعبية القديمة مثل فيلم الجوع ليس لديها سوى خيارين إما أن تصبح خادمة أو أن تذهب الحوض المرصود وتحصل على رخصة دعارة، الخلفية المسرحية ساعدتنى فى إضافة كل هذه التفاصيل للشخصية، فكرة الاهتمام بإبراز الجانب المختبئ من الشخصيات.

هل توقعت هذا النجاح؟

لم أتوقع نجاحها بهذا القدر كما أننى لم أتوقع ترشحى فى مسلسل «ضى القمر» جاءت عبير سليمان ومريم الأحمدى للمسرح ورشحانى فى دور نيفين لأنهما أراد شخصية تلعب بهذه الجدية، ثم جاء فيما بعد ترشحى لمسلسل «تقاطع طرق» مع المخرج تامر محسن وبطولة منى زكى ومحمد فراج ومحمد ممدوح.