الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رسائل إيمانية

فضيلة التواضع «2»

د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء
د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء

لا تزال فضيلة التواضع من أكثر الفضائل التى تحدث فيها العلماء، حيث يقول د. على جمعة عضو هيئة كبار العلماء: «فى سنة النبى الأكرم المصطفى ﷺ وصايا بالتواضع أكثر من أن تحصى يرشد فيها الأمة إلى التخلق بهذا الخلق العظيم الذى يعود بالخير على الفرد والمجتمع المسلم كله.



فمن هذه النصوص ما رواه عياض بن حمار عن النبى ﷺ قال: «إن الله أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغى أحد على أحد» (مسلم وأبو داود). وعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: «ما تواضع لله أحد إلا رفعه» (صحيح مسلم).وعن أبى سعيد الخدرى رضى الله عنه عن رسول الله ﷺ قال: «من تواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله فى أعلى عليين ومن تكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله فى أسفل سافلين» (ابن ماجة وابن حبان) زاد ابن حبان «ولو أن أحدكم يعمل فى صخرة صماء ليس عليها باب ولا كوة لخرج ما غيبه للناس كائنا ما كان».

وعن ابن عباس رضى الله عنهما عن رسول الله ﷺ قال: «ما من آدمى إلا فى رأسه حكمة بيد ملك فإذا تواضع قيل للملك ارفع حكمته وإذا تكبر قيل للملك ضع حكمته» (الطبرانى والبزار).وعن على بن أبى طالب أن رسول الله ﷺ قال: «لا حسب إلا فى التواضع ولا نسب إلا بالتقوى ولا عمل إلا بالنية ولا عبادة إلا باليقين» (رواه الديلمي).

وقد بين الصحابة الكرام والسلف الصالح رضوان الله عليهم حقيقة التواضع واتبعوا هدى نبيهم فى الحث عليه فقد قال ابن مسعود رضى الله عنه: «إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس وأن تسلم على من لقيت».وقال ابن المبارك: «كان يقال: الغنى فى النفس والكرم فى التقوى والشرف فى التواضع».

ويؤكد د. على جمعة: ما أحوجنا فى هذا العصر الذى ظهر فيه المتكبرون والجبابرة أن نرى الناس عظمة الإسلام فى قيادة العالم بالتواضع إليه وليس بالتكبر عليه وليس بتحدى كل الخلق والاستخفاف بكل ضعيف كما يفعل بالمسلمين من المتكبرين المتجبرين».فإذا ما نشرنا التواضع فى مجتمعنا وتواضعنا لله أمضى الله سنته فينا بالرفعة والرجوع إلى المكانة العالية التى كانت تحتلها الأمة الإسلامية فيجب على كل مسلم أن يتواضع لإخوانه لتسود المحبة ويعم الأمن والسلام نسأل الله أن يجعلنا من المتواضعين».