رسائل إيمانية
الضمير
إذا وجد الضمير المرتبط بعبادة الصيام فى كل أعمالنا ومعاملاتنا صلحت حياتنا
لاشك أن شهر رمضان هو شهر الخير، شهر مليء بالدروس والعبر والقيم التى تؤكد لنا أن هذا الشهر يعد أكبر مدرسة تعلم وتربى وتوجه فى الفكر والقلب والمشاعر والأحاسيس لدى الإنسان فى هذا الشهر الكريم.
وفى هذا السياق يوضح د.محمود الهوارى من علماء الأزهر أن أهم الدروس المستفادة من شهر رمضان أنه يربى فينا الضمير، ويربى فينا أن الإنسان يراقب الله فى كل أقواله وأفعاله لأن الله مطلع عليه فيستحى أن يعصيه، وهذا المعنى هو المطلوب تحقيقه فى جميع أمور حياتنا، مضيفًا إذا وجد الضمير المرتبط بعبادة الصيام فى كل أعمالنا ومعاملاتنا؛ صلحت حياتنا ومجتمعاتنا.
وأشار الهوارى إلى أهمية الضمير فى حياتنا، مستشهدا بقصة سيدنا عبد الله بن عمر رضى الله عنه مع الراعي، التى قابل فيها رجل يرعى الأغنام فقال له سيدنا عبد الله: أعطنى شاه آكلها، فرفض الراعى وقاله له لست ربها، فقال له سيدنا عبد الله: وماذا يقول ربها إن قولت عدا الذئب على واحدة فأكلها، فانطلق الراعى وهو يقول «أين الله أين الله»، فكان جزاء هذا الراعى أن سيدنا عبد الله ابن عمر اشترى هذا العبد وأعتق رقبته، واشترى قطيع الغنم وأهداه لهذا الراعى مقابل ضميره الحى وأمانته. وأكد الهوارى أن هذه القصة تؤكد لنا أن الضمير منجى للإنسان، وهذا لمفهوم هو ما نريد تحقيقه من عبادة الصيام لينجينا من الشرور والآثام، موضحا أن الإنسان إذا كان ليه ضمير صلح عمله، وإذا خلى من الضمير فسد عمله وهلك.