الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيف تتجاوز «التعليم» الموجة الثانية من «كورونا»؟

بالرغم من الضغوط الصحية والاقتصادية والنفسية التى أطلت بها أزمة «كورونا» على كل دول العالم ومنها مصر، إلا أن الحكومة نجحت فى إدارة الأزمة، واجتازت الموجة الأولى منها بامتياز، خاصة على صعيد قطاع التعليم قبل الجامعي، الأمر الذى جعل أجهزة وزارة التربية والتعليم على أتم استعداد لمواجهة الموجة الثانية التى بدأت فى بعض الدول، عبر حزمة من الإجراءات والقرارات الاحترازية التى تحافظ على سلامة الطلاب.



ومن ضمن هذه الآليات، «منصة أدمودو» الإلكترونية، حيث يسمح بدخول جميع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور عليها، لمتابعة العملية التعليمية كاملة فى فصول افتراضية، ويتم عمل فصل بالطلاب المتواجدين بكل فصل ومدرسيهم ويتم شرح الجدول كاملا، وقد حققت نجاحا كبيرا خلال العام الماضى، حيث تم إرسال الأبحاث عليها لتقييمها تحت إشراف أولياء الأمور، وكشفت هذه المناطق مدى قدرة الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور على التعامل الجيد مع التكنولوجيا فى مجال التعليم.

كما تم إطلاق ٤ قنوات تعليمية جديدة بجودة فنية عالية تعتمد على أساليب متطورة من الناحية التربوية، حيث تم تدريب المعلمين على عدم تلقين المعلومة إنما حث الطالب على الوصول إليها بالإضافة إلى استخدام أفضل الاستوديوهات المعدة لإنتاج برامج عالية الجودة، علما بأن الإحصاءات أثبتت دخول ملايين الطلاب لمشاهدة هذه القنوات سواء بشكل مباشر أثناء البث المباشر أو الإعادة أو تحميلها من اللينك الخاص بـ«يوتيوب»، ولهذه القنوات دور مهم فى مواجهة الموجة الثانية من كورونا، حيث قضت على الكثير من أزمات التعليم، ومنها: على سبيل المثال توحيد جودة التعليم المقدم لكل الطلاب الجمهورية، وإنهاء العجز فى المعلمين.

أيضا هناك تفعيل التعليم المرتكز حول الطالب، ما يعنى أن للطالب دوراً كبيراً فى الحصول على المعلومة وإيجادها والتأكد من مرجعيتها وهو نظام تعليمى جديد يطبق فى كل دول العالم الحديثة، حيث ترتكز العملية التعليمية كلها حول الطالب نفسه وليس المعلم، وتغير دور المعلم من ملقن المعلومة إلى ميسر للحصول على المعلومات عن طريق تفاعل الطلاب بعضهم البعض أو عن طريق تشجيعهم للوصول إلى مصادر المعرفة المختلفة.

يشار إلى أنه تم تطبيق هذا النظام قبيل «كورونا» على الصفوف الأولى من التعليم الابتدائى، إلا أنه بعد وجود الجائحة تم تفعيل هذا النظام على نطاق أوسع سواء فى الأبحاث التعليمية أو المنصات الرقمية، ما يساعد الطالب المصرى على إنتاج عقلية قادرة على البحث والتحليل وإيجاد حلول من خارج الصندوق للمشكلات المجتمعية.

وتتسلح «التعليم» أيضا لمواجهة الموجة الثانية من «كورونا» بالمنصات الإلكترونية الحديثة، حيث إن إنشاء المنصات كان موجها بصفة أساسية إلى منظومة التعليم الثانوى بعد أن حصل ما يقرب من ١.٨ مليون طالب على التابلت كهدية من الدولة، إلا أن أزمة «كورونا» أدت إلى التوسع فى هذه المنصات لتصل إلى الطلاب من الرابع الابتدائى حتى الثانوى العام، بهدف تغطية شرح أجزاء المنهج متكاملة للطلاب فى ظل لتغيبهم بعض الأيام عن المدرسة، وبذلك وصل تطوير فى المنظومة إلى كل الطلاب، وتتوقع الوزارة وجود تأثير تعليمى كبير على من استخدم هذه المنصات للطلاب، ومنها عدم الاعتماد على الكتاب الأوحد أو الدروس الخصوصية.

ولا شك أن كل الوسائل التى فرضها واستحدثها فيروس «كورونا»، ودفعت الحكومة لاتخاذ قرار بإغلاق سناتر الدروس الخصوصية لما لها من ضرر كبير على عقلية الطالب من الناحية التعليمية، بالإضافة إلى استغلال مادى كبير لأولياء الأمور وعدم تقديم الإجراءات الاحترازية، ما قد يؤدى إلى أزمة صحية فى بعض المناطق، الأمر الذى دفع الطلاب إلى اكتشاف البدائل التكنولوجية الجديدة التى تقدمها الدولة مجانا للطالب وتخفف العبء عن أولياء الأمور، وتساعد فى إنتاج عقل قادر على التعامل مع السوق العالمية.