السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حوار الأجيال فى الكوميديا

هشام إسماعيل فى حوار لـ«روزاليوسف»: أعشق الارتجال.. وألعب دور فنان تشكيلى مغرور فى «أحسن أب»

 «الكوميديان الدقيق».. هكذا يبدو لك الفنان هشام إسماعيل من الوهلة الأولى؛ فنان يبحث عن الفكرة المؤدية للضحك؛ وليس عن الضحك من أجل الضحك؛ له وجهة نظره وأسلوبه الخاص؛ فى تقديم الكوميديا التى يراها نوعا من الفن يجب تقديمه بدقة وإحكام حتى يخرج العمل مكتمل العناصر؛ يجتهد دائما فى صنع تفاصيله الخاصة المضافة للشخصية التى يلعبها؛ وكان أشهرها «فزاع» بمسلسل «الكبير قوي»؛ واليوم أصبح اسماعيل من الأسماء المهمة فى عالم الكوميديا عن مشاركته بالسباق الرمضانى هذا العام وتفاصيل مشواره مع فن الكوميديا قال فى هذا الحوار:



■ ماذا عن مشاركتك فى رمضان؟

- لدىَّ مشاركتان الأولى فى «ضد الكسر» مع الفنانة نيللى كريم؛ أقدم دور رئيس مباحث يحقق فى جريمة قتل خلال أول 15 حلقة؛ وفى مسلسل «أحسن أب» مع على ربيع المسلسل 15 حلقة فقط؛  فكرته طريفة يشبه برامج المسابقات مثل «عرب جوت تلانت»؛ هناك مسابقة للفوز بأفضل أب؛ العب دور أب فنان تشكيلى مغرور يشارك ابنه فى التسابق.

■ حدثنا عن مرحلة البدايات قبل الالتحاق بمركز الإبداع ونجاح «قهوة سادة»؟

- البداية كانت من كلية التجارة جامعة حلوان عام 96؛ وقتها قدمت ثلاثة عروض «الرهائن» لرشاد رشدى وإخراج نادر صلاح الدين ثم «الدخان» لميخائيل رومان إخراج عبد الرحيم حسن؛ ونص آخر لسعد الله ونونس؛ كانت لدىَّ وظيفة فى بنك وكنت أرفض ترك التمثيل لأننى ارى مستقبلى فيه؛ برغم أنه لا يمكن أن أحصل من خلاله على أموال فى البدايات؛ فى عام 2000 الكاتب الراحل لينين الرملى كان يقدم مسرحية «الشيء» بالمركز الثقافى الفرنسى ويبحث عن وجوه جديده؛ وكنت قبلها بعامين ذهبت لمقابلته فى الإسكندرية لاختيار أبطال «بالعربى الفصيح» ولم استطع مقابلته لكننى كنت اتمنى دائما العمل معه؛ لأنه بالنسبة لى هو المسرح الكوميدي؛ اسلوبه فى الكتابة هى الطريقة الأمثل لصناعة الكوميديا؛ لأنه يختار قضية مهمة جدا؛ يقدمها فى حوار بارع مغلق لا يستطيع أى شخص الإضافة عليه؛ تعلمت منه أن الكوميديا تخلق من كلمة مكثفة؛ عشت فترة طويلة بهذا المنطق؛ تعلمت ألا أضيف كلمة؛ ولم احاول؛ وبالتالى كانت مرحلة لينين الرملى بداية الهواية شاركت معه فى ثلاث سنوات متعاقبة «الشيء»؛ «كلنا عاوزين صورة»؛ «سلام النساء»؛ بعد ذلك سمعت عن تجربة مركز الإبداع الفنى وشاهدت عرض الدفعة الأولى؛ وقررت التقدم للدفعة الثانية وهنا كانت اكتملت رحلة الهواية بعرض «قهوة سادة».

