الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سيد درويش».. الحائر بين الدراما والأمسية الفنية على مسرح البالون!

عادة ما يتحمل النص المسرحى عبء نجاح أو فشل العمل الفني؛ باعتباره القوام أو الأساس الذى يقام عليه البناء الجيد أو الضعيف فقد تظلم عناصر العمل حول النص الضعيف وربما لا يراها الجمهور بسبب فراغ المحتوى؛ بينما أحيانا تطغى مهارة الممثلين ببذل جهد مضاعف على ضعف المحتوى؛ فى عرض «سيد درويش» الذى يقام حاليا على خشبة مسرح البالون بطولة الفنان ميدو عادل ولقاء سويدان وإخراج أشرف عزب؛ كان لأبطال العمل شأن كبير فى التعامل مع نصه الضعيف أو بمعنى أدق مع حيرة الإطار الفنى الذى وضع فيه؛ حيث بدأ حائرا بين وضعه فى قالب مسرحى درامى كامل؛ وبين تقديمه فى مجرد أمسية فنية أو إن شئت الدقة هى «ليلة فى حب سيد درويش».



تحمل ميدو عادل ولقاء سويدان بخبرتهما المسرحية الكبيرة عبء سد فراغ الدراما الناقصة؛ كانا الاثنان على قدر مسئولية الإمساك بالعرض خوفا على سقوطه فنيا؛ طغت روح ميدو عادل بغنائه المتواصل لأعمال سيد درويش وأدائه الممتلىء بالطاقة والبهجة على روح العمل بالكامل وأخرجته من فخ الملل إلى إضفاء حالة من المتعة والابتهاج مستغلا خفة حركته على المسرح وطاقته الكبيرة المقبلة والصادقة فى حب الغناء لسيد درويش بصوته وأداء حركة جسده؛ وكأنه ترك كل شيء جانبا وأخلص فقط لإحياء روحه بأعماله الخالدة على خشبة المسرح؛ وكذلك كانت لقاء سويدان فى دور حبيبته الراقصة جليلة استطاعت أيضا بخفة حركتها ورشاقتها على المسرح عمل ثنائية فنية ممتعة مع ميدو عادل؛  وكأن تصديق الأبطال وإخلاصهما لحب الشخصية الفنية المقدمة بكل هذا الإقبال والطاقة الإيجابية منحتهما الدفعة لمحاولة تجاوز كل ما قد يعطلهما عن الإخلاص لهذا الحب؛ وبالتالى كانت مصداقية حبهما لسيد درويش كرمز وقيمة موسيقية كبيرة طوق النجاة لنجاح هذا العرض على المستوى الجماهيرى مع مساعدة بعض الأبطال حولهم؛ لكن بالطبع مع التحفظ على المبالغة فى القاء الإفيهات الكوميدية المكثفة والشرود عن الحالة الفنية الغنائية للعرض بالإكثار من مخاطبة الجمهور وتوجيه الحديث لأشخاص بعينهم وقد تستغرق هذه الأحاديث مع الجمهور فترات أطول من اللازم؛ ثم حلول المخرج احيانا لصناعة صورة مسرحية تبدو جيدة لكن تبقى الأزمة قائمة!

للأسف كما سبق وذكرنا خلط المؤلف السيد إبراهيم بين فكرة تقديم عرض مسرحى بمعناه الحقيقى وبين تقديم أمسية فنية أو ليلة فى حب سيد درويش؛ ربما كان الأقرب إطلاق «ليلة فى حب سيد درويش» على العمل أدق من توصيفه بما لا يحتمل؛ حيث توافرت فيه عناصر الأمسية بشكل كبير؛ فهو مجرد عرض غنائى استعراضى نفذ بشكل جيد لكنه لا يحتمل وضعه فى قالب نص مسرحى مؤلف؛ فالشكل الفنى الذى قدم عليه العمل أقرب إلى مجرد سرد معلومات عن سيد درويش وكأنك قررت تصفح «الويكيبيديا» للتعرف على تطور مراحل حياته وتدرج وصوله إلى القمة؛ خرجت الشخصيات فى حياته بشكل تربوى تعليمى وكأننا نتعرف عليها من خلال فيلم تسجيلى يسرد أحداث حياته مع الأشخاص التى تأثر بها عن طريق ظهورهم بشكل خاطف عابر؛ حتى يتعرف الجمهور على تلك الشخصية التى ساعدته فى البدايات مثل سليم وأمين عطالله فى سوريا وسلامة حجازى ونجيب الريحانى وبليغ حمدي؛ مر العرض على كل هؤلاء مرور الكرام ظهروا بشكل سريع من باب العلم فقط!؛ فلم يرق العمل حتى لمرتبة عروض السيرة الذاتية بقدر كونه عملاً موسيقياً استعراضياً؛ لذلك يعتبر عنصر الجذب الحقيقى والمحفز على نجاح هذا العرض شخصيته المحورية.. «سيد درويش» نفسه بموسيقاه الممتعة وأغانيه المحفورة فى وجدان المصريين ووقوع الإبطال فى حب تلك الشخصية متجاوزين عيوب العرض الفنية؛ فهو سهرة سعيدة لإعادة واستعادة ذاكرة سيد دوريش الموسيقية بصوت ميدو عادل ولقاء سويدان ورشا سامي، وشاركهم فى بطولة العرض شريف عبد الوهاب، سيد جبر، محمد عنتر، ماهر عبيد، يوسف عبيد، سعيد البارودي، محمد الشربينى، سمير الجوكر، هالة الصباح، عاطف سعيد، عماد عبد المجيد، سامى عوض الله (غناء)، جمال ترك، أشرف عبد العزيز، دعاء الخولى، مجدى عبد العزيز، إسماعيل شعراوى، إمام محمد، فاروق الجندى، ربيع الشاهد، مازن تركى، علاء الحريري، ياسر الرفاعي؛ ديكور محمد عبد الرازق، ملابس د.نجلاء الفقي، توزيع موسيقى حمادة الحسينى، استعراضات وفيق كمال، إضاءة ابو بكر الشريف، مادة فيلمية ضياء داود، تأليف السيد إبراهيم، إخراج أشرف عزب.