الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

بريد روزا

طموح مشروع

تحياتى وتقديرى لبريد روزا والقائمين عليه وبعد... 



أنا ربة منزل فى الثلاثينيات من عمرى جذورى صعيدية، أعيش بحى شعبى وسط القاهرة، حاصلة أنا وزوجى على مؤهل فوق المتوسط، هو يعمل منذ ١٠ سنوات خبازًا بفندق إحدى الدول العربية حيث سافر بعد زواجنا بست سنوات؛ ليتكسب رزقه ويؤمِّن مستقبلنا خارج حدود الوطن بعيدًا عن أفرانهم الأربعة التى يمتلكها أشقاؤه ويديرونها بأحياء متفرقة؛ مع قناعتى بفكرة السفر ووعده بأنه لن يزيد على ٣ سنوات يتخللها إجازات ليرانى ويرى طفلينا فوافقت، وبالفعل كان يأتى بضعة أيام كل عام وأنا صابرة على غيابه باقى العام.. أحتسب صبرى عند الله؛ لكن بدءًا من العام الرابع وحتى الآن تغير الحال؛ فأصبح لا يحضر إلينا بل يُفضل توفير نفقات السفر والإجازات والاستعاضة عنها بمكالمات تليفونية للسؤال عن أحوالنا.. تطور الأمر بمرور الوقت وطلب منى توصيل خدمة الإنترنت بشقتنا الموجودة بعقار عائلته وقد كان؛ رغم أن كل مصروفى الذى خصصه لى هو ٢٠٠٠ جنيه فقط - بما فيه دروس أبنائنا - ولم أعترض توفيرًا لنفقاته؛ بل قمت حسب رغبته بتنزيل إحدى تطبيقات التواصل عبر الإنترنت؛ لتمكينى من الاتصال به وبدأت مكالماتنا تتوالى ومحاولاتى أيضًا تتسارع؛ لتقريب وجهات النظر وإقناعه بالعودة لأننى احتاجه بشدة بعد بلوغ أكبر أبنائى سن المراهقة وملاحظتى ولُوجَهُ  إلى مواقع إباحية على تليفونى وعدم تقبله لأوامري، بالإضافة لأننى ليَّ احتياجات امرأة متزوجة لها حقوق عند زوجها. وبعد ضغط وإلحاح كبير بضرورة عودته؛ فوجئت به يأخذ مُنحَنى آخر وهو مطالبتى بخلع ملابسى كاملة أمام كاميرا تليفونى المحمول ولم أمانع فى ذلك إرضاءً له؛ لكن بمرور الوقت سئمت عادته البغيضة ولاحظت أنه يستمتع بذلك دون أدنى تفكير فى إنسانيتى واحتياجاتى التى تستوجب ضرورة وجوده معنا واستغلال ثروة الغربة التى كونها فى الاستقلال بمشروع يدرعلينا دخلًا ويغنيه عن الشقاء أو حتى العمل مع أشقائه،، لذا قررت آخر المطاف أن أعترض على تمسكه بالبعد عنا بتخييره بين العودة أو الطلاق؛ خيرته عن خوف واستحياء لأننى أنتمى لأسرة فقيرة لا تعرف حلًا لمشكلتى سوى الصبر؛ عساه أن يتغير ويعود يومًا إلى أحضاني.. فى النهاية أصبح لا يرسل لى مصروفًا إلا إذا رضخت لإدمانه أمام الكاميرا،، وما زاد الطين بلة كما يقولون هو تحرش شقيقه بى بعد شكوتى إليه من هجر أخيه واحتياجى لعودته، فتظاهر بأنه دائم العتاب له ويدفعه على الانتظام فى إجازاته، ثم فوجئت به بعد أيام يتحسس خصرى بينما كنت عائدة من إطعام طيورى أعلى سطح المنزل مرورًا من أمام شقته؛ فلم أصدق نفسى واعترضت بشدة وعنفته فهدأ من ثورتي؛ خشية فضحى له وعلل فعلته الخسيسة بأنه لم يستطع التحكم فى نفسه لأبكى أمامه ثم قاطعته كليا،، الآن أشعر سيدى الفاضل بدوامة من الإحباط بعد أن تخلى عنى الجميع وتلاشت كل الفرص المتاحة لحصولى على حقوقى كإنسانة قبل زوجة، فماذا أفعل!؟ 

 

إمضاء غ. ر

 

عزيزتى غ. ر تحية طيبة وبعد... 

