السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

نوال السعداوى

المتمردة التى أزعجت بأفكارها العقول البليدة

«إن المعرفة هى إثارة عدم الرضا فى نفس الانسان من أجل أن يعمل على تغيير حياته إلى الأفضل، ولولا عدم الرضا لما تقدم الإنسان ولكانت حياته كحياة الحيوانات، إن الحيوانات لا تشعر بعدم الرضا، ولا تشعر بالقلق، ولذلك هى لا تغير حياتها إلى الأفضل».. ليس هناك أجرأ منها فى تطبيق مبادئها والثبات عليها حتى النهاية فقد ظلت حالة عدم الرضا فى نفسها تصحبها طمعا فى المعرفة حتى كتب القدر كلمته الأخيرة فى قصة المتمردة الجريئة د.نوال سعداوى إذ وافتها المنية عن عمر يناهز الـ90 وخلفت آخر عباراتها على موقع التواصل الاجتماعى «لقد انتصرت على كل من الحياة والموت.. لأننى لم أعد أرغب فى العيش، ولم أعد أخشى الموت».



خلفت سعداوى إرثًا فى المكتبة العربية حمل الكثير من أفكارها وآرائها منها ما رآه البعض أفكارا تنويرية ومنها ما ظل مثيرًا للجدل حتى وفاتها فكانت البداية عام 1957 حيث أصدرت نوال مجموعتها القصصية الأولى بعنوان «تعلّمت الحب»، وتكلمت فى هذا الكتاب عن شخصها بشكل مباشر وعن الانعكاسات التى عاشتها كمؤلفة وأيضا كطبيبة، وشرحت أن المجتمع فى حاجة أكيدة للحب، ولكن كان من منظورها هذا الحب ليس بين الرجل والمرأة أو الأم وأولادها أو الأب وابنه ولكن هو العلاقة بين الطبيب الإنسان حينما يوهب حياته من أجل الآخرين دون النظر للمال.

ثم أصدرت مجلة الصحة وكانت تنشر فيها جميع آرائها ومعتقداتها دون أى حدود أو خوف، وعملت كرئيس تحرير فيها إلى أن أُغلقت. عملت نوال السعداوى فى وزارة الصحة كمدير مسؤول عن الصحة العامة وكأمين مساعد فى نقابة الأطباء، إلا أن تمت إقالتها إثر كتابها «المرأة والجنس» عام 1972. كما تم فى هذا العام إغلاق مجلتها. ومن عام 1973 إلى 1978 عملت السعداوى فى المعهد العالى للآداب والعلوم. ولم تتوقف أبدًا عن الكتابة ونقل اضطهاد المرأة العربية التى اشتهرت بها.

فى عام 1973، نُشرت روايتها الأكثر شهرة، «المرأة فى بوينت زيرو» فى بيروت. وتلاها فى عام 1976 «وفاة الله من قبل النيل». وفى عام 1977 نشرت «الوجه المخفى للحواء: النساء فى العالم العربي».

فى عام 1987 كان الرفض الأكبر لها ولأفكارها حين صدرت النسخة الأولى من كتاب «سقوط الإمام» الذى كتبت فصله الأول فى السجن والتى نشرت للمرة الأولى قبل عشرين سنة، وطبعتها «دار المستقبل العربى» وقد تلقفها الغرب وفرح بها!! وترجمت إلى 14 لغة كالإنجليزية والألمانية والفرنسية والسويدية والإندونيسية.

تعرضت نوال السعداوى للسجن فى 6 سبتمبر 1981م، فى فترة «الرئيس السادات»، كما تعرضت للنفى نتيجة لآرائها ومؤلفاتها، كما تم رفع قضايا ضدها من قبل أصوليين متطرفين مثل قضية الحسبة للتفريق بينها وبين زوجها، وتم توجيه تهمة ازدراء الأديان لها، كما وضع اسمها على قائمة الموت للجماعات الاسلامية المتطرفة حيث هددت بالموت. كما رفضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة فى مصر فى 12 مايو 2008 م. إسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة والناشطة د.نوال السعداوى، فى دعوى رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها المدافعة عن حقوق المرأة.

فى عام 1983 أصدرت «مذكراتى فى سجن النساء»، وقالت فيما بعد أنها حين خرجت من السجن كانت تتمنى كتابة برقية شكر إلى السادات الذى جعلها تحول الألم والشقاء والمعاناة إلى عمل إبداعى.

حُوصِرت الكاتبة الجريئة بفتاوى الكفر والإلحاد، والتهديد بالقتل، ما جعلها تقبل عرضًا للتدريس خارج مصر، وسافرت عام 1988، وحاضرت فى جامعات ديوك، وشمال كارولينا، وواشنطن، لكن أفكارها وآراءها لم تكن حبيسة مجتمع واحد أو بيئة واحدة، إنما هى طليقة المبدأ والفكرة، لذا واجهت صراعات كذلك فى رحلتها بالخارج، بسبب انتقادها للنظام الغربي .نشرت السعداوى روايتها الأخيرة بعنوان الرواية فى القاهرة عام 2004.