الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«مسلك الشيطان» الحياة الشخصية على السوشيال ميديا

تحولت مواقع التواصل الاجتماعى إلى ساحات لنشر وتداول أدق تفاصيل الحياة الخاصة، الأمر الذى استغله البعض للتشهير والفضيحة والانتقام، كما جعل من أسرار البيوت مادة لجذب المشاهدات والمتابعين، فكم من قناة على موقع «يوتيوب» تحصد ملايين المشاهدات يوميا معتمدة على نشر أسرار البيوت.



المتاجرة بالحياة الأسرية والشخصية اعتبرها الدكتور أحمد حسين، عميد كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر، مخالفة للدين إضافة إلى أنها تعد آفة خطيرة لما لها من عواقب على استقرار البيوت.

ويرى  د. حسين أن قنوات اليوتيوب التى تعتمد على نشر الحياة الشخصية تحظى بنسب مشاهدة عالية خاصة من جانب الزوجات اللاتى يقلدن ذلك فى بيوتهن، ويبادرن أيضا بنشر أسرار حياتهن الشخصية لكسب المال بنفس الطريقة.

أضاف أن هناك فرقا بين السير الذاتية التى كتبها العظماء ليستفيد منها الأجيال المتعاقبة، وبين حياة شخص «تافه» مليئة بالمعاصى أو الأشياء عديمة الفائدة لنشره، وقال: «إذا لم تكن هناك عبرة من القصص فهو عديم الفائدة ومضيعة للوقت، وقد تترتب عليه إثارة الفتن بين الناس».

وبيّن أن أصحاب قنوات اليوتيوب يستفزون فضول المشاهدين بعناوين الفضائح، متسائلا: «كيف لرجل مسلم أن يرضى على أهل بيته بالظهور أمام الملايين وهم يأكلون ويشربون ويتسامرون ويتشاجرون.. ما الفائدة من ذلك لعموم الناس؟ ومن هؤلاء حتى يهتم الناس بمتابعة أخبارهم؟».

ولفت عميد كلية الدعوة الإسلامية إلى أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- عن الستر وحفظ أسرار الحياة الزوجية والشخصية، مؤكدا: «هذه ليست حرية شخصية، بل هى نوع من أنواع الرغبة فى إشاعة الفاحشة، ودعوة للكسب السهل».

واستطرد د. حسين: «الناس تسعى للكسب السهل بأقل مجهود، ولكن هذا ليس على حساب استباحة الأعراض، والحفاظ على أسرار البيوت، لذا لا بد من تشريع قوانين تُجرم نشر الأسرار الشخصية للزوجة أو الأبناء على مواقع التواصل الاجتماعي».

جريمة أخلاقية 

الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزراء الأوقاف سابقا، أكد ايضا أن انتهاك الخصوصيات والخوض فى الأعراض على مواقع التواصل جريمة أخلاقية قبل أن تكون قانونية.

وأوضح عبداللطيف لـ«روزاليوسف» أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لا بد أن يكون فى حدود تصون أسرار البيوت والعلاقة بين الأزواج، خاصة أن نشر تلك الأسرار يفتح الطريق أمام أعوان الشيطان لإغواء الزوج أو الزوجة فى حالة وجود خلافات بينهما وشدد قائلا: «لم يأمرنا الإسلام بنشر تفاصيل حياتنا وإفشاء أسرار المنازل، خاصة إن كان ذلك بمقابل مادي، يتقاضاه أصحاب القنوات».

من جانبه أوضح الداعية الإسلامى خالد الجندي، أن الشخص نفسه هو المسئول الأول عن تعريض ذاته إلى للتلاسن والمضايقات الإلكترونية بسبب نقل تفاصيل حياته إلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وحذر الجندى من الإفصاح عن أسرار شخصية أو حتى تداولها فى غرف الدردشة فقد تقع فى مصيدة أحد سارقى ومخترقى البيانات ما يؤدى إلى «خراب البيوت»، قائلا: «الإنسان مطالب بحفظ لسانه، وضبط كلامه، فالإنسان سيحاسب على قوله، فاتقوا الله فيما تقولون وفيما تكتبون؛ فإنكم والله عليه محاسبون وبه مؤاخذون».

واستدرك الجندي: «ومع ذلك فإن تركك لمالك على الطريق لا يمنح أحدًا الحق فى سرقته، وقد يشارك أحدهم أخبارا سارة عن حياته أو يطلب رأى الآخرين فى أمر ما، وهذا ردى على بعض المبررين لانتهاك الخصوصيات على مواقع التواصل الاجتماعى».

وعلى صعيد آخر حذر الدكتور أسامة مصطفى، خبير تكنولوجيا المعلومات، من نشر وتداول معلومات عن الحياة الشخصى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: «بيوت كتير اتخربت بسبب هذه العادة السيئة، وللأسف إرسال واستقبال الصور والفيديوهات الخاصة يشكل خطرا على صاحبها، ويقع تحت ابتزاز أحد المخترقين».

وشدد خبير المعلومات على ضرورة الحفاظ على سرية الحياة الشخصية؛ لأنها تعد مسلكا للمساومات، وتفتح الطريق أمام اللصوص الرقميين، وتعرض صاحبها للخطر.