لا يجب أن يدفع ضيق ذات اليد صاحبه للتفريط فى أبسط حقوقه الإنسانية مثل العوز الفطرى للطعام والجنس بالحلال، كما أنه لا غضاضة على الإطلاق فى الإعلان عن حاجتك لأبسط حقوقك الشرعية؛ بل إن عدم التمسك بها يعد شذوذا عن المألوف، ومن خلال مشكلتك ربما أجد أنه من الضرورى التأكيد على حق المرأة كإنسانة فى تحصين نفسها من الفتن بنيل غرضها الشريف من زوجها، أما وإن كانت مطلقة أو أرملة فعلى أهلها أن يوافقوا على زواجها بحثًا عن عفتها وبديلًا عن بكاء فطرتها خجلًا وكمدًا فى صمت.. يقول الله سبحانه وتعالى فى مُنزل آياته الحكيمة بسورة الفرقان :  بسم الله الرحمن الرحيم «رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ» صدق الله العظيم،، هنا لم يقتصر أو يختص الدعاء إلى الله بتيسير الزواج جنس بعينه بل إنه أمر محمود ومطلوب للجنسين، الآية الكريمة ركزت على إقرار جمال وقوة تلك العلاقة وأهمية تمنيها والسعى لإتمامها لما تجلبه من سرور واستقرار حميمى للرجل والمرأة معًا، وأنتِ فعلتِ كل شيء من أجل أبنائك وتحملتى الكثير والكثير من الضغوط والمنحنيات فى علاقتك بزوجك للحفاظ على الأسرة كأى أم حانية وزوجة أصيلة مُصرة على العفاف والتعفف من الحرام فى غياب زوجها، وهو يبدو لى قليل الحيلة أو ربما يكون على غير وفاق مع أشقائه؛ مما دفعه للبعد عنهم والسفر لتأمين حياته؛ لكن فى ذات الوقت فإن على شريك حياتك واجبات زوجية لابد من تأديتها فى الواقع وليس عن طريق إدمان تَعَرِّيكِ أمام شاشات الأجهزة بشكل مهين وغير مشبع لرغباتك كما أوصى الدين والشرع فيما يخص حق الأزواج فى تبادل المتعة الحلال بخصوصية كاملة وسترِ من الله.. والواضح هنا أنه أدمن بالفعل استهواء رؤيتك كبديل عن العودة وهذا بكل تأكيد توجه غير مقبول وشاذ؛ لذا وبعد أن ضاقت بكِ كل السبل لإقناعه بالعودة فأنصحكِ بأن تبدئى باطلاع حماتك أو شقيقته إذا كانت تتمتع أى منهما بقوة الشخصية والحكمة المطلوبة للتوجيه؛ خشية خراب بيتكما، كما أرى أن اطلاعهن على واقعة تحرش شقيق زوجك بك هام للغاية؛ لمنعه من مضايقتك إذا فكر فى التطاول مرة أخرى، فمن المفترض أنه يحافظ عليكِ بدلاً من اشتهائك واستباحتك بخسة ودناءة لا تقارن، كذلك فإن معرفتهن بالانحراف الأخلاقى لنجلكما المراهق ومشاهدته للمواقع الإباحية على تليفونك قد يدفعهما للشعور بمداهمة الخطر الذى تعانيه فى غياب ابنهم من كل اتجاه ومن ثم دعم فكرة عودته فى أسرع وقت ممكن،، أما إذا لم تجدى السند المناسب لكِ فى هذا البيت وكانت كل الطرق تؤدى إلى العودة بشكل مؤقت إلى بيت أهلك وشرح كل الأبعاد التى تدفعكِ لانتظار رد فعل زوجك إما بالعودة ولم شمل أسرتكم أو بوقوع الطلاق لا قدر الله وهو الحل الأخير لحمايتكِ من نفسك أو من الذئاب المتربصة هنا وهناك، واتركى مسئولية أبنائك لعائلة زوجك لأنك لن تستطيعى السيطرة عليهم فى فترة المراهقة، وأخيرا إذا حدث الطلاق وأتيحت لك فرصة الارتباط بزوج يراعى الله.

دمت سعيدًا وموفقًا دائمًا غ. ر