■ هل كنت حديث العهد بعالم الارتجال فى تجربة «قهوة سادة»؟

- صناعة الكوميديا بالارتجال كان عالما جديدا؛ وحتى اندمج فى مود الارتجال شعرت وكأننى أبدأ من الصفر؛ أحيانا المدربين فى كرة القدم يقولون انسى كل ما تعلمته من قبل؛ فى مركز الإبداع المخرج خالد جلال قال لنا هذه الجملة بشكل عملى دون أن ينطق بها؛ بدأنا اللعب بمنطق مختلف عن السائد فى صناعة المشاهد؛ كنا نغزل المشاهد على نفس الموضوع بشكل محدد وبما يتناسب مع تكنيك تمثيل كل منا بالعرض؛ وبالتالى اكتملت خبرتى فى صناعة مسرح جديد ومختلف لاتزال حتى هذه اللحظة اتمنى تقديمه مرة أخرى لكن صعب تقديمه اليوم؛ لأن المناخ لا يسمح بهذا الشكل من الصناعة؛ هناك طريقة صناعة موحدة «كليشيه» ثابته فى الكوميديا؛ لا تشبه طريقة خالد جلال لأن طريقته داخل مركز الإبداع فقط.

■ لماذا لا يمكن تطبيقها خارج أسوار مركز الإبداع؟

- داخل المركز كنا نعمل على الارتجال العام؛ من خلال آلاعيب يلعبها بتمارين التمثيل المختلفة؛ ثم نعمل على تيمة محددة ونتناقش فيها؛ قد لا تعجبه لكننى معه اكتشفت أن الحياة بها جوانب أخرى؛ ليس شرطا أن يكون مكتمل الموهبة هو الأفضل؛ حتى تصل الفكرة لابد أن تكون مناسبة لك كممثل مناسبة لطريقتك واسلوبك؛ وبالتالى صناعة الكوميديا داخل مركز الإبداع ليس لها علاقة بمدى خفة ظلك أو ماهرتك فى الكتابة والتأليف؛ لكن لها علاقة بأن هذا النوع «لايق» عليك قدمنا كوميديا «لايقة» علينا جميعا؛ كوميديا معتمدة على تلاحم الشخصيات وكل واحد بالعرض أصبح دارس الآخر جيدا.

■ هل ترى أنه من الصعب تحقيق منطق صناعة الكوميديا فى «قهوة سادة» بالسوق؟

- «قهوة سادة» ظلمتنا أو صدمتنا لأن الكوميديا فى السوق غير معتمدة على الفكر؛ اكتشفت أنها معتمدة على قوة النجم وسطوته؛ بقدر ما يكون خيال النجم خصبا يعود هذا على العمل الفني؛ والمصريون بطبيعتهم يحبون التوحد مع شخص وبالتالى ينجح السوق فى صناعة الكوميديا بهذا الشكل ما انقذ «قهوة سادة» أن الفكرة كانت البطل؛ هناك شيء متوحدين وراءه؛ الجمهور أحبنا جميعا؛ أحبوا العرض بالكامل؛ لكن فى الخارج النجم هو صاحب السطوة؛ ربما أحمد مكى الوحيد الذى يسمح بالكوميديا الجماعية المعتمدة على الفكرة بشكل أساسي؛ الصناعة ليس بها أدوار ثانوية جيدة أو ادوار جماعية؛ قد يبذل البعض جهده الخاص بشكل ذاتى لصناعة ضحك من الشخصيات المكتوبة على الورق.

■ هل منظومة الإنتاج هى التى تفرض هذا الشكل فى صناعة الكوميديا؟

- بالتأكيد منظومة الإنتاج تبحث عن النجم الذى نجح لأى سبب؛ يكلف فلان بالقيام بفيلم حتى يستطيع بيعه بالخارج؛ النجم ذكاءه وخبرته وثقافته وعقليته لها حدود وطاقة؛ تشحن وتفرغ مع الزمن؛ الذى ينقذه أن يكون حوله مخلصون أمناء فى مساعدته على الاختيار؛ دائما هناك معايير ثابتة للصنعة لابد أن يكون البطل  مستضعفا ثم يحقق نجاحا وينتصر على أعدائه؛ فى النهاية يقدمون قصة خفيفة؛ لأن الموضوع مجرد تسلية لتحقيق المتعة مثل الذهاب إلى الملاهي.

