الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

المخرج محمد جبر فى حواره لـ«روزاليوسف»: «1980 وانت طالع».. نقطة تحول فى حياتى المهنية

قصة كفاح وإصرار على التميز والنجاح؛ بالانتقال من مرحلة الهواية إلى عالم الاحتراف؛ استطاع المخرج المسرحى الشاب محمد جبر حفر اسمه بين الكبار بالدأب والصبر والمثابرة على الوصول إلى الغاية التى سعى إليها من يومه الأول بعرضه المسرحى الأشهر» 1980 وانت طالع«؛ والذى اثبت به القدرة على جذب أكبر عدد من الجماهير بعرض مسرحى فقير إنتاجيا وغنى فنيا ببطولة عدد من المواهب الطليعية الشابة؛ شكل هذا العرض نقطة تحول كبرى فى حياته المهنية؛ ودخل من خلاله إلى عالم اوسع وارحب فى مجال الإخراج المسرحى حيث يستعد اليوم لتقديم تجربة مهمة مع شركة» الباتروس «للإنتاج الفنى لإخراج مجموعة أعمال كوميدية استعراضية عن مشاريعه ورحلته مع الكوميديا قال جبر فى هذا الحوار:



■ متى بدأ عهد شغفك بالمسرح؟ 

 ـ بدأت ممثلا من المدرسة ثم التحقت بمراكز الشباب وقصور الثقافة قبل التحاقى بفريق مسرح الجامعة؛ فى السنة الثانية التحقت بفريق كلية التجارة جامعة عين شمس؛ فى البداية رأوا أننى ممثلا كوميديا لطيفا فى حين أن هيئتى لا توحى بشكل كوميديان؛ ثم أخرجت أول عرض بالجامعة »حلم يوسف «تأليف بهيج إسماعيل مع فريق كليتى التجارة والحقوق بجامعة عين شمس وهما أكبر فرقتى مسرح بالجامعة؛ كنت وقتها ابلغ من العمر تسعة عشر عاما؛ شاركت فى مهرجانات صغيرة بشبرا الخيمة؛ مهرجان زفتى؛ وميت غمر؛ ثم فجأة وجدت نفسى احصل على جوائز؛ ويتحدث عنى الكثيرون بأننى مخرج جيد ولم اتجاوز التاسعة عشر عاما؛ وبالتالى قررت التركيز فى الإخراج وترك التمثيل.

■ كيف جاءت لك فكرة تحويل عروض الجامعة إلى عروض جماهيرية ب»البروفة« و1980 وأنت طالع؟

ـ «1980 وأنت طالع» لم يكن عرضا بالجامعة؛ لكن ابطال العرض من فريق كلية التجارة جامعة عين شمس كنا جميعا قد تخرجنا وفتحت استوديو للبروفات؛ واعتبر هذا العمل نقطة تحول فى حياتي؛ استغليت المكان لإنشاء فرقة وإقامة بروفات؛ فكنا عادة نعانى من أزمة عدم وجود مكان لإقامة بروفاتنا داخله؛ اتفقنا وقتها على التفكير فى مشروع مسرحية جديدة وبالمصادفة وجدنا ملتقى جمعية هواة المسرح؛ ابلغت الدكتور عمرو دوارة أننى سأقدم عرضا دخلت فى نقاشات مع الفريق وطرح أفكارا عن جيلنا وارتجالنا حتى توصلنا إلى شكل» 1980 وانت طالع«.

■ كيف كان رد فعل الجمهور على العرض فى بدايته؟

ـ عرضنا أول ليلة فى الجمهورية المسرح كان مقلوبا أحب الجمهور العرض؛ لذلك قررنا تقديمه من جديد وإنتاجه بشكل أكبر؛ لأننا كنا نفكر ونطمح أن نقيم مسرحا مثل فؤاد المهندس ويأتى لنا الجمهور خصيصا لمشاهدتنا؛ هذه مشكلة دائما ما كانت تشغلنى وبشدة لماذا يقتصر المسرح على المسرحيين وغابت عنه الجماهير؛ وما الذى يمنع أن نصبح نجوما من خلال المسرح؛ كانت لدينا هذه التساؤلات ونتحاور فيها دائما؛ كان هناك قطاع خاص وهناك جماهير تشاهد المسرح حتى فترة محددة؛ ثم اختفت هذه الحالة حتى عام 2013؛ بدأنا التفكير فى كيفية إعادة الجمهور للمسرح عن طريق تقديم عمل جماهيرى وله معنى؛ قررنا تأجير مسرح» الهوسابير« وفتح شباك تذاكر بالعرض وسعر التذكرة 10 جنيهات فقط.

■ هل نجحت التجربة فى بدايتها؟

ـ حصلنا على المسرح لمدة ثلاثة أيام فقط؛ وفوجئنا أن العدد لم يكن كبيرا جاء فى اليوم الأول 80 شخصا؛ ولم يأت الناس كما تصورنا لأن زملائنا فى الجامعة الذين جاءوا وأغلقوا مسرح الجمهورية كانوا قد شاهدوا العرض وبالتالى تقلص عدد الجمهور؛ مع مرور الأيام شعرنا بالخسارة توقفت التجربة؛ ثم فكرت فى تقديم العرض بمسرح «الجيزويت» لأن مساحته أقل عددا من الهوسابير؛ لكن سرعان ما واجهنا نفس المشكلة؛ كنت أتمنى فتح موسم بالعرض مثل مسرح الدولة؛ ثم فى عام 2014 قررنا المشاركة فى المهرجان القومى للمسرح بنفس العرض؛ حتى لا نتوقف ولم نفكر فى جوائز لكننا فقط نريد أن يشاهدنا أكبر عدد من الناس؛ وحدثت المفاجأة غير المتوقعة حصلنا على أفضل عرض بالمهرجان وأفضل مخرج صاعد وأفضل نص؛ كنا أول فرقة هواة تحصل على جائزة أفضل عرض مسرحى على كل عروض المهرجان؛ بدأ اسمى يتداول على المستوى الفنى؛  ثم بحثنا عن مسرح قصر ثقافة الطفل فى الجيزة وأقمنا عليه العرض؛ وبدأ الجمهور يتزايد بالتدريج  ثم عدنا للجيزويت؛ كنا نقوم بعمل تحديث على المشاهد والأفكار؛ فالعرض دائما متجدد لأنه يتبع مدرسة الجريدة الحية؛ إلى أن فجأة جاء خيرى رمضان لمشاهدتنا ثم اقترح علينا أن نذهب للاستوديو لتقديم المسرحية على الهواء بالبرنامج بدأنا نتشاور معا فى هذا الأمر؛ اختلفنا كثيرا خشينا أن يكتفى الجمهور بمشاهدة العرض تليفزيونيا وبالتالى لن يأتى المسرح؛ ثم اخترعنا فكرة أن نطلب من كل شخص أعجبه العرض بدعوة زملائه على مواقع التواصل الاجتماعى حتى يأتوا لمشاهدتنا وقبل الذهاب للبرنامج نجحت تلك الفكرة فى الترويج لنا جماهيريا؛ فجأة فى الجيزويت وجدنا المسرح يمتلىء بأكثر من سعته الأصلية من 100 كرسى إلى 200 كرسي؛ وآخرون يجلسون فى جوانبه؛ لم يكن هناك موقع لقدم؛ وبالتالى قررنا الذهاب إلى الهوسابير كانت تدعمنا وبشدة المنتجة أروى قدورة؛ ثم عرضنا بالبرنامج كما اتفقنا مع خيرى رمضان والبرومو الترويجى للعرض كان له الفضل فى إقامة دعاية مهمة للمسرحية.

■ هل كنت تتوقع كل هذا النجاح؟

ـ هى  قصة كفاح لا تنتهى؛ لم يكن لدينا أى واسطة كله بمجرد السعى وراء الحلم والإصرار عليه؛ اتذكر أننا عرضنا فى الهوسابير؛ وكانت هذه لحظة الذروة التى لم يتوقف العرض بعدها؛ كان المسرح يمتلىء عن آخره حتى وصل الأمر إلى نفاد التذاكر نهائيا واقتراح البعض أنه مستعد أن يدفع أى مبلغ للحصول على تذكرة؛ فى أحد الأيام خرجنا من المسرح وجدنا الكافتيريا ممتلئة عن آخرها قبل العرض بساعتين حتى تصورنا أن هناك حفلا فنيا قبل العرض؛  لم نستوعب أن هذا العدد جاء لمشاهدتنا كان الجمهور يجلس على الأرض؛ واصبح لدينا ايراد كبير؛ شعرنا كأننا فى حلم؛ كنت أجلس بالصالة أسمع صوت الضحك الحقيقى؛ وجاء لنا مكالمات من فنانين يطلبون حجز أماكن لمشاهدة العرض؛ ففى يوم وجدت هند صبرى تهاتفنى لأنها وصديقتها تريدان جحز مكان لمشاهدة المسرحية؛ وهكذا نجد يسرى نصر الله يجلس على الأرض بين الجمهور؛ حالة فنية غير مسبوقة حدثت مع العرض.

■ كيف كان تدرج الخروج من مرحلة الهواية إلى الاحتراف فى صناعة الكوميديا؟

ـ حتى هذا اليوم مازلت أحب تقديم عروضا مع الهواة؛ لأن هذه المنطقة ذات طاقة مختلفة؛ جاءت مرحلة الاحتراف عندما شاهد الدكتور أشرف زكى المسرحية «1980 وأنت طالع»؛ وبعد فترة كنت قد قدمت عرض «قضية ظل الحمار» مع مسرح الشباب بدعم بسيط من الشباب؛  فى البداية صدمت بالانتقال من مرحلة الهواية للاحتراف؛ لأننى كنت لابد أن أحصل على تصريح إخراج من النقابة؛ بعد سعى للحصول على التصريح وجدت الدكتور أشرف وأعضاء المجلس قد منحونى عضوية منتسبة للنقابة؛ ثم كانت الصدمة الثانية فى احتكاكى بعالم المحترفين فى مشروع مسرح النهار قدمت فيه تجربتى الأولى مع أحمد فلوكس وجدت أن واقع الاحتراف مختلفا تماما عن الجامعة يحتاج إلى حرفية آخرى ومستوى أعلى فى إدارة العرض؛  شعرت وقتها أننى المخرج الشاب البالغ من العمر 19 عاما وسأبدأ التعلم؛ واكتساب الخبرة من جديد؛ خبرتى كانت تحتاج إلى مزيد من النضج؛ قدمت عرض «الطيار» لم يكن من أفضل العروض لكنه كان بعد انطلاق تجربة مسرح مصر؛ وكان المشروع قريب من الفكرة حيث كنا نقدم عروضا مصورة؛ ثم كانت التجربة الثانية التى تعلمت فيها بعض الأشياء «الشقة» بطولة محمد على رزق ولاء الشريف نجحت جدا؛ حتى انها أصبحت المسرحية الوحيدة التى ظلت مستمرة؛ ثم شاركت فى مشروع تياترو مصر لكنه ظلم فى الإذاعة والمونتاج التليفزيوني؛ اذيع بعد تقديمه بفترة طويلة ولم ينجح كما كان متوقعا.

■ هل كانت لديك أزمة فى التعامل مع النجوم؟

ـ فى البداية كنت اشعر اننى أصغر من النجوم ويجب أن امنحهم مساحة أكبر لكننى أدركت أن هذا خطأ؛ بجانب أنه لا بد ألا أقدم تنازلات مع الوقت بدأت تتضح لى بعض الأمور؛ كنا نقدم مسرحا كوميديا مختلفا يحمل حدوته؛ وكان يجب أن يكون غير شبيه بمسرح مصر لأنهم نجحوا بأسلوبهم ولابد أن ننجح ايضا بأسلوبنا؛ لأن المقارنة معهم خاسرة قدمت المشروع مع بيومى فؤاد وهالة فاخر واستمتعت بالتجربة والتعاون معهما للغاية كانا شديدى الدعم لى وللتجربة؛ أحبانى واحترماني؛ لم تكن لديهما مشكلة فنية معي؛ هما يعلمان جيدا دور المخرج؛ التعامل مع فنان وكوميديان محترف يفتح المجال للنقاش والاستماع إليهما ننتاقش فى شكل واسلوب الضحك المتفق عليه بالعرض وهناك عادة حالة من الثقة؛ بينما التعامل مع الهاوى يختلف كثيرا؛ فمن الممكن أن يكون خفيف الظل لكن خبراته اقل وبالتالى لابد أن يصيغه المخرج ويسيطر عليه؛ فهناك مخاطرة إذا تركته؛ مع الهواة تحديدا شكل التعامل يكون مختلفا تماما.

■ بعد سنوات الخبرة والتجربة هل أصبح لديك أسلوب محدد فى صناعة الضحك؟

ـ الجمهور عادة يفاجأه الإفيه فهو لا يتوقع الضحك فى لحظة معينة؛ ادرس سيكولجية الجمهور منذ عرض 1980 ؛ كنت أحب الجلوس بين الناس ومشاهدة الجمهور وتعبيراتهم اثناء الضحك وحالتهم وكيفية استقبالهم للإفيهات؛ ولماذا تضحكهم بهذا الشكل؛ أصبحت أخرج الكوميديا من منطق اننى واحد من الجمهور هل سأشعر فى نفس اللحظة بعنصر المفاجأة؛لأن الضحك غير المتوقع يخرج من القلوب.

■ هل ترى أن ايقاع الضحك اليوم أصبح سريعا مع الجيل الأصغر؟

ـ دائما لا بد من البحث عن تغيير سياق وضع الإفيه لأن الاعتياد يفقد الضحك معناه؛ عندما نغير سياق وضع الإفيه سيخرج بشكل مختلف حتى ولو كان مكررا فوضعه بترتيب معين قد يحقق أيضا عنصر المفاجأة؛ كما أن صدق الممثل فى أداء المشهد الكوميدى يكون له أثر أكبر فى إثارة الضحك لدى الجمهور.

■ هل أصبحت تبذل جهدا مضاعفا للحصول على نص جيد؟

ـ كانت هناك فترة صعبة؛ لكن أعتقد أننى خلال الفترة الماضية تعاونت مع مؤلفين مهمين فى مجال الكوميديا مثل أحمد الملاونى؛ سيكون له شأن كبير فى مجال الكوميديا؛ هو لم يحصل على فرصته بعد؛ كان معى فى تياتيرو مصر وفى مشروع الباتروس وحصل من قبل على جائزة كايرو شو فى التأليف؛ وكذلك محمد عز من المؤلفين المهمين الذى يستطيع كتابة كوميديا للمسرح والفيديو حاليا أقدم معه أحدث مشاريعى بالقطاع الخاص» أنا مش مسئول« وسبق وأن قدمت معه من قبل» الشقة. «

 ■ ماذا عن مشروع» الباتروس«؟

ـ هم يعيدون فكرة الفرق المسرحية القديمة مثل فرق مسرح التليفزيون عن طريق استغلال مجموعة من الفنانين الذين تعاقدوا على تقديم 26 مسرحية معهم وسيتم تبادلهم على العروض فى خطة المشروع المقترحة سيكون معى المخرج إسلام إمام هو من أهم المخرجين الفترة الحالية؛ وسعيد بالعمل معه؛ ومن النجوم معانا بيومى فؤاد؛ سامح حسين؛ محمد عز؛ تونى ماهر؛ محمود الليثى؛ هشام اسماعيل؛ ايتن عامر؛ سهر الصايغ؛ منتج القطاع الخاص هو رأس المال الذى يتحكم فى نوع المشروع وليس المحتوى أعتقد أنه سيكون مشروع مهم ومختلف سيتم تقديم فيه مجموعة من أعمال الكوميديا الموسيقية المصنوعة بحرفة فنية عالية وباستخدام أحدث التقنيات على مستوى الصورة.