السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عبدالمنعم الكتيابى» الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين الأسبق: «الإخوان» شنوا حملات لتكفير الأدباء السودانيين والتهديد باغتيالهم

 عبدالمنعم الكتيابى شغل منصب الأمين العام لاتحاد كتاب السودانيين فى الفترة من 2010 إلى 2014  وكان رئيس القسم الثقافى بالتليفزيون السودانى فى الفترة من 1996 إلى 1999  وهاجم الإخوان داخل السودان والفكر الإرهابى بعد تهديدهم باغتيال رموز أدبية سودانية والآن بصدد إصدار مجلة عربية أدبية إلكترونية .. حول التعاون الثقافي دار حوارنا معه



■ كيف ترى الوضع الأدبى داخل السودان؟

- لعب الحراك الثقافى داخل السودان بفنونه المختلفة  سواء الشعر أو القصة  أو الرواية وحتى الغناء لعب دورا كبيرا فى اثراء الحياة السودانية فى شتى ضروبها، وما يقدمه الأدباء والفنانون داخل السودان يعمل على الحفاظ على الثقافة السودانية عبر التاريخ منذ أزمان بعيدة إلا أنه بعد الثورة والتغيير  وانشغال الأجواء بالهموم السياسية وترتيب الشأن اليومى قاد إلى اضعاف أى صوت يمثل الثقافة السودانية رغم وجود ملتقيات فكرية ومنتديات ثقافية وندوات وورش وهى تعقد فى غياب الدولة والبرامج المنتظمة.

■ كيف ترى حال  الثقافة السودانية ؟

- تعانى غيابا قسريا لذا لا بد من اعادة  تشكيل المواعين  الثقافية التى تعرضت إلى تشوهات تحت تأثير السلطة السابقة فى عهد البشير والتى استعانت  برموز أدبية مصنوعة لخدمة الأيديولوجيا الحاكمة ولكن الأديب السودانى الآن يحاول أن يستعيد وضعه لإعادة الثقة بين  السلطة والثقافة.

  فى دعم الحراك الوطنى  تعتبر الثقافة منبرا من منابر نشر الوعى وإعادة تشكيل الشخصية الثقافية السودانية.

■ ماذا عن ترؤسك منصب أمين عام اتحاد الكتاب السودانيين؟

- اتحاد الكتاب هو الوعاء الأكبر وقد ضم العديد من الرموز المؤثرة فى الثقافة السودانية والعربية ولعب دورا كبير فى إبراز وجه الثقافية السودانية واثرها ومن هؤلاء الكاتب والروائى الطيب صالح  والفيتورى وعبدالله الطيب ومحيى الدين فارس وإبراهيم اسحق وغيرهم وهم لا شك كان لهم تأثيرهم فى الخريطة الثقافية العربية وشكلوا مرحلة أساسية فى نقلات الأدب والثقافة العربية وفى حداثه الشعر العربى كما أضافوا للحركة النقدية والروائية وكلهم عمل تحت مظلة اتحاد الكتاب السودانيين ولكن مع تغيير الأوضاع السياسية فى 1989 تم حل اتحاد الكتاب السودانيين وظل وظل هناك غياب كبير للاتحاد  عن الساحة رغم وجود منتديات شعرية وصالونات تحل هذا المحل إلى أن تم توقيع اتفاق نيفاشا 2005.

دستور نيفاشا اقر بوجود الاتحادات واعاد اتحاد الكتاب موقعه مرة أخرى بأجيال جديدة من  كتاب وشعراء.  

■ كيف تحاربون الفكر الإرهابى داخل السودان؟

- فى فترة من الفترات قامت حملات تكفير لبعض الكتاب ومعتنقى الفكر الديمقراطى أطلقها من سموا أنفسهم علماء مسلمين وقاموا بإصدار فتاوى التكفير لمفكرين وأدباء سودانيين وكمجموعة من الكتاب السودانيين رفعنا مذكرة للرئيس المخلوع عمر البشير لإدانة الفتاوى التكفيرية بعد توزيعهم نشرات باهدار دم بعض الكتاب والمفكرين مثل المفكر الأديب كمال الجزولى ود.فاروق كدودة وعدد من الكتاب وجمعنا توقيعات من 500 كاتب وأديب  داخل السودان وخارجه فى مذكرة وسلمناها فى القصر الجمهورى عام 2005، ورفضنا مقابلة البشير وسلمنا المذكرة الساعة 10صباحا ونقل التليفزيون السودانى فى نشرته الرسمية فى مساء نفس اليوم لقاء الرئيس المخلوع مع هيئة علماء السودان ويدين التكفير وذلك لكسب الإعلام ولكن ظلت دوائرهم تكتب داعمة لمسلك التكفير  لذلك كان واحدا من هموم  اتحاد الكتاب محاربة الفكر الإرهابى.

