الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بريد روزا

ضغوط تدفعنى للانهيار

كل التحية والتقدير لبريد روزا والقائمين عليه وبعد... 



أنا زوجة فى العقد الثالث من العمر أعيش مع أسرتى بإحدى مدن الدلتا ووالدى رجل يعمل بمجال المقاولات، نعيش والحمد لله فى مستوى من الثراء والتدين الشديد أيضًا؛ فوالدى بجانب نجاحه فى عمله وتكوينه لثروة كبيرة كان حريصًا كل الحرص على استقامتنا وتأديتنا لفروض الطاعة لله سبحانه وتعالى فى كل شىء، حتى إنه صمم فى تلك الأجواء الإيمانية على شرط وحيد لزواجى أنا وشقيقتى دون الالتفات لأى شىء آخر وهو التزام أزواجنا دينيًا.. لا يهم ظروفهم الاجتماعية أو أى شىء آخر بعد صلاح دينهم ومواظبتهم على آداء الصلوات فى أوقاتها بالإضافة لشهادة الناس فى حقهم، وكل ما سبق انطبق كليًا على شاب واحد تقدم بين كثيرين من الخُطَّاب؛ إلا أن هذا الشاب ذو الأصول الريفية البسيطة والمتدينة هو من فاز بإعجاب وقبول والدى فزوجنى له؛ سبب معرفته بى كان عن طريق إحدى صديقات عائلتنا،  هو إنسان متدين ومحافظ جدا على صلواته فى أوقاتها كما أن والده يعمل بإحدى الدول العربية منذ زمن فى وظيفة تابعة لوزارة الأوقاف بجانب امتلاكه لتجارة خاصة كان زوجى يعمل بها،، ما حدث سيدى الفاضل هو أن والدى أصر على تحمل كل تكاليف زواجنا وإقامتنا بمصر حتى إنه لم يكتب لى قائمة بعش الزوجية كما هو متعارف عليه أو مهر بل أجر لنا شقة ودفع إيجارها طيلة أربع سنوات لأن حمايا أنهى أعماله بتلك الدولة وعاد بسبب تأزم حال تجارته وكبر سنه وأعطى زوجى نصيبه منها وهو ٤٠٠ ألف جنيه وضعناها بالبنك وكنا نعيش من عائدها حتى يجد عملًا مناسبًا له هنا بمصر، هذا بجانب مساعدات والدى المستمرة لنا، وكلما عاتب عمى والدى أو قال له إنك ضيعت حق ابنتك فى «القايمة» ، كان يقول: «أنا بشترى راجل متدين يخاف عليها ويعرف قيمتها»، ورفض تماما تصدير أى ضغوط مادية لزوجى؛ حتى اضطرته ظروف تجارته بمجال المقاولات وشروط قانون البناء الجديد بارتفاعات محددة لعدد الأدوار إلى التوقف عن تشييد المزيد من المشاريع لحين تقييم الموقف ورؤية ما سيحدث؛ إلا أن مطالبات حاجزى الوحدات الذين دفعوا له مقدمات أنفقها على أساسات لم تكتمل، اضطروه للاقتراض من هنا وهناك لسداد ديونهم؛ فاقترض من زوجى المبلغ الذى بالبنك، بعد مرور عدة أشهر حدث ما لم نتوقعه من زوجى وحمايا وهو مطالبتهم  لوالدى خلال جلسة عرفية برد الدين؛ فاضطر والدى عرض كتابة شقة بموقع متميز باسمه رغم أنها قُدرت بضعف المبلغ المُقترض فوافقوا على الفور، فى نفس الوقت حكم المجلس العرفى على زوجى بكتابة قائمة بأثاث الشقة وقالوا له كما تأخذ حقك يجب أن تعطى زوجتك حقها، وطالبونى بأن أعيش معه بدلًا من الطلاق؛ لكننى الآن أشعر بضيق شديد وعدم تقبل العيش فى كنف زوج قال لي: «أنا واخدك ببلاش» قالها صراحةً عندما عاتبته على لَيِّهِ ذراع والدى واستغلال ضائقته المالية، وأصبحت أعانى من حالة اكتئاب وأفكر بقوة فى طلب الطلاق والتصميم عليه فما رأيكم!؟ 

إمضاء ت. ص  

 

عزيزتى ت. ص تحية طيبة وبعد ... 

