الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الأزهر: أشبال الخلافة «صناعة داعشية» باسم الدين

كشف  مرصد الأزهر فى أحدث تقرير له عن محاولة داعشية جديدة تعرف بأسم «باشبال الخلافة» حيث يتم تنفيذ استراتيجيَة داخل إفريقيا تستهدف الاعتماد على الأطفال لخلق أجيالٍ تدين لهذا التنظيم الإرهابى  بالولاء وتعمل على تدمير المجتمعات باسم معتقداتٍ منحرفةٍ، خاصَة فى منطقةٍ تعانى بالأساس من التَردى الاجتماعي والاقتصادى، ما قد يدفع الأهالى لإلحاق أبنائهم بالتَنظيمات المتطرفة للحصول على الأموال، وقال المرصد ان  تنظيم ‏«داعش» الإرهابى  بعد خسائره الفادحة بدأ يتحوَل إلى استراتيجيةٍ جديدةٍ تعوضه عن الخسائر البشريَة وهى ‏«‏تجنيد الأطفال‏»‏. ولما بات الأمر صعبًا فى البلدين،



اتَجه إلى إفريقيا، حيث الفقر والجوع والاضطرابات والضَعف الأمنى، موضحا  انه  فى  الوقت الذى نشأ فيه أطفالٌ فى بيئةٍ إرهابيَةٍ خصبةٍ كسوريا والعراق، أصبحت ‏الدول الإفريقيَة تواجه مشروع إرهابيين مجهولى الهويَة، لكن تلك الأزمة أصبحت تواجه بعدًا إنسانيًا فى وقتٍ لم تصل ‏الدول إلى صيغةٍ موحَدٍة للتعامل مع الأطفال. ‏ واوضح أن  تنظيم «داعش» الإرهابى يعتمد خطَة ‏«‏تجنيد الأطفال‏»‏ فى قارَة إفريقيا عن طريق إغرائهم بالأموال والطَعام الذى يفتقدونه، وفى ذات الوقت يسعى التَنظيم لتمديد نطاق نفوذه فى القارَة الشابَة، عبر ولايته المزعومة هناك، طامعًا فى الثَروات الدَفينة التى تحظى بها قارَة إفريقيا؛ استغلالًا للأوضاع الاقتصاديَة والاجتماعيَة والأمنيَة أيضًا، إذ نشر مؤخَرًا مقطَعًا مصورًا لأطفالٍ أطلق عليهم ‏«أشبال الخلافة» ‏وهم يبايعون التَنظيم.  وشدد ان هناك عوامل متعددةٌ أسهمت فى دخول منطقة وسط إفريقيا دوامة الإرهاب،

أبرزها الصراعات السياسيَة، فجمهوريَة إفريقيا الوسطى تعيش وضعًا متأزمًا منذ صراعات 2012، وكذلك الكونغو الديمقراطيَة، والكونغو برازافيل، وهى الدول التى ينتشر بها تنظيم ‏«‏ولاية وسط أفريقيا‏»‏ التى أسَسها تنظيم ‏«داعش» ‏الأم فى المنطقة. وبالضَرورة فقد نتج عن هذه الأوضاع الهشَة تحللٌ اجتماعى أفرز المزيد من الفقر والتَهميش، علاوةً على ذلك فإن الثَروات المعدنيَة التى تحظى بها منطقة وسط إفريقيا كانت سببًا فى اجتذاب ‏تنظيم «داعش» إليها، حيث تصنف جمهوريَة إفريقيا الوسطى فى المركز 14 فى إنتاج خام الألماس عالميًا، أما الكونغو الديمقراطيَة فتستحوذ وحدها على نسبة 60% من إجمالي خام الكوبالت المصدر حول العالم، والمستخدم فى صناعة الأجهزة التكنولوجيَة للاتصالات.  

وأكد المرصد على ضرورة التَوعية بمخاطر هذه الظاهرة، والحث على حماية الأطفال من الاستغلال مع ضرورة تقديم الدَعم للأطفال الفارين من جحيم هذه الصراعات والحروب، وهو ما يتطلَب منظورًا طويل الأمد وجهدًا لتطوير البيئات المحليَة المتضررة من النزاعات التى يعودون إليها.