■ هل هذا الشكل فى الصناعة أسهم فى تحجيم موهبتك وزملائك؟ 

- للأسف تسبب فى تحجيمنا كثيرا؛ وستجدين موهبتنا انفجرت فى أشياء ليس لها علاقة بالكوميديا؛ وتصادف حظنا بالظهور مع مكي؛ النص فى التراجيدى يكتب بشكل أقوى قد تجدين مساحات كبيرة لأدوار ثانوية من السهل فيها إظهار موهبة؛ عكس الكوميديا التى يتم كتابتها لنجم بعينه. 

■ هل ترى أن هذا الشكل مفسد للصناعة؟

- بالتأكيد وهذا ما حصدناه فى نهاية 2020 اصبحت الأفلام والأعمال الدرامية نسبة الضحك بها ضعيف؛ لأنهم تعمدوا صناعة جيل وراء جيل بهذا  الشكل؛ وهناك جيل آخر تاه فى المنتصف؛ جيلنا ضاع فى زمن مواز؛ بسبب المفرمة السياسية من 2011 حتى 2015؛ بداية انهيار الأوضاع ثم محاولة استعادة التوازن؛ ثم محاولة الخلاص من الإخوان؛ ثم محاولة بناء الدولة؛ توهنا فى زمن مواز كوميديانات موهوبون لدينا ثقافة ووعى نستطيع تقديم جميع انواع الكوميديا بشكل منضبط للغاية؛ ثم حدث أن هناك نوعا من الكوميديا يسير فى شكل آخر؛ كوميديا الهزار أو العبث التى سيطرت عليها روح الاستخفاف لأن من يلعبها فاهم أن الجمهور أصبح مرهقا من السياسة والأخبار وبالتالى سيتقبل الضحك على أى شيء؛ ثم كوميديا السوشيال ميديا التقت الرغبات لأن الناس لم تكن فى حالة تسمح بمشاهدة حاجة مهمة.

■ حدثنا أكثر عن كواليس تحضيرك لشخصية فزاع فى «الكبير قوي»؟

- «الكبير قوي» هو السبب الأوحد لشهرتنا احترافيا؛ عندما عرض علينا ورق جيد جدا؛ لأن مكى أعاد الكتابة بمؤلفين كانوا أول مرة يخوضون تجربة الكتابة للدراما؛ اشتغلوا بتكنيك جديد على الجمهور فى الضحك؛ تكنيك أقرب للشكل الأجنبى  وشغل سينما العبث الأمريكية؛ وضعنا الشكل المجنون للعمل على فورمات الصعيد عندما يقابل الشاب «الروش» العائد من امريكا اخيه ثم كتبت شخصيات ثانوية حول الشخصيتين بشكل جيد جدا؛ حتى ولو كان كلامها قليلا لكنها كانت واضحة؛ وبما إن «فزاع» الذراع اليمنى للكبير لكنه طفل وساذج ولديه حالة من التطلع للحياة المودرن لكنه لا يمتلك الإمكانات لتحقيقها؛ أضفت طريقته فى الجرى أنه يجرى مثل الكلب الوفى كان يميل برقبته دائما تجاه الأرض ثم وضعت له «لازمة» فى الكلام «أمر جانبك» يرددها دائما؛ ثبتت اللازمة بعد يومين اصبح المصورين يرددونها معا فى اللوكيشن؛ وقتها توقعت أن المسلسل «هيكسر الدنيا» كنت متأكدا من نجاحه لأن لدىَّ حدس فى التماس أسباب النجاح؛ مثلا كنت أعلم جيدا أن «قهوة سادة» محتواها جرىء وصادم  لكننى قلت لخالد جلال وقتها برغم قلقه ان لدىَّ يقين أنها «هتكسر الدنيا».

