الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لجنة علمية لخدمة الثقافة الإسلامية

استقبل د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الرئيس قيس سعيد، رئيس الجمهورية التونسية، بمقر مشيخة الأزهر، للتباحث حول أبرز قضايا العالم العربى والإسلامى، وأوجه التعاون بين الأزهر الشريف والجمهورية التونسية فى المجالات العلمية والثقافية.



وأعرب الرئيس التونسى، عن سعادته بزيارة الأزهر الشريف، ولقاء الإمام الأكبر، وأن لقاءه مع فضيلته لحظة تاريخية وامتداد للعلاقات العريقة بين تونس والأزهر، مؤكدًا حرص تونس على توطيد العلاقات العلمية والثقافية مع الأزهر، وترحيبه بما اقترحه فضيلة الإمام الأكبر من تشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة العلوم والثقافة الإسلامية، وتحقيق التبادل العلمى النافع بين تونس والأزهر.

وأوضح أن الشعب التونسى يذكر ما قام به ابن خلدون والشيخ الخضر حسين، شيخ الأزهر الأسبق، والشاعر بيرم التونسى فى رحلتهم العلمية إلى مصر، وقال: «أود أن أقول وأنا فى مصر العروبة وقاهرة المعز ومشيخة الأزهر أننا بحاجة إلى العمل معًا من أجل حماية الشباب العربى من الأفكار التى تسربت إلى مجتمعاتنا وهى غريبة عنا ودخيلة علينا، تلك الأفكار التى تستغلها الجماعات المتطرفة فى تضليل الشباب»، مشيدًا بالجهود التى يبذلها الأزهر لنشر السلام وتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام.

وقد رحب الإمام الأكبر، باسم الأزهر وعلمائه بالرئيس التونسى فى رحاب الأزهر الشريف، وقال فضيلته: «إن الأزهر وعلماءه وطلابه يسعدون بزيارة الرئيس قيس سعيد، الذى حل ضيفًا عزيزًا على مصر والأزهر»، مؤكدًا أن تونس الشقيقة لها مكانة خاصة فى قلب كل مصرى، وأن جولات الرئيس التونسى فى شوارع القاهرة تعكس متانة العلاقات المصرية التونسية، والتى هى امتداد لتاريخ طويل من العلاقات المتينة التى جمعت البلدين الشقيقين، ومن يقرأ التاريخ سيجد ترابطًا متينًا بين الشعبين المصرى والتونسى منذ قرون عديدة». وأكد شيخ الأزهر، أن علاقة التونسيين بمصر علاقة تاريخية قديمة بدأت من تحويل عاصمة الفاطميين من المهدية إلى القاهرة، ووفد طلاب وعلماء تونس إلى الأزهر وأصبحوا جزءًا من نسيجه طلابًا وأساتذة منذ قديم الزمن، وفى مقدمتهم الفيلسوف الاجتماعى التونسى ابن خلدون الذى اعتلى كرسى التدريس بالجامع الأزهر وتولى قضاء المالكية بمصر، والشيخ محمد الخضر حسين، شيخ الأزهر،  والشاعر الشعبى الكبير بيرم التونسى، وغيرهم ممن كانت لهم جهودًا علمية أسهمت فى خدمة الثقافة الإسلامية، مشيرًا إلى أن الثقافة الإسلامية راسخة فى تونس منذ قديم الزمن.

وأبدى الإمام الأكبر، استعداد الأزهر لتشكيل لجنة علمية مشتركة لخدمة الثقافة الإسلامية، وتعزيز العلاقات العلمية والثقافية بين جامعتى الأزهر والزيتونة بما يناسب عراقة وتاريخ هاتين الجامعتين، إضافة إلى تخصيص المنح الدراسية لطلاب تونس وتدريب الأئمة فى إطار برنامج أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، الذى يستقبل الأئمة من مختلف قارات العالم لتدريبهم على نشر الفكر المعتدل ومكافحة الفكر المتطرف وحماية أمن واستقرار الدول، واستعداد الأزهر لإعداد مناهج دراسية مشتركة تعالج القضايا المعاصرة، مهديًا للرئيس التونسى نسخة من وثيقة الأخوة الإنسانية، وكتاب ذاكرة الأزهر الشريف.