الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصر منارة الإسلام الوسطى المعتدل

فى إطار الروابط المتشعبة والمصالح الاستراتيجية المشتركة، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، بقصر الاتحادية شارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، بحضور السفير كريستيان برجر رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، ومريم فان دن هيفل كبيرة مستشارى الشئون الخارجية، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، حيث قال المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضي، إن الرئيس رحب برئيس المجلس الأوروبى فى زيارته للقاهرة، مؤكدًا الأهمية التى توليها مصر لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي. 



اللقاء، تناول العلاقات الثنائية بين مصر والاتحاد الأوروبى وسبل الارتقاء بها على مختلف الأصعدة، بالإضافة لمناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن الإقليمي، وذلك على ضوء الدور المحورى لكل من مصر والاتحاد الأوروبى فى الحفاظ على استقرار وأمن منطقتى شرق المتوسط والشرق الأوسط والقارتين الأوروبية والإفريقية.

وفى هذا السياق، أعرب الجانبان عن حرصهما على استمرار التشاور المنتظم لتطوير العلاقات الثنائية بينهما فى إطار الاحترام المتبادل والمشاركة الحقيقية على نحو يحقق المصالح المشتركة وينسق المواقف لمواجهة التحديات بالمنطقة. 

وفيما يتعلق بالتطورات الأخيرة بشأن حالة التوتر الحالية بين العالمين الإسلامى والأوروبى وما تلاها من أحداث إرهابية فى عدد من الدول الأوروبية؛ ناقش الجانبان باستفاضة حالة الاحتقان الراهنة، حيث أكد الرئيس أن القيم الدينية السامية لاعلاقة لها بأعمال التطرف، رافضًا وصم أية ديانة بالإرهاب، وأهمية التفرقة بين قيم الإسلام الذى يدعو إلى نشر السلام والحوار وقبول الآخر، وبين من يتستر بالدين لتبرير التطرف والإرهاب، مؤكدًا ضرورة إدراك خصوصية وثقافة الأديان بما تتضمنه من مبادئ وقيم سماوية عظيمة، وهو أمر يتطلب التعامل معه بفهم عميق فى إطار من القبول والاحترام وعدم إيذاء المشاعر بالإساءة للرموز الدينية وللمعتقدات المقدسة. 

«السيسى»، أكد كذلك أن الأمر يتطلب ضرورة تضافر جميع الجهود الدولية لإرساء قيم قبول الآخر والتعايش والتسامح ومد جسور التفاهم والإخاء، مشيرًا فى ذات الوقت إلى التجربة المصرية العريضة فى ترسيخ تلك القيم ومبادئ الوسطية ونبذ التعصب والعنف. 

من جانبه، أوضح «شارل ميشيل» حرص الاتحاد الأوروبى على تعزيز التعاون والتشاور مع مصر بكل المجالات، خاصة مكافحة الفكر المتطرف على المستويين الإقليمى والدولي، نظرًا لكون مصر منارة للإسلام الوسطى المعتدل، وما لديها من إرادة سياسية حقيقية، فضلًا عن جهودها اللافتة بقيادة الرئيس لإرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر وتحقيق التقارب والتفاهم بين أبناء جميع الأديان. 

المتحدث الرسمي، أوضح أنه تم التوافق فى هذا الإطار على بلورة جهد جماعى فى إطار إقليمى ودولى لإقامة «منتدى للحوار» يجمع عدة أطراف من الدول الإسلامية والأوروبية، وباشتراك المؤسسات الدينية من الطرفين بهدف التصدى لخطاب الكراهية والتطرف وترسيخ أسس التسامح والتعايش السلمى ونشر لغة الحوار المشترك والاحترام المتبادل.  اللقاء، شهد أيضًا التباحث وتبادل وجهات النظر حول مختلف جوانب العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، خاصة التجارية والاقتصادية، بالإضافة للتنسيق المتبادل حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية الهامة بما فى ذلك تطورات الأزمة الليبية، حيث أكد الرئيس أهمية استغلال قوة الدفع التى تولدت خلال الفترة الماضية للوصول لتسوية سياسية شاملة للملف الليبى وفق مقررات مسار برلين وإعلان القاهرة وتثبيت وقف إطلاق النار ووقف التدخلات الخارجية ونقل المقاتلين الأجانب والمرتزقة للأراضى الليبية، علاوة على تناول الرئيس رؤية مصر لمجمل تطورات الملفات الإقليمية خاصة الأوضاع فى منطقة شرق المتوسط، مشدداً على أهمية تعزيز الجهود الدولية لوقف أى أنشطة وتدابير أحادية تتعارض مع قواعد القانون الدولى أو تنتهك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب.