الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الرئيس يتفقد مشروع مستقبل مصر بمناسبة موســــــــــــــــــــــــم الحصاد.. ويؤكد تذليل أى عقبات أمام المستثمرين

«الدلتا الجديدة».. بوابة لتحقيـــــــــــــــــــق الأمن الغذائى والاكتفاء الذاتى

السيسى: الدولة تسير بخطى متسارعة على طريق التنمية المستدامـــــــــــــــــــــــــة ليس فقط على المدى القصير

تفقد الرئيس عبدالفتاح السيسى صباح أمس، مشروع «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى بالصحراء الغربية، وذلك بمناسبة بدء موسم الحصاد، حيث صرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، السفير بسام راضى، بأن الرئيس تفقد عملية الحصاد الموسمى للمحاصيل الزراعية المختلفة بمشروع «مستقبل مصر»، والتى تتم وفق أحدث الوسائل الزراعية التكنولوجية الحديثة، كما التقى الرئيس عددًا من رؤساء الشركات الزراعية المتخصصة المشتركة فى المشروع، حيث اطلع على تطورات الموقف التنفيذى والاقتراحات المختلفة لتطوير الإنتاج، داعياً لزيادة استثماراتهم فى المشروع وموجهاً بتذليل أية عقبات قد تطرأ فى هذا الصدد، وذلك من خلال تعزيز التنسيق والتعاون بين مختلف جهات الاختصاص لتوفير عناصر الجدارة التنفيذية وزيادة الإنتاج الزراعى لمشروع «مستقبل مصر» بالنظر إلى رقعته الجغرافية الشاسعة.



كما التقى الرئيس، عددًا من الإعلاميين فى موقع مشروع «مستقبل مصر»، حيث دار نقاش أوضح خلاله الرئيس القيمة المضافة التى يمثلها هذا المشروع فى مجال المشروعات القومية، والذى يستهدف زيادة الرقعة الزراعية فى مصر وتحقيق الأمن الغذائى وتوفير فرص العمل فى تخصصات متنوعة، وهو الأمر الذى سيكون له انعكاسات إيجابية واسعة على مسار تحقيق التنمية الشاملة وتوفير حياة كريمة ومستقبل أفضل لأبناء الشعب المصري.

ويقع مشروع «مستقبل مصر» فى نطاق المشروع العملاق «الدلتا الجديدة»، على امتداد محور روض الفرج/ الضبعة الجديد، وذلك بالقرب من مطارى سفنكس وبرج العرب وميناءى الدخيلة والإسكندرية، مما يساعد على سهولة توصيل مستلزمات الإنتاج والمنتجات النهائية، ويجعل المشروع مقصداً زراعياً جاذباً للمستثمرين، حيث يهدف إلى تنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى من خلال إنشاء مجتمعات زراعية وعمرانية جديدة تتسم بنظم إدارية سليمة، فضلاً عن إقامة مجمعات صناعية تقوم على الإنتاج الزراعى المكتمل الأركان والمراحل من زراعة المحاصيل وحصادها بأحدث الآليات ثم الفرز والتعبئة والتصنيع، ويوفر مشروع «مستقبل مصر» مئات الآلاف من فرص العمل الجديدة. كما يهدف المشروع، إلى سد الفجوة الزراعية على المستوى المحلى لتوفير منتجات زراعية ذات جودة عالية بأسعار مناسبة للمواطنين وتصدير الفائض للخارج، وذلك من خلال زراعة 500 ألف فدان، حيث تم استصلاح حوالى 200 ألف فدان فى المرحلة الأولى من المشروع، وجارٍ استصلاح المراحل الأخرى بمساحة 300 ألف فدان، وسيعتمد المشروع فى توفير الموارد المائية على المحطات التى تم إقامتها لمعالجة مياه الصرف الزراعى، كما تم الانتهاء من تنفيذ البنية الأساسية الخاصة به والتى تشمل تمهيد الطرق الداخلية بإجمالى طول حوالى 500 كم، وحفر آبار المياه الجوفية، وإنشاء محطتين للكهرباء بقدرة 350 ميجاوات وشبكة كهرباء داخلية بطول 200 كم، ومخازن مستلزمات الإنتاج ومبان إدارية وسكنية.

وخلال تفقده مشروع «مستقبل مصر»، استفسر الرئيس عبدالفتاح السيسى، من المستثمرين المساهمين فى المشروع عن سير العمل، حيث أكد أنه يزور المشروع بنفسه للوقوف على أي عقبات لتذليلها، مشددًا على اهتمامه بنجاح المستثمرين الكامل وتحقيق أفضل إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة وترشيد استهلاك المياه من خلال وسائل الرى الحديثة. وشدد الرئيس، على اهتمام الدولة بكل احتياجات المستثمرين وتوفير البنية الأساسية اللازمة من مياه وكهرباء وطرق ومحاور وغيرها من خدمات، داعيًا المستثمرين لمضاعفة استثماراتهم الزراعية.

ودعا الرئيس، إلى العمل على إيصال الحاصلات الزراعية للمستهلك بأقل تكلفة، حيث أوضح وزير التموين فى هذا الصدد، أن النقل وحده يمثل ١٥٪ من التكلفة النهائية للمنتج كما يمر المنتج بـ٣ أو ٤ من سلاسل التوريد من تجار الجملة والتجزئة، لذا يسعى مشروع مستقبل مصر لفتح منافذ توزيع وبيع لمنتجاته لتقليل التكلفة على المستهلك.

   كما دعا «السيسى» إلى العمل على خلق مجتمع عمرانى جديد حول المشروع يقيم فيه العاملون بالمشروع وأسرهم مع توفير كل الخدمات اللازمة لهم، مؤكدًا أن التكلفة لإقامة مشروع مثل مستقبل مصر تكون مرتفعة فى البداية، فمثلا بلغت تكلفة الكهرباء للمشروع مليار جنيه، لكن مع التوسع تتوزع التكلفة وبالتالى تقل الحصة التى تتحملها الدولة والمستثمر، وتصبح التكلفة معقولة.

وأوضح أن الدولة بأواخر العام الحالى تكون أضافت ٢٠٠ ألف فدان جديد للرقعة الزراعية ومثلها العام القادم، مشيرًا إلى أن تكلفة الفدان الواحد ليكون صالحًا للزراعة تصل إلى ٢٠٠ ألف جنيه، مما يعنى أن تكلفة إضافة مليون فدان هى ٢ مليار جنيه، علاوة على أن توصيل المياه فى الأرض القديمة يعتمد على الانحدار الطبيعى للتربة وبالتالى لا يحتاج الأمر لطاقة مثل الأرض الجديدة، فضلا عن أننا نقوم حاليا بالعمل على ترشيد استهلاك المياه وإعادة استخدامها بصورة تضمن أعلى كفاءة لها، وضمان أعلى مستوى من مواصفات الجودة والسلامة.

وشدد الرئيس على أن الدولة تسير بخطى متسارعة على طريق التنمية الشاملة، والمستدامة ليس فقط على المدى القصير وإنما ايضاً المتوسط والبعيد. 

ومن جانبهم أشاد المستثمرون بما قدمته الدولة لهم من خدمات وبنية تحتية على أعلى مستوى، مؤكدين أن الإنتاجية فى الارض الجديدة تزيد على ضعف الإنتاجية فى الدلتا القديمة واستهلاك المياه يقل إلى النصف بفضل طرق الرى الحديثة، فمثلا إنتاجية فدان البنجر فى الأرض المستصلحة تصل إلى ٣٦ طنًا للفدان مقابل ١٦ طنا فى الدلتا القديمة.