الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم لـ:روزاليوسف
نمتلك مقومات استثمار واعدة.. ومصطلح المحافظة «الطاردة» سيختفى
حوار: حسين فتحى
استطاع الدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم أن يخلق حالة تنموية بالمحافظة منذ أن تولى المسئولية، وذلك بتركيزه على محاور التنمية بالمحافظة ودعم الفرص الاستثمارية للشباب.
«روزاليوسف» التقت الدكتور الأنصارى محافظ الفيوم لفتح النقاش معه وأهم الملفات الشائكة لتحقيق النهضة غير مسبوقة على كافة المستويات فكان لنا معه هذا الحوار .
■ بداية.. ما هى فرص الاستثمار الواعدة بمحافظة الفيوم؟
- محافظة الفيوم تمتلك العديد من مقومات الاستثمار الواعدة التى نسعى إلى استغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق طفرة تنموية بجميع القطاعات وتوفير فرص عمل لأبنائها، فالهدف العام الذى تسعى المحافظة إلى تحقيقه هو أن تتحول إلى قاطرة تنموية وأن يختفى مصطلح «محافظة طاردة».
■ وما هى أهم محاور التنمية بالمحافظة؟
- المحافظة تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية كمفاتيح للتنمية، تشمل السياحة، والزراعة، والحرف اليدوية، كما نسعى إلى استغلال كافة أصول المحافظة بالصورة المثلى التى تحقق عائدا اقتصاديا وتخلق فرص عمل لأبناء المحافظة، بهدف تبادل الرؤى والنقاشات حول أبرز الموضوعات التنموية على أرض المحافظة.
■ كيف ترى دور المبادرات الرئاسية فى حل مشاكل المواطن بالمحافظة؟
- فى الحقيقة الدولة تضع قطاع الصحة أولوية أولى، والمبادات الرئاسية ساهمت بشكل كبير فى تخفيف العبء عن كاهل المواطنين، مثل مبادرة 100 مليون صحة التى نجحت فى السيطرة على فيروس C والأمراض السارية مثل الضغط والسكر، وكذلك مبادرة الانتهاء من قوائم الانتظار للتخفيف من معاناة المرضى، لأن قطاع الصحة بمحافظة الفيوم يحتاج إلى جهود كبيرة حتى يتمكن من آداء دوره فى تقديم خدمة صحية لائقة لأبناء المحافظة.
■ ماذا عن مبادرة 100 مليون صحة؟
- من خلال هذه المبادرة تحديدا.. تم الكشف على حوالى 112 ألفا 848 تلميذا وتلميذة للكشف عن أمراض سوء التغذية لأطفال المدارس، والتى تشمل أمراض «السمنة والأنيميا، وقصر القامة، وتمت عملية تجهيز كبرى لإنشاء مركز كلى متكامل بمستشفى الفيوم العام خلال الفترة المقبلة تبرع من مجموعة البطحاء القابضة بدولة الإمارات العربية الشقيقة، إضافة الى توفير 22 جهاز جديد للغسيل الكلوى لبعض المستشفيات.
■ محافظة الفيوم تحرز تقدمًا يوميًا فى ملف المشردين.. نريد التعرف على الجهود فى ذلك؟
- هذا ملف مهم.. فهناك حملات من خلال فريق التدخل السريع لرعاية المشردين بالشوارع والأطفال بلا مآوى، حيث تم تجهيز أماكن لرعاية هؤلاء وحمايتهم من الشارع، حيث تم توفير كافة سبل الأمان والمعيشة لهؤلاء الأشخاص.
■ هل يتم ذلك بالتنسيق مع القيادة السياسية؟
- نعم.. فالفيوم استفادت من مبادرة الرئيس السيسى لرعاية مليون أسرة، حيث جرى ضخ 63 ألفا 852 شنطة دواجن، و40 ألف كرتونة مواد غذائية، و10 آلاف بطانية، و3 آلاف شنطة ملابس متنوعة، بحيث تحتوى كل شنطة على 6 قطع ملابس رجالى، وقطعتين ملابس حريمى و3 قطع ملابس بناتى، وقطعتين ملابس أولادى.
■ ما هى الإجراءات التى تحرصون على تطبيقها لمواجهة فيروس كورنا؟
- أصدرنا تعليماتنا المشددة بضرورة التطبيق الحاسم للإجراءات الوقائية والاحترازية التى قررتها الدولة، للوقاية من الموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، وهناك تنسيق كامل بين الجهاز التنفيذى فى التعامل مع هذا الملف المهم، لأن مرحلة الوقاية أفضل من مرحلة العلاج، ويومياً أقوم بمراجعة تقارير مديرية الصحة فى هذا الشأن.
