الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الأمن الفكرى».. ضرورة شرعية لحماية الشباب من التطرف

يعد الأمن الفكرى مصطلحا عصريا جديدا يستهدف حماية عقول الشباب من الجنسين من الوقوع أسرى لأفكار متطرفة تستهدف زعزعة استقرار المجتمعات، وهدم الدول لصالح اجندات خارجية، كما يشمل الأمن الفكرى تصحيح المفاهيم المغلوطة والتى تنسب إلى الدين بهتانا وزوروا .



 وياتى تطبيق الأمن الفكرى وفق آراء العلماء فى قائمة الأولويات والضرورات الشرعية فى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وسهولة نشر المعلومات والآراء.

فى البداية يرى د. شوقى علام مفتى الجمهورية أن تحقيق الأمن الفكرى يتطلب جهدا كبيرا من العلماء فإذا كان الجندى يدافع عن مقدرات الوطن وأرضه كذلك العالم ينير الطريق للناس حتى يسيروا على بصيرة بمنهجية صحيحة، فالعالم جزء من الحل فى قضايا الناس؛ لذلك يجب اتباع منهجية العلماء التى أرساها أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم والأئمة، حتى وصلت عبر المنهجية الأزهرية الرصينة والتى أدت إلى استقرار المجتمعات منذ 1060 عامًا.

وأوضح مفتى الجمهورية أن دور العلماء يكمن فى محاربة الفكر المتطرف؛ لذا لا بد من توضيح أن هذه الأفكار هدامة، كما أنه لا بد أن تتضح عندنا المعايير الراسخة والثابتة لمواجهة ومناقشة هذا الفكر، فعبد الله بن عباس ناقش الخوارج فى أفكارهم وعلى هذا ينبغى بذل الجهود من العلماء والمؤسسات الدينية.

وعن ثقة العامة والبسطاء فى عالم الدين أكد مفتى الجمهورية أن المجموعات المتطرفة ظلت ترسخ فى أذهان البسطاء أن هؤلاء العلماء هم علماء السلطان والدولة، والحمد لله بدأ المواطن يثق فى مؤسسات الدولة والمؤسسات الدينية من خلال الإحصاءات التى ظهر فيها ارتفاع نسبة الفتاوى التى ترد إلى دار الإفتاء؛ حيث نجيب عن 2400 سؤال فى اليوم الواحد، وهو دليل على ثقة المواطن فى المؤسسة الدينية، بل إن هذه الثقة لم تقف عند حدود المحلية بل اكتسبت ثقة دولية أيضًا.

 وبين المفتى أن أفكار المتطرفين كانت موجودة عبر التاريخ، لكن الفكر الصحيح ودور العلماء المقتدرون كانا طاردين لهذا الفكر المتطرف، لكن عندما يضعف دور العلماء ويكون وجودهم غير مؤثر يظهر مثل هذا الفكر

قنوات التكفير 

فيما حذر الدكتور محمد البشارى أمين عام المؤتمر الإسلامى الأوروبى من تنامى قنوات التكفير التى تنال من عقول الكثيرين ياسم الدين، كما تسعى للتأجيج الطائفى إذ توجد أكثر من ١٠٠ قناة على النايل سات والهوتبورد والعربيات بحسب قوله...وقال إنه يجب إغلاقها وملاحقة دعاة الفتنة التأجيج الطائفى وفق القانون الدولى رقم ٦٥/٢٢٤ الذى يجرم ازدراء الأديان والطوائف الدينية. ودعا البشارى المؤسسات الإسلامية القائمة على إدارة الشأن الدينى من أزهر شريف ومجامع فقهية ومنتدى السلم ووزارات الأوقاف ومنظمات الأقليات المسلمة إلى توحيد الجهود والتنسيق فيما بينها لحماية أمن البلاد والعباد وتقديم الدين الاسلامى الحنيف فى ثوبه الصحيح والعمل على تنقية المناهج المولدة للانحراف الفكر

من جهته قال الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على الرواق الأزهري، إن المجتمع بحاجة إلى الأمن الفكرى للحفاظ على كيان الأمة وسيادتها، للارتباط الوثيق بين الأمن الفكرى وأمن البلاد والمجتمعات، خصوصًا فى هذا الوقت الذى انتشرت فيه الشبهات التى تُلقى على الإسلام زورًا، وتسعى لتنال من ثوابته، وتستخف بأركانه وواجباته، مؤكدًا أن الأزهر الشريف يتبرأ ويدين كل هذه الدعاوى الضالة والهدامة. 

وأوضح الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، أن قضية الأمن الفكرى تعد من أهم القضايا التى يجب أن يهتم بها العلماء، من أجل الحفاظ على المجتمع واستقراره وسلامة أفراده وحمايتهم من دعاوى الباطل والضلال، تلك الدعاوى التى تهدف إلى إبعاد الناس عن طريق الحق والرشاد، مؤكدًا أن الإسلام دعا إلى كل ما يحقق الأمن فى سائر جوانب الحياة، حتى يؤدى الإنسان رسالته فى الأرض، ويقوم بعمارتها وإصلاحها والحفاظ عليها من الفساد والإفساد.

وأكد الدكتور عبد الله سرحان أستاذ البلاغة وعميد كلية الدراسات العليا، أن الأمن والأمان من أجلّ النعم التى أنعم الله بها على عباده وأعظمها شأنا، موضحًا أن الأمن فى قول الله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) مقصود به الأمن الشامل، أى الأمن الفكرى والجسدى وكل أنواع الأمن، وأن تحقيقه مشروط -كما جاء بالآية الكريمة- بألا يلتبس الإيمان بالظلم أو الانخداع بكلام المشككين. 

وأوضح عمرو غانم مدرس الفقه المقارن، أن التلاعب بالأحكام الشرعية فى وسائل الإعلام وجعل الأعذار أحكامًا عامة وظاهرة للتباهى أمام الناس هو تلاعب بالأمن الفكري.