الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل إيمانية

خطيئة الكبر

د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف

يعد «الكبر» من اخطر الآفات والرذائل التى تصيب النفس ويصبح ذات أثر تدميرى إذا وقع بين الدولَ والشعوبَ أيضًا ووفق ما يوضحه شيخ الأزهر دأحمد الطيب فإنه علينا إدراكِ الفَرقِ بين «الكِبرِ» كرذيلةٍ من أشدِّ الرَّذائِلِ ضَررًا على الفَردِ والمجتمعِ، وبينَ ما يَشتبِهُ به -شَكلًا- من المطالب التى لا حَرَجَ ولا بأسَ فى فعلها أو تركها، موضحًا أن «الكِبرُ» هو كما قالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم- «بَطَرُ الْحَقِّ وَغَمَطُ النَّاسِ»، ومعنى هذه العِبارةِ: أنَّ المتكبِّرَ هو مَن لا يَقبَلُ الحقَّ، بل يَرفُضُه ويتعالَى عليه.



وللكبر خَصلتانِ: التَّرفُّعُ عن قبولِ الحَقِّ واحتقارُ الناسِ، و»المتكبِّرُ» لا يَقبَلُ الحَقَّ؛ لأنَّ قبولَه يَستلزِمُ خضوعَ نَّفسه للحَقِّ، وهذا أمرٌ يصعُبُ على نَفْسِ المتكبِّرِ التى تأبَى الخُضوعَ والانقيادَ، واعتادَت الاستعلاءَ والغَطرسَةَ. ولخطورة «الكبر» و»المتكبرين» والمتغطرسينَ وَرَد فى سِتِّينَ مَوضِعًا فى القرآنِ الكريم، وكُلُّها مواضِعُ ذَمٍّ وتقريع، ولومٍ وتوعُّدٍ بالعذابِ الأليمِ فى جهنَّمَ. وعن الكبر يذكر القران الكريم «كبر» إبليسَ الذى لم يتقبَّلْ العقابَ الإلهيَّ ولم ويسألِ اللهَ العفوَ والمغفرةَ كما فعلَ أبو البشرِ، وإنَّما حمَلَه -كبرُه وغرورُه- على الإصرارِ على موقفِه، فطلبَ من الله تعالى أن يُمهِلَه ليتفرَّغَ لإضلالِ العبادِ وإغوائِهم بتزيينِ المعاصِى والآثامِ والذنوبِ وتشجيعهم على اقترافها، ومعنى ذلك أنَّ معاصيَ البشرِ ليست فى الحقيقة إلَّا نتاجَ هذه الرذيلة، وأن قوة الشَّر فى العالم أساسُها التكبر والاستعلاء. إن الكبرياء والعظمة صفتان لله سبحانه، اختص بهما، لا يشركه أحد فيهما، ولا ينبغى لمخلوق أن يتعاطاهما، لأن صفة المخلوق التواضع والتذلل، ولقد قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:  الْكِبْرِيَاءُ رِدَائِي، وَالْعَظَمَةُ إِزَارِى، فَمَنْ نَازَعَنِى وَاحِدًا مِنْهُمَا، قَذَفْتُهُ فِى النَّارِ.