السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان فى حوار لـ«روزاليوسف»: الإدمان.. تدمير للصحة والحياة الأسرية

استطاع صندوق مكافحة وعلاج الإدمان خلال الأعوام الماضية أن يترك بصمة إيجابية كبيرة من خلال برامجه التوعوية التى ساهمت فى تقليل نسبة المدخنين ومدمنى المواد المخدرة، بالإضافة لعلاج عدد كبير من الشباب المريض بالإدمان مجانا بشكل سرى تام، فى المراكز المتخصصة للعلاج، حيث انتشر متطوعو الصندوق بجميع محافظات الجمهورية وشكلوا فرقا استطاعت الوصول إلى جميع فئات المجتمع وتوعيتهم ضد مخاطر الإدمان والتعاطى، وللتعرف عن قرب عن نشاطات الصندوق وخطته المستقبلية وعدد المنتفعين خلال السنوات الماضية، كان لنا هذا الحوار مع الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى:



■ فى البداية حدثنا عن أهمية برامج صندوق مكافحة وعلاج الإدمان؟

- إن حملات الكشف عن المخدرات كانت فى غاية الأهمية بالنسبة لنا، وتم التوسع فى الحملات خلال عام ٢٠٢٠ من خلال عدة برامج منوعه، قام بها متطوعو الصندوق المنتشرون بكافة أنحاء الجمهورية، فضلا عن استقبال وفود من عدة دول للإطلاع على التجربة المصرية فى مكافحة وعلاج الإدمان طوال الفترة الماضية.

■ ما أكثر المحافظات ارتفاعا فى نسب التعاطى؟

- تعتبر محافظة سوهاج من أعلى المحافظات فى ارتفاع نسب التعاطى، وقمنا بإنشاء مركز علاجى بالمحافظة، فضلا عن إضافة 4 مراكز علاجية جديدة هذا العام، وهذا ليس بالأمر اليسير فى ظل جائحة كورونا، كما أن هذه المراكز الجديدة دخلت الخدمة فى محافظات الفيوم، والبحر الأحمر، ومطروح، وبور فؤاد.

■ كم عدد المتطوعين على مستوى الجمهورية؟ 

- استطعنا من خلال التدريبات عن بعد أن يصل عدد متطوعينا إلى 30 ألف شاب متطوع فى كافة أنحاء الجمهورية، وهم بالنسبة لنا الثروة الأساسية، كما قمنا بتطوير أدوات الوقاية، وكان لدينا حملة مع أحد أبطال القوات المسلحة النقيب أحمد عبداللطيف، وكانت فى شهر رمضان الماضى، حيث كان لها تأثيرات أكثر من رائع.

■ وما خطة الصندوق  خلال العام الحالى 2021؟ 

- لدينا خطة خلال عامين نستطيع أن نغطى جميع محافظات الجمهورية، ولدينا خطوات العام المقبل وسيكون هناك مركز علاجى بالتنسيق مع الأمانة العامة للصحة النفسية، وأيضا الخط الساخن سيكون موجودا فى محافظتى سوهاج، وقنا، من خلال جامعة جنوب الوادى، وسيكون أيضا هناك مركز علاجى يخدم جنوب الصعيد كما سيكون هناك توسع فى برامج الدمج المجتمعى.

■ ماذا عن حملات الكشف عن المخدرات؟

- حملات الكشف عن المخدرات كانت فى غاية الأهمية بالنسبة لنا، وتوسعنا جدا فى هذه الحملات خلال عام 2020 ووصلنا إلى 280 ألف موظف خضعوا للكشف، واستطعنا أن نخفض بشكل كبير نسب التعاطى التى كانت  فى عام 2019 تصل إلى 8%، حتى  وصلت الآن إلى 2% تقريبا، كما أننا قمنا بالتركيز بشكل قوى على المرافق الحيوية واستطعنا أن نحقق نتائج ملموسة فى هذا الملف.

■ كيف سيتم استكمال الأنشطة فى ظل انتشار فيرس كورونا؟ 

- سيتم تكثيف الفاعليات خلال الفترة المقبلة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، فنحن الآن نقوم بالكشف على ما يقرب من 2000 إلى 3000 موظف، حيث نسعى لتخفيض الحوادث الناجمة عن المخدرات، وذلك لأنه فى فترة من الفترات كانت هناك حوادث مؤلمة جدا ناتجة عن مشكلة الإدمان والتعاطى، وهناك تشديدات أمنية مع الإدارة العامة للمرور، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات، ووزارة الصحة، لحملات الكشف على السائقين.

