الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

سفارات أردوغان.. أوكار للتجسس

فى الآونة الأخيرة، تكشفت فضائح الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، الذى استغل سفاراته بالخارج للتجسس على معارضيه، وقتلهم، أواعتقالهم، وجميعهم كانت تهمتهم هى دعم حركة الداعية التركى المعارض فتح الله جولن، والهارب بولاية بنسلفانيا الأمريكية، بعد توجيه اتهامات له بتدبير انقلاب يوليو 2016، وملاحقة أتباعه وأنصاره فى كل بقاع الأرض.



ووصمت المخابرات التركية بسلسلة من الفضائح، أشعلت الغضب الدولى ضدها، حيث امتدت أذرهها إلى العديد من البلدان، منها ما تم فيه زرع خلايا تجسس، ومنها من نظمت بداخلها عمليات مشبوهة لاختطاف المعارضين لأردوغان، وإعادتهم إلى تركيا.

 

المجر

عثرت المخابرات المجرية، على قوائم تجسس أرسلها دبلوماسيون أتراك بالمجر إلى أنقرة، تتعلق بتحقيق المخابرات التركية مع مواطن تركى معارض للرئيس التركي، حيث استغلت أنقرة الواقعة فى التجسس على المعارضين بالخارج.

وكشفت الوثائق القضائية المتعلقة بالقضية الجنائية عن قيام السفارة التركية فى بودابست بانتهاك القوانين المحلية ومبادئ القانون الدولى، من خلال شن حملات غير قانونية لجمع معلومات وشن عمليات استخباراتية واسعة النطاق، حيث جمعت معلومات عن أشخاص ينتمون إلى حركة جولن، وعن المعلمين الأتراك ورجال الأعمال وأفراد أسرهم الذين يعيشون فى المجر.

وفتح حينها مكتب المدعى العام فى أنقرة تحقيقًا مع 12 شخصًا تم إدراجهم فى ملفات التجسس التى أرسلها دبلوماسيون أتراك فى بودابست دون أى دليل ملموس على التهم الموجهة إليهم. ووجهت إليهم تهمة (الانتماء إلى جماعة إرهابية) من قبل أكينجى.

فنلندا 

 قامت السفارة التركية فى فنلندا بالتجسس على  مواطنين أتراك ومواطنين فنلنديين ينتمون إلى حركة جولن، ومنهم معلمون أتراك وممثلو الجمعيات المحلية ورجال الأعمال الذين يعيشون فى فنلندا، بزعم دعمهم للإرهاب.

وهذا ما كشفت عنه إحدى الوثائق القضائية، التابعة لوزارة العدل التركية، فى قضية تم إغلاقها دون محاسبة المتهمين بها، بسبب أنهم كانوا ضباطا من المخابرات التركية، والذين اتهموا بإساءة استخدام آليات الإنتربول ومضايقة المعارضين المنفيين واللاجئين السياسيين الذين يعيشون خارج البلاد.

فيما كشفت تلك الوثيقة المسربة عن رفض جهاز الإنتربول الفنلندى فى مذكرة شفوية، طلب المخابرات التركية باعتقال وتسليم المواطن التركى فاجيهى كويونجو، وهو رجل أعمال بارز يعيش فى فنلندا، بذريعة دعمه لجماعة جولن.

 

فيينا

 

وفى فيينا، تم اكتشاف خلية تجسس تركية فى النمسا، الأمر الذى أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، بسبب تجسس أنقرة على المعارضين الأتراك المقيمين بفيينا. 

وكانت الشرطة النمساوية قد كشفت عن قيام المخابرات التركية بتجنيد عميل لها، سلم نفسه مؤخرا.

وخلال التحقيقات مع العميل، أقر بأن هدفه أولا كان التجسس على المعارضين الأتراك.. كما اعترف بأن المخابرات التركية وضعت خططا لتنفيذ سلسلة من الهجمات فى فيينا.

 

ألمانيا

 

وفى ألمانيا، ذكرت وثيقة للبرلمان الألمانى تعود إلى فبراير 2019، إن منظمات أتيب وديتيب والرؤية الوطنية الخاضعة بالكامل لمؤسسة الشئون الدينية التركية الرسمى «ديانت»، بالتجسس على المعارضين الأتراك والأكراد المقيمين فى ألمانيا لصالح الاستخبارات التركية، وهو ما دفع المخابرات الألمانية إلى الهجوم على عدد من مراكز تابعة لديانت وصادرت صناديق التمويل الخاصة بها.

وكانت السلطات الألمانية قد وجهت منذ 2016، تهم التجسس إلى 19 إماما تابعين لاتحاد ديتيب، بعدما قاموا بالتجسس وكتابة تقارير موجهة للحكومة التركية عن أعضاء فى حركة الخدمة التابعة لجولن، المتهم بتدبير انقلاب 2016.

 

كوسوفو

 

وبسبب اتساع نشاط جولن فى كوسوفو، وانشاء العديد من مدارسه بها، كانت هى معقل التجسس التركي، حيث نظمت المخابرات التركية أكثر من مرة عمليات لاختطاف معارضين، كانت أبرزها عملية لاختطاف 6 أتراك معروفين يتأييدهم لحركة جولن، فى كوسوفو عام 2018، إذ نسقت السفارة التركية مع السلطات الأمنية فى كوسوفو لاختطاف هؤلاء المعارضين.

كما حاولت قيادات أجهزة الأمن فى كوسوفو التيار على العملية التى تم كشفها، من قبل الصحافة العالمية، فاضطر عدد من القيادات تقديم استقالاتهم.