كما تم تكليف رؤساء مجالس المدن بالتنسيق مع مديرية الصحة لمراجعة نوبتجيات الفرق الطبية بالمستشفيات بنطاق كل مدينة، والتأكد من توفير وسائل الحماية الشخصية للفرق الطبية بالمستشفيات حفاظاً على سلامتهم.
■ نريد التعرف على جهودكم فى إعادة الحياة للقطاع الصناعى بالمحافظة؟
- المحافظة واجهت العديد من التحديات خلال الفترة الماضية، ومنها إعادة إحياء المشروعات المتعثرة، مثل مصنع تدوير القمامة بقرية العدوة الذى يعمل حالياً بطاقة 192 طن / يوم، ويوفر 950 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المنطقة، ومشروع الدواجن التكاملى بالعزب على مساحة 75 فدانا بطاقة 500 ألف طائر سنوياً، وذلك من خلال شراكة ثلاثية بين وزارة المالية ومحافظة الفيوم وهيئة تنمية الصعيد لإعادة تطوير المشروع وتشغيله بطاقته القصوى ليوفر 3 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لأبناء المحافظة، ومشروع الصرف الصحى بقرية دمشقين الذى كان يحتاج إلى استكمال مد خطوط المواسير، وتم حل المشكلة، وستدخل المحطة مجال الخدمة نهاية الشهر المقبل .
■ ما هى أهم المشروعات التى نجحتم فى تشغليها؟
- مصنع تدوير المخلفات العضوية وتوليد الكهرباء بمركز اطسا والذى تم تشغيله تجريبياً، ومصنع أعلاف جرفس الذى تم الاستعانة بعدد من الخبراء لوضع آليات تطويره، كما ستقوم هيئة تنمية الصعيد بضخ مبالغ مالية لتنفيذ أعمال التطوير المقترحة، وكذلك مشكلة القرى المبللة التى عانت من عدم استكمال مشروعات الصرف الصحى بها منذ عام 2010، كما أن المحافظة قامت بمخاطبة وزارة التخطيط لتدبير اعتمادات مالية إضافية لإنهاء هذه المشروعات المتعثرة، ومع نهاية عام 2021 ستنتهى المشروعات وتنتهى المشكلة بشكل تام.
■ ملف التخطيط العمرانى بالمحافظة.. إلى أى مدى ينال الاهتمام والمتابعة؟
- تم الانتهاء من دراسة كافة البيانات المتعلقة بـ 10 مناطق غير مخططة بمدينة الفيوم، ورفعها مساحياً وتصويرها جوياً، لإعادة تخطيطها عمرانياً مرة أخرى تحت إشراف مجلس الوزراء، وكذلك موافقة مجلس الوزراء على تطوير الطريق الجنوبى لبحيرة قارون بطول 60 كيلومترا، لتيسير الحركة المرورية والحفاظ على سلامة أهالى وزوار المحافظة، وتطوير الجزء المتبقى من طريق القاهرة الفيوم، وإنشاء طريق جديد يربط مدينة الفيوم بمدينة الفيوم الجديدة.
■ هل سيتم طرح قطع أراض جديدة للاستثمار؟
- نعم.. سيتم طرح 60 قطعة أرض بمنطقة كوم أوشيم الصناعية للاستثمار، بعد نجاح المحافظة فى توفير 10 ميجاوات من الكهرباء كمرحلة أولى لاستيعاب احتياجات المصانع من الطاقة الكهربائية وتلبية احتياجات المشروعات الجديدة، الأمر الذى يسهم فى توفير العديد من فرص العمل ودفع عجلة التنمية بالمحافظة، كما تم الاتفاق مع وزارة الكهرباء على إنشاء محطة محولات جديدة بمنطقة كوم أوشيم؛ لتوفير الطاقة الكهربائية اللازمة للمشروعات الاستثمارية بالمنطقة.
■ ما هى أهم محاور الطرق الجديدة بالمحافظة؟
- مجلس الوزراء وافق أيضاً على إنشاء محور مرورى جديد للتخلص من الاختناقات المرورية بمنطقه المسلة وشارع النبوى المهندس، حيث سيتم تغطية بحر دار الرماد ورصف الطريق الموازى له، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من إجراء الرفع المساحى للمشروع وتدبير الاحتياجات المالية للمرحلة الأولى منه، كما قامت المحافظة بتخصيص قطعة أرض مساحتها 1164 متراً بقرية دسيا التابعة لمركز الفيوم، لهيئة تنمية الصعيد، لإقامة مجموعة من الورش الحرفية، بهدف توطين صناعة السجاد بالقرية وتوفير العديد من فرص العمل لأبنائها، وذلك بالتكامل مع مساحه 75 فدانا أخرى تم تخصيصها لزراعة أشجار التوت بقرية النصارية لإنتاج الحرير كصناعة مكملة لصناعة السجاد بالقرية.