■ بعد «الكبير قوي» لماذا لم تأت فرصة عمل درامى بنفس المستوى؟

- «الكبير» استمر اربع سنوات قدم بإخلاص شديد؛ بعدها حدثت لى أزمة مع الإصرار على استمراريته لأنه فى ثقافتى المتواضعة رأيت نموذج «فريندز» من فترة ورأيت أنه قدم وانتهى؛ وما حدث لأبطاله أنه لم ينج أحد من مأساته إلا جينفير انستون لأنها دخلت عليهم من البداية نجمة؛ استطاعت النجاة؛ لكن من وضع فى «فريندز» مات بعدها؛ فإذا شاهدهم الجمهور فى عمل آخر لن يصدقونهم؛ كنت مرعوبا من هذا المصير وتمنيت أن ينجح الكبير وينتهى وندخل فى عمل جديد بعده قدمنا خمسة أجزاء لم اشترك فى الخامس كنت اتمنى التوقف من بعد الجزء الثالث؛ لكن حدث ضغط فى الرابع؛ وفى الخامس قررت الانسحاب؛ وكانت رؤيتى صحيحة؛ وفى نفس التوقيت شاركت فى بطولة مسلسل «الباب فى الباب» وهو من أكثر الأعمال التى أحبها واعشقها واعتبره نموذجا لصناعة الكوميديا.

■ لماذا؟

- «الباب فى الباب» من أعظم الأعمال الكوميدية بالنسبة لي؛ لأنهم جاءوا بالفورمات من الخارج؛ وتم نقله كما هو حرفيا؛ وهم لديهم صناعة فى الست كوم قديمة وعريقة؛ منضبطة جدا تسير بمبدأ العد واحد.. اثتين.. ثلاثة.. ضحك!؛ عملية حسابية رياضية ليس بها ارتجال شخصي؛ نقول الكلام بشكل سلس وطبيعى ثم ينزل الضحك وراءه؛ وبالفعل نكتشف أن هذا الأسلوب يصنع الضحك؛ كنت أجادل فى البداية عن صناعة الكوميديا بهذا الشكل لكننى اكتشفت أنه الشكل الأمثل لأنه مدروس لايق على الحكاية ضحكه ذكى جدا.

■ لماذا أصبح لدينا أزمة فى الكتابة للكوميديا على وجه التحديد؟

- ببساطة شديدة لأنه ليس هناك وقت؛ الأعمال الفنية يتم كتابتها على الهوى ومطلوب بدء التصوير بعد شهرين؛ ثم قد لا يستند البعض على الموهبة؛ بقدر استنادهم على ان فلان سريع فى الكتابة؛ وقد تكتب الشخصيات على حسب الطلب؛ لمجرد فكرة طرأت لتنفيذها فى شهرين؛ برغم أننا لدينا كتاب ماهرين فوق الوصف وغير ظاهرين؛ وعلى سبيل المثال عندما فكرنا فى تقديم عمل مختلف فى «حلوة الدنيا سكر» بطولة هنا الزاهد هذا العمل كان يسعى وراءه المنتج كريم ابو ذكرى صاحب مسلسل «الوصية»؛ فكر فى تقديم عمل مع هنا الزاهد لأنه يرى أن لها شعبية كبيرة فى الفئة العمرية من 16 إلى 30 سنة؛ والبنت لم تستغل بالقدر الكافي؛ اقترح تقديم المشروع على البعض ورفضوا لاعتبارات تسويقية؛ لأنها ليست بطلة لكنه كانت لديه رؤية وقناعة يريد اثباتها على أرض الواقع؛ لأنه منتج فنان؛ حقق نجاح فى «الوصية» ولديه ذكاء فى صناعة الكوميديا؛ عرف يوظف اكرم حسنى وأحمد امين معا فى افضل حالاتهم؛ فكر فى «حلوة الدنيا سكر» ان يقدم 8 قصص كل قصة ب 8 حلقات خرجنا من موسم رمضان؛ عملنا 8 قصص فى خمس حلقات وقرر ان يأت ب8 كتاب جدد؛ لم يسبق لهم الكتابة من قبل فى هذا المجال اصر عليهم لأنه سبق واطلع على أعمال لهم لم يتعجل الأمر؛  ثم «هنا» لم تتدخل فى أى شيء؛ تركت نفسها له تماما وهو وعدها أن تخرج فى أفضل صورة؛ لم تطو ذراع الشخصية حتى يتم تفصيلها عليها راحت للشخصية المكتوبة وبذلت جهدا كبيرا فى أدائها؛ وبالتالى خرجت بشكل مختلف  كل واحد كتب بطعمه وكتبت الأعمال بتمهل لأنه أخد ورق أقرب ما يكون للمثالي؛ فالورق الجيد أجبرها على بذل الجهد فى التمثيل.

