الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ثروة مصر المائية

تبطين الترع أكبر نقلة حضارية لتطوير الرى منذ عهد محمد على

تسير الدولة المصرية، بخطى ثابتة نحو مواجهة العجز والشح المائى وندرته، عبر حزمة من الإجراءات والمشروعات القومية العملاقة، تستهدف وزارة الرى خلالها، تبطين الترع، التى تنعكس إيجابًا على تقليل الفواقد سواء من البحر أو المياه فى ظل محدوديتها الحالية،و تعويض النقص، سواء من حيث التوسع فى الرى الحديث،خاصة أن جودة مياه الرى تساهم فى جودة المحاصيل أيضا,فضلا عن خفض التلوث، وإضفاء مظهر جمالى وحضارى، عبر تطوير هذه الترع وتحويل بعضها إلى ممشى سياحى.. حيث يعتبر المشروع بمثابة نقلة حضارية فى القرى المصرية، والتى لم يطالها التطوير منذ عهد محمد على. 



وتعمل «الرى» كخلية نحل من أجل إنجاز هذا المشروع القومى العملاق، والانتهاء منه خلال عامين فقط بدلاً من 10 سنوات، حيث يسابق العاملون فى هذا المشروع الزمن، خاصة أن الوزارة تستهدف تأهيل 20 ألف كيلو متر على مستوى الجمهورية فى كل المحافظات، منها 7 آلاف كيلو متر طولى فى المرحلة الأولى بـ 19 محافظة، بتكلفة تقديرية نحو 18 مليار جنيه.

وحسب تصريحات إعلامية سابقة، لوزير الموارد المائية والرى الدكتور محمد عبدالعاطى، إن كيلو تطهير وتبطين الترع يكلف الدولة ثلاثة ملايين جنيه.. حيث يجعل مشروع تبطين الترع  المياه تصل للفلاح بالكمية التى يحتاجها فى الوقت المناسب.

 

19 محافظة تودع أزمات شح المياه من الترع فى المرحلة الأولى

وضعت وزارة الرى مشروع تبطين الترع ضمن خطتها لحل مشاكل المياه، باعتباره أهم المحاور الاستراتيجية القومية للمياه، التى تستهدف تأهيل 20 ألف كيلو متر على مستوى الجمهورية فى كل محافظات مصر، منها 7 آلاف كيلو متر طولى فى المرحلة الأولى بـ 19 محافظة، بتكلفة تقديرية تصل نحو 18 مليار جنيه، ومن المقرر أن تنتهى يونيو 2022، حيث يساهم فى توفير ما يقرب من 5 مليارات متر مكعب من المياه المهدرة بسبب انتشار الترع المتعبة.

الدكتور محمد عبدالعاطى، وزير الموارد المائية والرى، يولى اهتماما بالغا بالمشروع وأسند مسئولية تنفيذه إلى 4 قطاعات تابعة لمصلحة الرى، وهم «التوسع الأفقى - الخزانات ـ الرى  تطوير الري» التى تعمل بالتوازى فى جميع المحافظات للانتهاء من تأهيل الترع المتعبة بالمرحلة الأولى فى الموعد المحدد لها.  

عمليات التأهيل، تهدف لتوصيل المياه إلى نهايات الترع بالكم والنوعية المطلوبة وزيادة كفاءة الترع، وتقلیل فواقد المياه بالرشح والتسرب والبخر خلال شبكة الترع، والحفاظ على البيئة الناتج عن أعمال التطهير بالطرق الميكانيكية، وإضفاء مظهر حضارى جمالى للمواطنين والاستفادة من الأراضى المکتسبة فى عمل متنزهات ترفيهية، والحفاظ على جسور الترع من التعديات، وتقليل تكاليف الصيانة الدورية للتكريك وإزالة الحشائش والمخلفات من الترع.

 

12 مليار جنيه تكلفة إجمالية لترسية وطرح  ٤٠٠٠ كم   

كشف المهندس محمود السعدى، مساعد وزير الرى والمشرف على المشروع القومى لتبطين الترع، عن أنه تم حصر جميع الترع المتعبة، التى يوجد بها مشاكل فى وصول المياه إلى النهايات، ويوجد بها أيضًا انهيارات بالجسور، وتحتاج إلى أعمال التأهيل، حيث بلغ الطول الإجمالى لهذه الترع نحو 7 آلاف كيلومتر طولى من إجمالى طول شبكة الترع العمومية التى تبلغ 33 ألف كيلو متر طولي.

وأكد أنه تم الانتهاء من أعمال التأهيل لـ ٤٤ عمليه بطول ٩٣ كم، وجار حاليًا العمل فى تنفيذ أعمال التأهيل فى ٢٨١ عملية موزعة على جميع محافظات الجمهورية لتأهيل وتبطين من الترع المتعبة بطول نحو ٢٦٤٠ كيلومتر طولي، بتكلفه مالية نحو ٧.٦ مليار جنيه، وتم إنهاء ٣٦٠ كيلومتر منها.

