الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أحد رواد الفكر الدينى

الإمام عبدالحليم محمود صاحب مشروع نهضة الأزهر وواجه الغزو الفكرى

يعد الأزهر الشريف مؤسسة مليئة  بالعلماء الكبار الذين أثروا فى مسار الفكر الدينى فى العالم ، ومن بين رواد الفكر الدينى التجديد الشيخ عبد الحليم محمود شيخ الأزهر السابق.. حيث ولد الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود ولد  فى قرية أبو احمد من ضواحى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية فى (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12 من مايو 1910م)، ونشأ فى أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1932م)، ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالى فى باريس، ونجح فى الحصول على درجة الدكتوراه فى سنة (1940م).. ثم تولى أمانة مجمع البحوث الإسلامية، ثم تولى وزارة الأوقاف، وصدر قرارٌ بتعيينه شيخًا للأزهر فى (22 من صفر 1393هـ= 27 من مارس 1973م). 



وتشهد محافظة الشرقية يومى 30 ابريل و1 مايو الاحتفال بذكرى الامام الاكبر عبد الحليم محمود شيخ الاسلام وذلك باقامة ندوة دينية كان  يتحدث فيها الدكتور منيع نجل الشيخ عبد الحليم ن لكن بعد وفاته منذ عام 2009 أصبحن تقام ندوة يحاضر فيها د. أحمد عمر هاشم.

وعن توجهات الشيخ عبد الحليم محمود تحدث إبنه د. منيع  ، رحمه الله ،  الذى كان يتولى عمادة كلية أصول الدين فى العديد من الحوارات  عن حياة الإمام الراحل د. عبد الحليم محمود حيث أكد ان والده كان صوفياً زاهدا فى الدنيا يربى أبناءه على الصلة دائما بالله.

أضاف د. منيع  فى مذكراته  أن الإمام عبد الحليم محمود نشأ فى رحاب الأزهر الشريف منذ بواكير عمره وكان من أساتذته الشيخ محمد مصطفى المراغى والشيخ الزنكلونى والشيخ حامد محيسن والشيخ محمود شلتوت والشيخ سليمان نوار وغيرهم كثير من فضلاء العلماء ولا نستطيع فى نفس الوقت أن نتناسى القراءات الواسعة التى مارسها فى إطار المذهب السلفى على وجه التحديد وحضوره ندوات الشبان المسلمين وجمعية الهداية ومجالس الأستاذ محمد فريد وجدى وندوات الأحزاب السياسية ومشايخ التصوف ثم كان سفره لباريس بعد حصوله على العالمية ودراسته للمناهج العقلية القديمة والحديثة وقيام عنصر المقارنة فى نفسه بينها وبين طريق النصيين واختياره للطريق الثالث وهو منهج العبودية أو الاتباع الذى كان حصيلة دراسته للدكتوراه فى التصوف عن الحارث ابن أسد المحاسبي‏.‏

وعن مشروع د. عبد الحليم محمود فى الأزهر يؤكد د. منيع أن مشروعه كان يتمثل فى العمل على النهوض بالأزهر بطريقة تجعل رجاله وعلماءه منتشرين فى جميع انحاء الأرض ليقدموا جوهر فكر الإسلام الصحيح والمستنير وكان من ضمن خطواته نشر المعاهد الأزهرية بأقصى ما يمكن خصوصاً وأن الأزهر يمتلك من الأرض ما لا يقل عن مائة مليار جنيه من الأرض التى تبرع بها أصحابها كما كانت رغبته الدائمة فى حل النزاعات بين الدول الإسلامية والارتقاء بوظيفة شيخ الأزهر ووضع حد لتضارب الفتاوى والعمل على التقريب بين المذاهب الإسلامية المختلفة وأهل السنة والشيعة وأعتقد فى ذكرى ميلاده رحمه اللَّه أن التأسى بالمثل التى أطلقها الامام الشيخ عبد الحليم محمود ودعوته ورؤاه الدينية السليمة يمثل باباً فى انقاذ العالم الإسلامى من حمّى الصراعات والنزاعات.

واوضح ان الشيخ عبد الحليم كان يرى أن مواجهة الغزو الفكرى يتطلب أمرين الأول‏‏ تحصين الدعوة الإسلامية وحمايتها وتقويتها‏، والثاني‏‏ مواجهة الغزو الفكرى وتيارات التحلل والإباحية التى تريد النيل من دين الله تعالي‏.‏

أما بالنسبة للأمر الأول فنرى أن أول قرار أصدره بعد تجديد خدمته كان إنشاء إدارة ـ لأول مرة ـ فى الأزهر تسمى إدارة القرآن الكريم تعمل على مستوى مصر والعالم ونهض لتدعيمها ونشرها على أوسع نطاق ونادى بتحرير فلسطين وإعادة الحقوق الفلسطينية كاملة غير منقوصة فكان رأيه‏:‏ أنه لن يكون هناك سلام فى منطقة الشرق الأوسط إلا برد حقوق الفلسطينيين كاملة وانسحاب القوات الاسرائيلية من الأراضى المحتلة والقدس‏.‏

ويرى ان تحرير المسلمين لا يكون كاملا إلا بتحرير أراضيهم وتحرير عقولهم وفكرهم‏,‏ فلابد ان تتحرر الارض من الاعداء والاستعمار‏,‏ ولابد أن يتحرر العقل والفكر من تيارات التحلل والاباحية ومن الغزو الفكرى ومما تطفح به بعض الكتب والمؤلفات من مقالات مدمرة‏,‏ تنفث سمومها على الاسلام والمسلمين‏.‏

ولفت إلى ان الإمام فى  مواجهة الغزو الفكرى  كان  دائما يدافع عن الإسلام وعن الازهر ولا يدافع عن شخصه او عن شخص غيره‏,‏ لأنه على يقين إن الله يدافع عن الذين آمنوا ونشر المؤلفات التى يواجه بها الملحدين والماديين وظل ماضيا برسالته‏,‏ حاملا مشعلها الذى سيظل مصونا الى ان يقوم الناس لرب العالمين‏,‏ ولو كره الكافرون‏.، وكان يقول دائما إن المتوقع ان يكون الازهر فى كل مكان فى العالم لأنه اقدم المؤسسات وابو الجامعات‏.