السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فتاوى «السوشيال ميديا».. ناقوس خطر

مع تزايد الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى تزايدت أعداد المواقع الدينية، التى أصبحت تمثل رقما كبيرا فى معادلة توجيه الفكر الدينى فى عالمنا الإسلامى لا سيما مع  سرعة وتيرة الحياة، وسهولة استخدام تلك المواقع والحصول على معلومة منها، وأصبحت هناك مواقع مجهولة المصدر لكنها تحمل مسميات دينية، وتنشر فتاوى وتفسيرات  لا يمكن لشخص غير متخصص معرفة صحتها من عدمه، الأمر الذى يجعل من تلك المواقع خطرا محدقا، لا سيما وأن معظم الشباب أكدوا من خلال استطلاع أجرته «روزاليوسف» أن فتاويهم يستقونها من البرامج الدينية ومواقع الفتوى أو حتى الصفحات الدينية  عبر السوشيال ميديا، وبعضهم اعتبر المواقع الخاصة بالإفتاء بعيدة عن مشاكلهم والإجابة عنها بيسر. 



من جهته يؤكد د.أحمد عمر هاشم، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر وعضو هيئة كبار العلماء، أن الذين يتلقون الفتاوى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى المجهولة مخطئون، فأغلبها تكون فتاوىٍ مغرضة لا تمت بصلة صحيحة للشرع، لأن الله عزوجل حذرنا من ذلك وأمرنا ألا نسأل إلا أهل العلم، حيث قال سبحانه وتعالى: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، سورة النحل، فهؤلاء الذين يتبعون الفتاوى الخبيثة التى يبثها من هم ليسوا من أهل العلم مخطئون فيجب عليهم أن يبتعدوا عن الفتاوى المغرضة كما يجب أن يعلم أصحابها أنهم من أهل النار، وذلك تبعًا لحديث النبى (صلى الله عليه وسلم): «أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار».        

وأضاف: من أراد الاستفسار عن فتوى فأمامه مشايخ دار الإفتاء المصرية فهم متواجدون طوال 24 ساعة للرد على تساؤلاتكم، كذلك لجنة الفتوى بالأزهر، مجمع البحوث الإسلامية، هيئة كبار العلماء، أئمة المساجد ومدرسو الأزهر فى كل المحافظات فلا تأخذوا العلم عن غير علم.

وعن مواجهة مواقع الفتوى المجهولة  قال إبراهيم نجم، المستشار الإعلامى لمفتى الجمهورية: يمكننا القضاء على مثل هذه الظاهرة من خلال الرجوع إلى المتخصصين فى الفتاوى، لأن الفتوى صناعة ولا تتاح للذين لا يحسنون هذه الصناعة، فقد قال الله عز وجل فى كتابه الكريم: «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، سورة النحل، فالفضاء الإلكترونى صعب السيطرة عليه لأن فيه ملايين الرسائل والفتاوى من هذا القبيل، لكن عندما يصدر شىء غير صحيح تسارع دار الإفتاء بنشر الرأى الصحيح فى مثل هذه الأمور والقضايا، ولكن العبء الأكبر يقع على من يكتب الفتوى حيث لا بد أن يكون متخصصًا فى هذا المجال.      

ووفقا لآخر إحصاء تمتلك دار الإفتاء  18 صفحة رسمية على الفيس بوك بأكثر من لغة وحسابين على تويتر وحسابًا على إنستجرام ويوتيوب وقناة تليجرام وساوند كلاود تبث من خلالها أنشطة مختلفة تعرض تفنيد الفكر المتطرف والرد الصحيح عليه. 

وبلغ عدد متابعى صفحة الدار على الفيس بوك نحو ١٠ ملايين و٦٠٠ ألف متابع، كما وصلت قناة اليوتيوب إلى 43 ألف مشترك بعدد فيديوهات 3500 فيديو، بينما أصبح حساب تويتر له 166 ألف متابعًا، وقناة تليجرام 9200 مشترك، وحساب إنستجرام 285 ألف مشترك. 

وقد استغلت الدار وسائل التكنولوجيا المختلفة للوصول للمواطنين كافة بكل الطرق والأشكال، حتى تيسر عليهم معرفة الفتاوى الخاصة بدينهم، لعدم ترك فراغ تدخل منه الجماعات المتطرفة بأفكارها المسمومة وآرائها المتطرفة، لأجل المواجهة الفكرية لجماعات الظلام والفكر المنحرف.

خطر كبير 

د.سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، ترى بداية ان ترك الساحة لمثل هذه المواقع المليئة بالفتاوى المغلوطة خطر كبير، وقالت: يتأثر أغلب الشباب بالفتاوى الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعى لأنه لا يوجد أحد قريب منهم فى المسائل الدينية، ومن هنا يضطرون إلى أن يخضعوا لأى فتاوى على المواقع مثل «الفيسبوك» وخلافه، وهذا يعنى أن هناك ضعفًا أو قصورًا. 

وترى د.سامية أنه من الضرورى أن يكثف الأزهر الحلقات التى تعقد فى المراكز الشبابية وتكون تحركاته بشكل أسرع، وعليه أن يسارع فى التقرب من الشباب بحضوره للندوات الثقافية وكل التجمعات الشبابية حتى المدارس والجامعات، وهذا سيفيده عندما يتواجد على مواقع التواصل الاجتماعى من حيث سرعة التواصل مع فئة الشباب، لكن مشكلة الأزهر أنه ينتظر ذهاب الناس إليه لعرض استفساراتهم، بالتالى يواجه ضعف فى الاقبال على مواقعه الإلكترونية، فهو يعمل دون أن ينشر ما يصممه من مواقع بين أوساط الشباب.