سأبدأ بالمنظور أحادى الجانب الذى تبناه والدك واختار شريك حياتك على أساسه – وهو التدين فقط – وهذا للأسف الشديد اعتقاد خاطئ تماما وبكل تأكيد؛ لأن الفرق شاسع بين الصفات الضرورية والأساسية الواجب توافرها فى الزوج المثالى وأهمها توازن ونزاهة شخصيته وبين مجرد بعض المؤشرات الدالة على وجود تلك الصفات مثل الاستقامة الدينية، ولابد أن تجتمع تلك الصفات يدعمها مؤشر الصلاح الدينى والخُلقى، وهذا الخلط هو ما أدى للثقة المبالغ فيها ومن ثَم لصدمتكم من رد فعل زوجكِ وحماكِ بعد تخليهما عن والدكِ واتجاههما لعمل جلسة عرفية؛ لضمان الحصول على المبلغ الذى اقترضه دون صبر يستحقه حتى انفراج أزمته والوفاء بما عليه؛ لكن فى نهاية المطاف دعينا نتفق بأن هذا السلوك غير المبرر من زوجك ربما بدر منه رغمًا عنه هو شخصيا، وأن والده عندما علم منه بتفاصيل ظروف حماه واقتراضه هذا المبلغ قد يكون هو من صمم على عقد تلك الجلسة العرفية؛ خوفًا من ضياع حقوق ابنه إذا تعثر والدكِ فى الوفاء بالدين، وكلها حسابات منطقية الحدوث بعيدا عن حسابات العواطف التى تضغطكِ بقوة، وأعتقد أن والدك نفسه أخذ الأمور ببساطة وكتب الشقة لزوجكِ تعويضًا له عن ماله الذى تعجل فى مطالبته بسداده، وعلى أساس أنه يعلم تماما بأن الشقة ستؤول فى النهاية لكِ؛ مما يضمن استقراركِ وراحة بالك،، من جهة أخرى دعينى أوأكد لجميع قراء «بريد روزا» على أهمية عدم إسقاط الحقوق الشرعية والعرفية المتبعة بمجتعنا كاستحقاق لأى فتاة مقبلة على الزواج، وذلك بوسطية واعتدال، مثل المهر أو قائمة عش الزوجية.. وهنا ألوم على والدكِ تفريطه فيها لأن رمزيتها دينيا واجتماعيا الهدف من ورائها هو تكريم وتعزيز قيمة المرأة فى نظر زوجها دون مغالاة أو استغلال لتعلقه بها، ولا يوجد أى رابط بين أهمية تلك الرمزية لكينونة المرأة وبين أى حسابات أخرى ترتكن على عدم حاجة والد العروس للمطالبة بهذه الحقوق. أما فيما يتعلق بموقفكِ الراهن من زوجكِ وعدم تقبلك للحياة معه، دعينى أذكركِ بأن الطلاق هو أبغض الحلال عند الله؛ لأنه يدمر أسرة بأكملها تأسست على الحميمية الاجتماعية لا الفرقة والضياع؛  لذا أدعوكِ للتمسك بالصبر على زوجك من أجل أبنائكِ، ودعيه يعرف قيمتكِ من خلال طاعتكِ وتربيتكِ لأبنائكِ وعطائكِ اللامحدود، أما إذا أظهر سوء تصرف وتفسير لهذه الطاعة لدرجة الإهانة بشكل أو بآخر فلا ضير على الإطلاق من إشراك أهلكِ؛ لتصويبه وإعادته لرشده عسى أن يهديه الله لك وتستمر الحياة بينكما على خير حال. 

دمتِ سعيدة وموفقة دائما ت. ص