 واتحاد الكتاب قام بمحاربة الفكر الإرهابى عن طريق نشر الوعى عبر الكتابات والندوات وكان نظام البشير يقوم بحملات اعتقالات عشوائية للأدباء والمفكرين الذين يحاربون  الفكر الإرهابى فمنهم من تم تشريده ونفيه أو منعه من العودة لبلاده

■ كيف نحارب الفكر الإرهابى؟

- لا بد من إعادة الضبط ومراقبة المناهج فى المراحل الدراسية المختلفة فقد كان مشروع الإسلاميين يقوم على بث التشدد الدينى وزرع الهوس فى نفوس الناشئة عبر المناهج الدراسية القائمة على فلسفة واحدة وهى اعادة تشكيل المواطن السودانى وتغيير فكره لبث ثقافه العنف من خلال المقررات الدراسية والنصوص المختارة والقصص التاريخية وابراز شخصية مقاتلة فى كل المراحل الدراسية خاصة بعد المرحلة الثانوية، فلديهم نظام الدفاع الشعبى والتى هى اشبه بفكرة التجنيد الاجبارى أو  الخدمة الالزامية بعد انتهاء امتحان شهادة ثانوية على الطالب السودانى قضاءها لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر  نتيجة قانون وضعه البشير 1990 وكل طالب لا بد أن يخضع لتدريب عسكرى  مع القاء محاضرات فكرية إخوانية بعد التأثير على عقله بجانب تكريس فكرة الجهاد الإخوانى عبر الأناشيد الجهادية  والندوات والحلقات التليفزيونية مثل برنامج فى ساحات الفداء الذى يلهب حماس الشباب بطريقة مؤثرة تجعلهم يتلهفون لنيل الشهادة.

  اتحاد الكتاب دعا إلى ضرورة وضع متخصصين فى المناهج الدراسية لإصلاح الفساد من ضمن أساسيات الحكومة الانتقالية لاعادة بناء شعبة المناهج مرة أخرى مثل ما كانوا فى السابق من خبراء تربويين ومتخصصين فى المواد ما بين وزارة الثقافة والإعلام ومستشارين من مختلف التخصصات للوصو لما يتناسب مع الشخصية السودانية فى بيئاتها الثقافية المتنوعة سعيا لخلق مواطن صالح يؤمن بوحدة السودان.

■ ماذا عن فتح مكتب لاتحاد كتاب السودانيين؟

- نسعى لعمل كيان ثقافى يحترم العلاقات الثقافية بين الشعوب وبالأخص شعب وادى النيل ومراعاة العلاقات الثقافية المشتركة بين مصر والسودان على أساس التعاون الأدبى الذى يمكنه من الجمع بين الأدباء والكتاب والفنانين فى مصر وايضا الأدباء والكتاب والفنانين فى السودان ويكون مشروع تبادل ثقافى يعرف بالأدب السودانى والفن الفكر السودانى داخل مصر والعكس يشمل مهرجانات ومعارض الكتاب ويشمل العمل المتبادل فى الصحافة والدوريات العربية والاصدرات المشتركة ما بين البلدين وهو عمل كبير يستوعب الناشرين يكون فى دور نشر مشتركة  ويدعم الكتاب الذين لا يستطيعون طبع كتبهم

■ هل هناك ترابط بين الادب السودانى والأدب المصرى؟

- طيلة فترات حضورى للقاهرة بحكم وجودى فى اتحاد الكتاب العرب وعند ترؤسى منصب الأمين العام لاتحاد الكتاب السودانيين كان هناك تبادل ثقافى بيننا وشاركت فى عدد من الامسيات والندوات  فى اتحاد الأدباء المصريين وفى اتيليه القاهرة وفى الأوبرا كذلك شاركت فى بعض البرامج الثقافية فى إذاعة صوت العرب والقناة المصرية الثانية. 

■ ماذا عن الاديب عبد المنعم الكتيابى؟

- لم يكن الشعر محطة فى حياتى، ولم يكن سلوكاً مطلقاً بالنسبة لعبد المنعم، لكن بواقع الحال ما وجدت نفسى عليه؛ أسرة تهتم بكل دروب الفنون والشعر كان أعلى صوتاً، فالشعر كان وصمة لكل من ينتمى إلى عائلة الكتيابى، إذ كان بيتنا يحتوى على صالون كبير يجتمع فيه كبار الشعراء، بالإضافة إلى وجود ثلاثة شعراء كبار هم (الشاعر التجانى يوسف بشير، والشاعر محمد سعيد الكهربجى، والشاعر محمد عبد الوهاب القاضى وأخى الأكبر الشاعر عبد القادر الكتيابى)، هذه بيئتى التى علمتنى كتابة الشعر؛ الذى حاولت الهروب منه كثيراً، وكنت أبحث عن نفسى فى اتجاهات أخرى لتوزيع طاقاتى فيها.