وأشار السعدى إلى أنه جار أعمال الطرح والترسية لـ ١٣٣ عمليه لتأهيل أطوال وقدرها ١٣٠٠ كم، وبتكلفة تقديرية نحو ٤.٤ مليارات جنيه، وبذلك يكون عدد العمليات الجارى تنفيذها وطرحها نحو ٤٥٨ عملية لتأهيل الترع بطول حوالى ٤٠٠٠ كم بتكلفة إجمالية نحو ١٢ مليار جنيه.

وأكد أن المشروع يحقق العديد من الأهداف، على رأسها: توفير العديد من فرص العمل لاحتياجه عمالة كثيفة بمختلف المحافظات، علاوة على ترشيد المياه والحفاظ على المياه من الهدر بسبب الحالة السيئة التى تعانى منها الترع وتتسبب فى فقد كميات كبيرة من المياه، ما يؤثر على المزارعين والزراعة.

 

5 أبعاد تستهدفها الدولة فى خطة تأهيل وتبطين الترع

 أكد المهندس محمد غانم المتحدث الرسمى لوزارة الرى أن المشروع القومى لتأهيل وتبطين الترع من أهم المحاور الاستراتيجية القومية للمياه، التى تتبناها الوزارة، وتهدف لحل مشاكل المياه وضمان عدالة توزيع المياه ، ويساهم بشكل كبير فى ترشيد استهلاك المياه وحل مشكلة وصول المياه لنهايات الترع بسبب المخلفات وسوء حالة الترع مما يتسبب فى عدم جاهزيتها لتوصيل المياه بشكل متساو مما يؤدى لضخ المزيد من المياه لإيصالها للنهايات وإهدار كميات كبيرة منها.

وأوضح غانم أن المرحلة الأولى تستهدف الترع المتعبة والتى تحتاج لكمية كبيرة من المياه للوصول لنهائيات الترع وتحقيق العدالة لجميع المزارعين، لافتًا إلى أن المشروع له أبعاد منها البعد البيئى من خلال تقليل التلوث والقمامة, والبعد الحضارى بإضافة مناظر جمالية, والبعد الاجتماعى بتشغيل قطاعات كبيرة من العمال, والبعد الاقتصادى وتقليل فواقد المياه. 

وأشار إلى أن الترع التى تتضمنها المرحلة الأولى هى الترع التى لا يتعدى عمقها 6 أمتار لأنها الترع التى بها مناوبات تمكن من غلقها والقيام بعمليات التأهيل ووضع الدبش والخرسانة،مضيفًآ: «لو ترع كبيرة المياه مستمرة بها طوال العام نستطيع غلقها لتبطينها، وهناك ترع لا يستمر العمل فيها يوميًا أو يتم عمل تحويله لنقل المياه من بعض الترع لتسهيل عمليات التأهيل والتبطين».

 

75% توفرها أعمال التبطين من تكاليف الصيانة الدورية

قال المهندس عبداللطيف خالد، رئيس مصلحة الرى: إن مشروع تبطين الترع من أهم المشروعات التى تخدم مصالح الدولة والمزارعين فى آن واحد، لافتًا إلى أن جميع أجهزة الوزارة تعمل جاهدة لتنفيذ تكليف الرئيس السيسى بضرورة الانتهاء من المشروع خلال عامين.

وأوضح أن المرحلة الأولى من المشروع تستهدف الانتهاء من 7 آلاف كيلو متر خلال عامين، وفقًا لتوجيهات رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن التبطين يستهدف ترع التوزيع والترع المتعبة فى جميع محافظات الجمهورية بالوادى والدلتا وجميع القرى والنجوع باستثناء محافظات مرسى مطروح الوادى الجديد والبحر الأحمر وجنوب وشمال سيناء.

وأكد خالد أن الخطة الوزارية الخاصة بالمرحلة الأولى والمقرر الانتهاء منها منتصف عام 2022 تستهدف ترع التوزيع الصغيرة التى تغذى الفلاح مباشرة فى جميع المحافظات بالتوازى، لافتا إلى أن التكلفة تصل إلى 20 مليار جنيه، تم إصدار الاعتمادات المالية والمراجعة الفنية لـ4030 كيلو، التى تتكلف نحو 2 مليار جنيه، وجار العمل فى 3000 كيلو، فيما تم الانتهاء من حوالى 390 كيلو تنتهى 30 يونيو 2022.

وأوضح أن هناك بدائل متعددة للتأهيل من الناحية الفنية تتنوع مابين استخدام الدبش المغطى بطبقة خرسانة عادية والتبطين بالخرسانة العادية أو الخرسانة المسلحة يتم تحديده وفقًا لدراسات تجرى لحالات الترع وطبيعة التربة، مشيرا إلى أن التبطين بالدبش المكثف بالخرسانة، هى الوسيلة الأكثر جودة وأطول عمرًا.. وأكد خالد أن التبطين يوفر 75 % من تكاليف أعمال الصيانة لأنه يتخلص من المخلفات التى تمتلئ بها الترع من حشائش وبوص، ما يسهل وصول المياه إلى نهاياتها دون عوائق.