الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حكاية «أحمد» من التنمر إلى حصد البطولات

بيدين صغيرتين وقدمين قصيرتين يركض «أحمد» كاسرًا حاجز الخوف من المجتمع ومحلقا فى عالمه الخاص، ممسكًا بالرمح بيد وقابضًا على يده الأخرى ولسان حاله يتمتم بكلمات تلهب حماسته، وترفض الاستسلام لواقع ارتضاه له المجتمع ورفضه هو ليصبح بطل الجمهورية فى ألعاب القوى، ولاعبًا بمنتخب مصر لقصار القامة فى رياضة كرة القدم.



أحمد عبدالناصر شريف، شاب مصرى من قصار القامة يبلغ من العمر 17 عامًا، كادت الحياة أن تهزمه وتحبسه فى غرفة بين 4 جدران هربًا من تنمر المجتمع، لولا أمه التى دفعت به للخروج ومواجهة الناس، وذلك بعد رحلة بحث عن علاج باءت بالفشل أمام تكاليف باهظة بآلاف الدولارات وجدها «ميسى» فى برشلونة ولم يتمكن أحمد من تدبيرها، فالحالتان متشابهتان.

يروى أحمد فى حديثه لـ»روزاليوسف» قصته التى بدأت مبكرًا: «أنا اتولدت طبيعي حتى بلغت عمر سنتين فلاحظت أسرتى قصر قامتي، وبدأت رحلتى داخل المستشفيات المصرية مع أبويا وأمى اللى كانوا بيقيموا معايا فى المستشفى لمدة 5 شهور متواصلين فى محاولة لإنقاذ حالتى قبل فوات الأوان».

علمت أسرة أحمد بإمكانية علاجه فى الخارج عن طريق عملية جراحية لتصويب إفراز هرمون النمو الذى كاد أن يوأد أحلام «ميسي» فى عالم كرة القدم، لولا نادى برشلونة الذى تعاقد معه فى سن طفولته وتكفل بمصاريف علاجه وتوفير هرمون النمو، لكن مرت السنين ولم تتمكن أسرة البطل من تدبير التكاليف وقرر «أحمد» التسليم والرضا بقدر الله، وبدأ رحلته فى مواجهة مجتمع لا يرحم المختلف.

يسافر أحمد أسبوعيًا من قرية شباس الشهداء بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، لحضور تدريب منتخب كرة القدم لقصار القامة فى الإسكندرية، فضلًا عن ممارسته لألعاب القوى، إذ يحلم «أحمد» بالوصول إلى العالمية لتمثيل مصر أسوة بابن محافظته «بيج رامي» بطل العالم فى كمال الأجسام الذى سبق أن جمعهما لقاء خاص بطلب من «بيج رامى».

لا ينسى «أحمد» أصعب موقف مرّ عليه حينما كان عائدًا إلى قريته بالقطار، ففوجئ بأحد الأشخاص يطلب منه مغادرة مقعده لعدم رغبته فى الجلوس إلى جواره، وهنا يقول أحمد بنبرة حزن: «أنا حياتى كانت صعبة ولم أكن بخرج من البيت لولا تشجيع أمى حتى تمكنت من كسر حاجز الخوف لمواجهة التنمر».