■ لماذا اصبحت الكتابة اليوم معتمدة على الورش والعصر لا يفرز لينين الرملى من جديد؟

- بالطبع أنا ضد الورشة؛ وهناك نماذج كثيرة للرملى لكن كل زمن يفرز الطعم الخاص به؛ من الممكن أن نجد مثله اليوم لكن لا يمكن أن يعمل فلان بنفس ظروف لينين الرملي؛ على سبيل المثال ليس متاحا اليوم أن يكتب مؤلف مسلسل مثل «هند والدكتور نعمان» بمفرده ثم يذهب ليعرضه على جهة انتاج؛ اليوم مع كتابة أول سطر فى المعالجة لابد أن اذهب للنجم أولا ويعجبه؛ لأن الإنتاج سيسألني.. «معاك مين»؟!؛ ثم الضغط فى سرعة تسليم الورق معايير الصناعة أصبحت مرتبكة.

■ هل صناعة الضحك اختلفت من بعد 2011؟

- مسرح مصر نجح وبقوة فى وقته لأن الظروف السياسية والاقتصادية التى حدثت كما ذكرت ظلمت جيل «قهوة سادة»؛ وافرزت طريقة الضحك التى تمكن مسرح مصر من ايجادها؛ أخف فكرة ضحك فى الدنيا؛ مشكلة جيل «قهوة سادة» أنه كان يبحث عن المستوى الأعلى الثالث والرابع ما بعد الأول فى الضحك بمعنى وجود فكرة عميقة جدا؛ ومشهد ثرى جدا؛ يؤدى إلى ضحك عنيف بناء على الفكرة؛ 2011 محت على كل القديم؛ وكأن الناس اعتبرت الحياة الغيت برحيل مبارك وكأن رحيل مبارك كان رحيلا لفترة زمنية كاملة  السادات وعبد الناصر وكل الفنون التى صنعت فى ذلك العهد؛ وكأننا نبدأ الحياة من الصفر؛ كلنا تعبنا من السياسة وكنا نبحث عن الهزار؛ لكن مع بداية الاستقرار انتهى الضحك من مسرح مصر؛ لأن هناك مشاريع وبلد تسير فى طريق النمو والاستقرار وبالتالى هذا جعل الناس مؤهلة تماما للفن الجيد.

■ كيف ترى شكل القطاع الخاص اليوم خاصة بعد مشاركتك فى «علاء الدين»؟

- ليس هناك اليوم سوى «كايرو شو» هو من تطوع وبدأ بشراكة قامات فى الإنتاج السينمائي؛ فكروا فى احياء المسرح من جديد حتى تستعيد السينما قوتها ووضعها؛ أقدموا على تجارب مميزة وجريئة مثل تقديم عمل كلاسيكى «الملك لير» بالقطاع الخاص وبعده عرض «3 ايام فى الساحل» ثم «علاء الدين» حيث التكنولوجيا والإبهار؛ يسير «كايرو شو» بشكل منضبط جدا؛ واتمنى ان يكون هناك مشاريع أخرى على شاكلته؛ اشرف عبد الباقى أعجبنى ذكاءه فى تقديم تجارب متنوعة خاصة تجربته فى «جريما فى المعادي»؛ ثم «اللوكندة» منطق جديد فى القطاع الخاص ونريد المزيد؛ كما أن مسرح الدولة ضلع اساسي فى منافسة القطاع الخاص وعلى سبيل المثال سامح حسين كسر الدنيا ونجح نجاحا كبيرا بعرض «المتفائل»؛ وكنت ابكى من السعادة لأن الجمهور يضحك على افيهات الحكاية نفسها وليس افيهات سامح حسين ؛ سهر الصايغ مصنفة تراجيديانة لكن تفاعل الجمهور مع خفة ظلها على المسرح؛ العرض قدم بمزاج على كل المستويات تمثيل وإخراج واختيار الرواية؛ وبالتالى أى نجم لو وجد نصا جيدا بمسرح الدولة سيقدمه بكل حب لأنها تجربة ممتعة.