■ كم عدد الحالات التى تم الكشف عنها خلال الفترة الماضية؟

- فى خلال الـ3 أسابيع الماضية قمنا بالكشف على ما يقرب من 15 ألفاً، بالإضافة إلى الحملات المستمرة على سائقى الحافلات المدرسية بشكل قوى جدا، حيث تم فحص ما يقرب من 4 إلى 5 آلاف سائق، وكانت النسبة عاليه قبل ذلك بنحو 12% ووصلت الآن إلى أقل من 2 % فى الفترة الحالية.

■ هل تفاعل المرضى مع نشاطات الصندوق؟

- بالفعل هناك تفاعل كبير، وقدمنا الخدمة لـ132 ألف مريض إدمان وهذا أكبر عدد جاء لنا، وأكبر تفاعل مجتمعى، كما أن أعداد المرضى يعطينا عبئ إضافى حيث إننا نحتاج إلى زيادة  المراكز العلاجية بشكل كبير.

■ حدثنا عن المراكز الجديدة التى تم افتتاحها مؤخرا؟

- افتتحنا 4 مراكز علاجية جديدة هذا العام، وهذا ليس بالأمر اليسير فى ظل جائحة كورونا، كما أن المراكز دخلت الخدمة فى محافظات الفيوم، والبحر الأحمر، ومطروح، وبور فؤاد، وبدأنا بالتشغيل التجريبى ولكن سيكون هناك افتتاح رئاسى لعدد 3 مراكز علاجية، ووصلنا حتى الآن لعدد 26 مركزا علاجيا على مستوى 17 محافظة.

■ خدمة عظيمة قدمها الصندوق للمتعافين وهى الدمج المجتمعى.. حدثنا عنها؟ 

- الدمج المجتمعى، برنامج كان له تأثير قوى جدا، وخلال الفترة الماضية قدمنا قروضاً بالتعاون مع بنك ناصر الاجتماعى بما يقرب من 4 ملايين جنيه لدعم المشروعات الصغيرة للمتعافين، كما أن فكرة التمكين الاقتصادى فى قمة الأهمية، وهى فكرة مصرية تم عرضها على الأمم المتحدة، وحازت إعجابا كبيرا جدا، وبدأت دول كثيرة بتنفيذها، بالإضافة إلى أن جميع المراكز العلاجية الذى نقوم بإنشائها تحتوى على ورش عمل للتدريب المهنى لمرضى الإدمان، وهذا مهم لأننا نؤهل مريض الإدمان على مهنة  يحتاجها فى سوق العمل.

■ هل تم تأهيل المتعافين للدمج الاجتماعى؟

- نقوم بعمل التأهيل المهنى بجوار التأهيل الاجتماعى، حيث وجدنا حالات طلاق بين مرضى الإدمان، وبالتالى كان هناك تنسيق مع برنامج مودة، ليتم إعداد مرضى الإدمان للحفاظ على أسرهم، وأدوارهم، ومسئوليتهم داخل نطاق الأسرة، والحوار الأسرى، والجوانب الصحية المتعلقة بالصحة الإنجابية وغيرها، وكل ذلك كان فى برنامج مودة الذى قمنا من خلاله بتقديم حزمة متكاملة لمرضى الإدمان، حتى يكون جنبا إلى جنب مع التمكين الاقتصادى والتأهيل النفسى.

■ وماذا عن الأنشطة الرياضية والرحلات الترفيهية؟

- لدينا عدد كبير جدا من الأنشطة الرياضية، والتأهيل الرياضى المتكامل، وأيضا منافسات على أعلى مستوى بين مرضى الإدمان، بالإضافة إلى العديد من الرحلات التى تتم باستمرار بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة لتدخل معنا فى قطار الشباب، وأيضا معسكرات للمتعافين، كل هذه خطوات قدمنها فى 2020 وسنستكمل مسيرة العمل فى 2021.

■ كم عدد الموظفين بالجهاز الإدارى للدولة تم إجراء تحاليل المخدرات لهم؟

- فى بداية عملنا على الجهاز الإدارى للدولة كانت النسبة 8%، وهذه كانت نسبة كبيرة جدا، ولكن اليوم وبعد الكشف على ما يقرب من 280 ألف موظف بالدولة، أصبحت النسبة أقل من 2%، وهذه خطوات مهمة جدا حققتها استمرارية الأداء، لأننا كنا مستمرين بشكل مكثف وهذا الأمر حقق انخفاضا قويا جدا فى أعداد المتعاطين بالجهاز الإدارى للدولة.

■ وكم موظف تمت إحالته للنيابة الإدارية؟

- يوجد ما يقرب من 4 آلاف موظف تم تحويلهم للنيابة الإدارية حتى الآن. 

■ هل رصدتم تعاطى السيدات للمخدرات؟

- فيما يتعلق بنسبة الإناث بشكل عام،  فى هذا العام جاء إلينا 132 ألف مريض إدمان نسبة الإناث بينهم نحو 13%، حيث أن النسبة من حوالى 4 سنوات كانت 1 ونصف%، ووصلت فى 2017 إلى 8%، فالنساء التى تعانى من مشكلة التعاطى، يتقدمن للعلاج.