■ ماذا عن تطوير ميدان «السواقى»؟
- فيما يتعلق بمشروع تطوير ميدان السواقي، تم الاستعانة بمتخصصين من كلية الهندسة واستشاريين فى التطوير المعمارى لإعداد مخطط تطوير متكامل لهذا الميدان الذى يعبر عن هوية المحافظة بصورة مباشرة، وتم مراعاة الدراسات المرورية والمظهر البيئى والحضارى للموقع بشكل عام، لتنفيذ مخطط تطوير متكامل يحقق عائد اقتصادى للمحافظة من خلال إقامة عدد من الكافتيريات والمطاعم والبازارات السياحية، ويظل الميدان عبارة عن مناطق مجانية مفتوحة للمواطنين، لافتاً إلى أنه تم الانتهاء من عمل جسات مبدئية للموقع لتحديد الأولويات العامة، حيث تبلغ مدة تنفيذ المشروع 4 شهور بعد انتهاء إجراءات التعاقد.
■ ماذا عن ملف المصالحات فى مخالفات البناء؟
- المراكز التكنولوجية بمجالس المدن استقبلت نحو 117 ألف ملف للتصالح تمثل جميع المخالفات التى تم رصدها، حيث يتم التصدى لأى تعدٍ على الأراضى الزراعية وأملاك الدولة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فى هذا الشأن، خاصة أنه جرى إحالة العديد من المسئولين بالجمعيات الزراعية والوحدات المحلية للنيابة العامة بسبب التقاعس فى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتقاعسين وعدم الإبلاغ عن المتعدين.
■ نريد التعرف على جهود المحافظة فى إعادة التوازن البيئى لبحيرة قارون؟
- بحيرة قارون تعتبر ثالث أكبر بحيرات مصر، للتخلص من الملوثات وتخفيض نسبة الأملاح فيها، وذلك من خلال إعادة تأهيل محطات معالجة الصرف الصحى الحالية وإنشاء محطات جديدة، وإنشاء مصنع جديد لاستخراج الأملاح على مساحة 4 آلاف متر شمال البحيرة، فضلاً عن زيادة مساحات الاستزراع السمكي، فضلاً عن تطوير محطة الصرف الصناعى بمنطقة كوم أوشيم الصناعية لمنع وصول المخلفات الصناعية إلى بحيرة قارون.
■ ما هى الأهمية من وراء كل هذا التطوير؟
- أهمية هذا التطوير هو الارتقاء بالقطاع السياحى وجذب المزيد من الاستثمارات، فقد حصلنا على تمويل الاتحاد الأوروبى بقيمة 9.5 مليار جنيه.. بالإضافة إلى المشروعات التى تنفذها الهيئة القومية، وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم، سوف تسهم فى زيادة نسبة تغطية المحافظة بخدمة الصرف الصحى إلى 80 %، لافتاً إلى أن مشروع تكريك بحر يوسف سوف يسهم فى زيادة تدفق المياه العذبة إلى بحيرة قارون التى شهدت انخفاضاً ملحوظاً فى نسبة الملوحة بها من 42 ألف جزء فى المليون إلى 27 ألف جزء فى المليون.
■ إلى اين وصلت ثمار التعاون بين الفيوم ووزارة البيئة فى ملف السياحة البيئية؟
- وزارة البيئة ستطلق قريباً حملة Eco Egypt «ايكو إيجبت» بمحافظة الفيوم للترويج للسياحة البيئية بالمحافظة ورفع الوعى البيئى لدى المواطنين بأهمية المحميات الطبيعية وثرواتها، كما ستعلن المحافظة خلال الأيام القليلة القادمة عن خطة إنشاء عدد من محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعي..
■ ماذا عن مشروع «الرى بالتنقيط«؟
- تم البدء فى تنفيذ مشروعات للرى الحديث «الرى بالتنقيط» على مساحة 4 آلاف فدان بعزبة العسال بمركز طامية، موضحاً أن المحافظة تسعى إلى التوسع فى الأساليب الحديثة للرى لأنها تسهم فى زيادة الإنتاجية بنحو 30 % وتقليل استهلاك المياه بنحو 40 %، كما ساهمت مبادرة وزارة التنمية المحلية «مشروعك» فى تمويل عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الفيوم بقيمة 217 مليون جنيه، بزيادة فى عام 2020 وصلت إلى أكثر من 140%.