الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

واحة الإبداع ..

السيدة

الأعمال للفنان: حسام السيد



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

السيدة

 

قصة قصيرة

 

كتبتها شاهيناز أبوضيف

أنهت ملابسها، ونظرت فى المرآة التى تحتضن جدران غرفتها عنوة ، ونصف زجاجها المشوّه يحكى لها عن معاناة نيف وثلاثين عامًا من الفقر والدراسة  العليا وشهادة تقبع خلف ظهر السرير تنتظر جدرانا أفضل تزف إليه ..

جّرت قدميها وخرجت تتمتم بدعوات وأذكار ،حتى انتهت الى الطريق العمومى ؛تحلم برجل وسيارة وبيت وأطفال واستفاقت وهى تتدلى من عربة المدينة حيث المشفى الذى تعمل به ، أخرجت إفطارها السائم من بؤس ريقها، وإذا بالممرضة تزج بباب الغرفة معلنة أن مريضة الكلى تتدهور حالتها، خرجت مسرعة تسرق أمتار الطرقات مهرولة.. ايها السيدة ما بك ؟

وضعت الحبل المتدلى من أذنيها على صدر السيدة تتلمس دقات قلبها ، بدا عليها القلق .طبعت السيدة بشفتيها المرتعشتين قبلة استنجاد على يمين الطبيبة: أدفع كل مالى فى سبيل حياة بلا عذاب ..

خرجت من غرفتها ونادت بتجهيز غرفة العمليات، وأعلنت عن إعطائها جزءًا من حياتها لحياة  السيدة.

دخلتا غرفة العمليات واستسلمتا لِيَد الجراح ساعات وخرجت السيدة بصحة جيدة ثم تحسنٌ ملموس ،أيام وتعافت من علتها ومازلت الطبيبة تصارع الغيبوبة ويلتف حولها الأطباء .