■ عدد المراكز العلاجية المتوفرة فى مدن الصعيد ونسب التعاطى؟

- من أعلى المحافظات فى مشكلة المخدرات هى محافظة سوهاج، وبالتالى لدينا جهد لإنشاء مركز علاجى بها، وسيقوم الصندوق بتوفير خدمة الخط الساخن، بالإضافة صإلى أن محافظة المنيا لدينا فيها منارة علاجية عالية جدا بمركز العزيمة ويحتوى على 126سريرا  ويقدم خدمة بمكان فى غاية الأهمية، كما أننا فى الفترة القادمة سنتوسع فى المراكز العلاجية بمحافظات الصعيد، ونحن قمنا هذا العام بافتتاح فروع تقدم خدمات العلاج بمحافظة البحر الأحمر بشكل كبير ويخدم محافظات جنوب الصعيد، ولكن فى 2021 سيتم افتتاح مركز فى محافظة قنا بالتعاون مع كلية طب جامعة جنوب الوادي.

■ ماذا عن المشاهد الدرامية التى تروج للإدمان؟

- استطعنا خفض نسب المشاهد التى تروج للمخدرات، وحققننا مع صناع الدراما نتائج مهمة جدا، وحينما قمنا بعمل بحث بين طلاب مدارس الثانوى فى عام 2017 وجدنا 72% منهم يستقون معلوماتهم عن مشكلة المخدرات من الدراما، فالدراما لها تأثير قوى، وهى العصا السحرية فى تناول مشكلة المخدرات، وإذا لم نصل إلى دراما رشيدة فى التناول فمن الصعب جدا أن نواجه مشكلة المخدرات، كما حدث تعاون كبير بين صناع الدراما فى رمضان الماضى وكان هناك تناول دراما رشيدة إلى حد كبير.

■ كيف تتم معالجة حالات التعاطى وكيفية التواصل؟

- نقدم ما يسمى بالعلاج التحفيزى فى بداية مراحل العلاج لمرضى الإدمان، ولا بد أن يأتى مريض الإدمان من تلقاء نفسه، ويأتى للخط الساخن 16023 بلاغا متعلقا ببؤر اتجار المخدرات وعلى الفور نتواصل مع الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشكل سريع، كما نتلقى بلاغات تتعلق بحالات اشتباه سائق حافلة مدرسية بتعاطى للمخدرات.

■ هل استفادت الدول الأخرى من تجربة الصندوق فى مكافحة الإدمان؟

- تعرض مصر بشكل سنوى تجربتها فى مؤتمر الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات، كما أصبحت مصر بيت الخبرة للدول العربية، والمؤتمرات التى تقدمها القيادة العامة لشرطة دبى، هى تجربة أساسية لعرضها فى جميع الإدارات على مدار 10 سنوات ماضية، بالإضافة إلى أننا نستقبل وفودا بشكل مستمر من الدول العربية. 

■ هل كان لحملة اللاعب محمد صلاح تأثير فى تحقيق الهدف؟

 - حملة اللاعب محمد صلاح كانت واسعة النطاق وكان لها صدى دولى بالغ جدا، وتمت ترجمتها لـ5 لغات.

■ وماذا عن حملات طرق الأبواب؟

- قمنا بالبدء فى هذه التجربة فى حى الأسمرات، وسنقوم بتعميمها على مستوى أكبر فى المرحلة القادمة، ولكننا خلال 3 أشهر الماضية تم تدريب أكثر من 10 آلاف متطوع من حى الأسمرات، لتأهيلهم على إيصال رسائل الوقاية بمهارات التواصل، وحزمة كاملة من المعلومات المتعلقة بالمخدرات، فضلا عن افتتاح عيادة داخل الحى، استقبلت حتى الآن ما يقرب من 300 مريض، وتم تحويلهم على المستشفيات الشريكة مع الصندوق أو المستشفيات التابعة لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، وهذه التجربة كانت تجربة مهمة جدا سيتم تعميمها خلال عام 2021.

■ رسالة يوجهها مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان للمدمنين؟ 

- رسالتى للمدمنين أن الإدمان هو تدمير للصحة والحياة والأسرة، وللتخلص منه عليكم فقط بالاتصال على الخط الساخن 16023 فى أى وقت على مدار 24 ساعة.

■ وما الرسالة التى تريد أن توجهها للأسر؟

- رسالتى للأسر لابد أن تأخذوا حذركم وأيضا لا بد أن تعرفوا جيدا الوقاية، وأيضا من المهم أن نقترب جدا من أطفالنا، والتواصل مهم، وذلك لأننا لدينا 58% من مرضى الإدمان الذين يأتون إلينا يعيشون مع الأب والأم.