السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع ..

بيت جهلان

الأعمال للفنان: دانيال ماونتفورد



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

بيت جهلان

 

قصة قصيرة

 

كتبها – سيد عبد العال سيد 

فى ليلة ممطرة تخترق ذرات البرد جسدى من تحت البطانية الذى بدد النعاس الثقيل.. يُصيح الديك فى الغرفة المهجورة قبل أذان الفجر ،أصغيتُ إليه جيداً ثم انسلختُ من فراشى متسحباً على أطراف أصابعى أنظر من بين فتحات الباب فى شغف دفعت الباب بقوة مشعلاً لمبة الجاز باحثاً عنهُ فى أركان الغرفة متتبعاً آثار قدميه على الأرض لكن لم أر شيئاً.. تسربتْ إلىّ قطرات الوجل التى تغرقنى فى نهر الارتجاف، سرعان ما أخطو إلى فراشى جاحظ العينين فى السطح الجريدى..يلوح فى الأفق ضوء السماء الذى ابتلع الظلام إلى أن طرقتْ أمى الباب تنادى: يا مسعود، نهضتُ متكاسلاً.. مالك يابني.. كتير أسمع صياح الديك.. دايماً جدتى تقول بيتك فيه دهب.. صحيح يا أمي.. أيوه.. علتْ البسمة وجههما وراح يدور فى لبه المتجدد أن يبنى البيت ويصبح غنيناً.. لوحتْ بيدها، روح للشيخ مفتاح يجى يشوف.. قراءات من المواثيق القديمة ممزوجة بحركات الأيدى.. الواقفون من حوله يترقبونه، الغرفة امتلأت برائحة البخور المغربي.. منتهياً من تعويذاته التى غرستْ الأمنيات الدانية.. نطق بهدوء هنا يسكن الحارس.. فرحوا جميعاً.. ارتفع صوته «بقينا اغنيا».. أسكت يا مسعود.. مش قادر يا أمى.. صحيح يامفتاح.. بشرط الحارس عايز فدية.. أقولك يابنى روح لعمك وهات منه خروف.. فوجئ بالهدايا التى دخلت البيت.. أنتِ قلتى لحد بره.. صمتتْ قليلاً ثم تفوهتْ: الجيران بس.. كتم غيظهُ ضاغطاً على شفتيه.. بدأت تلوح من بعيد ملامح قطعة حجرية انتبه الجميع وهم حائرون.. يفكرون فى القسمة فيما بينهم ثم ربط أحد عمال الحفر الحجر بالحبل حتى يسحبه الآخر إلى أعلى.. الأفواه مطوية بسياج الصمت محدقين فيه.. ضعوه على الأرض منتظرين أن يتحقق الحلم.. هتفوا بحناجرهم القوية.. الله.. الله هم أحدهم بتنظيفهُ من الأتربة، فى عجل تكشفتْ الأسرار المدفونة.. نقوشنا صخرية حول قلبها الدائري.. إنها رحاية الذرة القديمة.. هرب مفتاح.. مصمص الحالمون الشفاه يريدون الأجر.. جلس مسعود على كومة التراب واضعاً يده على خده.. ناظراً إلى طفله وهو يقرأ فى كتابه المدرسى.