الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

د.هاجر سعد الدين فى حوار لـ«روزاليوسف»: حرصت على نقل أجواء رمضان عبر إذاعة القرآن الكريم.. ورفضت وجود الإعلانات

«إذاعة القرآن الكريم من القاهرة، تُقدم لكم برنامج موسوعة الفقه الإسلامي، من إعداد وتقديم دكتورة هاجر سعد الدين»، تلك الكلمات هى إحدى المقدمات البرامجية الأكثر شهرة عبر إذاعة القرآن الكريم التى تصدح فى ملايين البيوت والسيارات والمحال، ويسمعها الكبير والصغير.



لم تكن د.هاجر سعد الدين مجرد مقدمة برامج فى إذاعة القرآن الكريم، بل كانت أول امرأة تتولى رئاسة الإذاعة، واستطاعت تطوير الإذاعة ورفع نسبة الاستماع منذ عام 1998 وحتى 2006، لتستمر بعد ذلك كمقدمة برامج.

كيف ترأست سيدة إذاعة أغلبها من الرجال؟ وهل تعرضت لانتقادات وحروب إثبات الذات؟ ولماذا رفضت وجود إعلانات عبر الإذاعة؟ وما قصة أغرب رسالة تلقتها من مستمع؟ كل ذلك نعرفه فى حوارنا الخاص مع د.هاجر سعد الدين:

■ حدثينا عن النشأة وأيام الطفولة؟ 

نشأت فى كنف أسرة ميسورة الحال، لأب من رواد صناعة النسيج فى مصر، وكان جدى من أوائل الحاصلين على الدكتوراه فى القانون من أوروبا، عشت طفولة سعيدة فى شبين الكوم بالمنوفية، لم نكن أسرة تقليدية بل كان تجمعنا على المائدة كأنه مجلس علم، كنا نتناقش فى كل شيء، تربينا على تقوى الله حبًا فيه وليس خوفًا منه.

■ ماذا تذكرين من رمضان فى شبين الكوم؟

كان أبى يوزع زكاة رمضان على هيئة أقمشة باعتباره مالكًا لمصنع نسيج، وكنت أحضر توزيع الزكاة ولم يكن عمرى تجاوز الـ7 سنوات، وكان يبعث ذلك فى نفسى فرحة كبيرة أن أرى البهجة فى وجوه الناس.

الراديو كان ركنًا أصيلًا فى رمضان، وارتباطنا به لم يكن عاديًا، فقد كان هو الحياة فى المنزل، نتابع الفوازير وبرنامج أحسن القصص، وكنت أهيم فى ذلك العالم المبهر وقتها، ولم أكن أتخيل أنى سأكون يومًا ما جزءًا منه.

■ لماذا فضلتِ الالتحاق بكلية البنات فى جامعة الأزهر؟

الحقيقة كانت رغبة والدي، أنا تعلمت فى مدارس الحكومة ثم حصلت على الثانوية العامة «قسم علمي» وكانت أمنيتى الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لكن لم أوفق، ورشحنى المجموع لكلية الحقوق بجامعة الإسكندرية أو كلية الزراعة فى شبين الكوم، لكن والدى رغب فى التحاقى بكلية البنات قسم شريعة وقانون، وكان مقرها فيللا فى المعادى فغادرت شبين الكوم والتحقت بالكلية بعد اجتياز الاختبارات، وكان معى الداعية الراحلة د. عبلة الكحلاوي، وأستاذ العقيدة والفلسفة د.آمنة نصير، وكذلك أستاذ الفقه المقارن د.سعاد صالح.

■ وكيف بدأ مشوارك الإذاعى؟

تقدمت للاختبار فى الإذاعة وكان من بين الممتحنين بابا شارو الذى أجاز صوتي، فطلبوا منى تقديم برامج للأطفال والمنوعات بإذاعة البرنامج العام، لكنى فضلت تقديم البرامج الدينية احترامًا لتخصصى الأكاديمي، وكنت من القلائل اللواتى تخصصن فى تقديم البرامج الدينية، وذلك فى عام 1972.

