الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عيون مصر الساهرة

حراسة الوطن جهاد.. ثوابه مضاعف فى رمضان

بينما نلتف حول مائدة الإفطار فى رمضان، نتشارك لحظات السعادة ونوثق الذكريات فى التجمعات العائلية، ثمة على الحدود أسودُ مرابطة، تركوا الأهل والأحباب والأصحاب، وأضحوا عيون مصر الساهرة، يتناولون إفطارهم بيد، بينما تحمل الأخرى سلاحًا متيقظًا خشية هجوم مفاجئ من عدو جبان متربص، وقد يحدث الاشتباك قبل أن تبتل عروق جنودنا الأبطال فينالون الشهادة، أو يحققون النصر، وهذه عقيدة جيشنا المصري.



وراء كل بطل من المجندين المرابطين على الحدود حكايات تُرى، وبطولات تدون بأحرف من نور، ولحظات ربما الأقسى فى حياتهم لكن يتبللور من ورائها المعنى الحقيقى للتضحية والفداء، فهذا «على جاد»، مجند انتهت فترة خدمته بالجيش المصرى مؤخرًا، يروى لنا كواليس حياة المجندين فى رمضان، قائلًا: رمضان أهم فترة تمر على المجندين طوال مدة خدمتهم. 

وأكد «جاد» على زيادة التلاحم والتآخى بين المجندين وباقى الرتب والدرجات فى الجيش خلال شهر رمضان، خاصة على المناطق الحدودية،  فالجميع ترك أهله وأحبابه واستبدلهم بأخوة من المجندين والضباط على الحدود، وتستمر هذه العلاقة حتى بعد انتهاء مدة التجنيد، فمن قلب الشدائد تنشأ الصداقات الحقيقية.

الدكتور حامد أبوطالب، عضو مجمع البحوث الإسلامية، قال: «والله نحن لا نشعر بهم، وأحيانا لا نتعاطف معهم، لأننا شغلتنا الدنيا، وكل واحد مهموم بنفسه وأسرته،: «هؤلاء الذين يحرسون الحدود، هم عين مصر الساهرة، لن تمسها النار، لأن رسول الله قال عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس فى سبيل الله».

عضو مجمع البحوث الإسلامية أكد أن البعض يحاول التأثير على جنود مصر المرابطين على الحدود، وتفتيت عزيمتهم، واصفا ذلك بأن هناك  ظلما واقعا على المصريين من أتباع الجماعة الإرهابية المنحلة الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف سابقا، اكد  أن الجندى الذى لا يقدر على الصيام فى رمضان عليه بالإفطار، وليس عليه حرج، متابعًا: «تقدر الضرورة بقدرها، فمن يقف على الحدود ليلا فقط لا يفطر، ومن يخدم بالنهار عليه أن يفطر إذا لم يستطع الصوم».

وأضاف عبداللطيف قائلا: «هنا يقضى حكم الشرع بأن يعوض يوم الإفطار فى يوم الراحة بعد رمضان»، موجها حديثه للمجندين: «أقول لكل جندى على الحدود، أنتم حماة الوطن ورمز الأمن والأمان للشعب، لا تلتفتوا لكلام الأقزام والحاقدين والحاسدين، كونوا على ثقة أنكم مع الله، ولن يضيعكم الله والشعب من ورائكم».

الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العفيدة والفلسفة  بجامعة الأزهر أشادت برباطة جأش جنود القوات المسلحة فى رمضان، قائلة: «ما أعظم هؤلاء المقاتلين والمرابطين على حدود الوطن، هم يتركون كل مباهج الحياة ومناسباتها بنفس راضية وعقيدة متفانية فى حب الوطن، يقفون بمنتهى الرضا والشجاعة دون كلل ولا ملل، حُق لهم بأنهم خير أجناد الأرض»، متابعة: «من يتمنى منهم الشهادة وانتهت مدة خدمته أو انتقل إلى منطقة أخرى فله الأجر والثواب الذى لا يحصى، ومن استشهد هنيئًا له سبق عائلته إلى الجنة حيث يستقبلهم يوم اللقاء الأخير».

وأضافت أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية، قائلة: «البعض يحاول إفساد أعظم عقيدة عرفها الإنسان، وهى عقيدة المرابطة على حماية حدود الوطن، فالنصر أو الشهادة هى أعظم عقيدة»، موجهة حديثها لجنود مصر: «أكرمكم الله بكل ما تستحقونه إن كنتم شهداء أو مرابطين، سلام عليكم ما حييتم فى الدنيا، وعندما نلتقى فى رعاية الله فى الآخرة».