■ كيف كان الاستعداد لرمضان فى إذاعة القرآن الكريم؟

ارتباطى برمضان على المستوى الإذاعى بدأ فى عام 1972 عبر برنامجى الأول «دنيا ودين» الذى قدمته فى شهر رمضان، وحينما توليت رئاسة الشبكة كنت حريصة على نقل كل أجواء رمضان إلى الإذاعة حتى يشعر الناس ببهجة الشهر الفضيل.

■ متى جاءت خطوة الزواج وهل شكلت عائقًا أمام عملك فى الإذاعة؟

تزوجت بعد عملى فى الإذاعة من ضابط مهندس بالقوات المسلحة، أحد الأبطال الذين شاركوا فى حرب 1973، وكان داعمًا لعملى ودراستى الأكاديمية التى امتدت لعمل الماجيستير والدكتوراه، علّم أبنائى حب الوطن منذ صغرهم، عن طريق حكاياته عن الحروب التى اشترك فيها وقصص البطولات.

كان شخصًا مريحًا فى تعامله ومتفهمًا لطبيعة عملي، بل كان متقنًا للغة العربية ومتدبرًا للقرآن الكريم، أتذكر زيارتنا السنوية لمعرض الكتاب وشراء الكتب التى تعيننى على الدراسة الأكاديمية.

■ كيف تمكنتِ من جعل إذاعة القرآن الكريم الأعلى استماعًا بين باقى الإذاعات؟

تعبت جدا أثناء فترة رئاستى للإذاعة، وكنت أسمعها على مدار 24 ساعة تقريبا، ولم أكن أسمح بالخطأ، حتى أننى كنت أتصل بالمذيعين الساعة 2 صباحًا إذا أخطأوا فى نطق حرف، وكانوا يسألوننى فى اليوم الثانى متى تنامين يا دكتورة؟

ولقد حرصت على التجديد والابتكار فى كل شىء، كنت أعقد اجتماعًا شهريًا مع المذيعين لمعرفة أوجه القصور وإمكانية التطوير، عملت دورة برامجية شهرية وليس كل 3 أشهر كما هو متعارف عليه، بل كانت دورة مع كل شهر هجري... وكنت اطلع على نصوص الابتهالات الجديدة بنفسى ولا أسمح بالتقليد أو التكرار، وكنت أقرأ رسائل المستمعين بنفسى ولا أفوّت رسالة واحدة لمعرفة ما يريده المستمع.

■ ولماذا رفضتِ وجود إعلانات أثناء فترة رئاستك لإذاعة القرآن الكريم؟

نعم رفضتها وبشدة، رغم أننى تلقيت عروضًا كثيرة لبثها عبر أثير الإذاعة، ولم يتم تقديم إعلان واحد، لأن الإعلان يُخرج الإذاعة عن سمتها العام الذى تعوّد عليه الجمهور، فالإعلانات تُفقد الإذاعة هويتها ومصداقيتها، وتُخرجها عن شكلها المألوف، ويمكن جلب موارد مالية للإذاعة بأكثر من طريقة غير الإعلانات.

■ كيف واجهتِ ردود الأفعال على كونك أول امرأة تتولى رئاسة إذاعة القرآن الكريم؟

كنت وقتها قائمًا بأعمال رئيس الإذاعة سنة 1997، ثم صدر بعد ذلك قرار بتعيينى كأول سيدة تترأس إذاعة القرآن الكريم، وفى البداية قوبل القرار باستهجان بعض المذيعين متسائلين عن سبب اختيار «واحدة ست» لتترأس شبكة القرآن الكريم، لكنهم بعد ذلك قالوا «ربنا يبارك فيمن اختارك رئيسا للإذاعة»، لأنهم شعروا بحجم المجهود الذى أبذله من أجل الارتقاء بالإذاعة.

■ ما أكثر إنجاز تفتخرين به فى مسيرتك المهنية؟ 

استطعت أثناء فترة تولى نائب الإذاعة أن أنقل صلاة العشاء من مكة المكرمة والفجر من المسجد الأقصى فى ذكرى الإسراء والمعراج، وكان ذلك حدثًا مهمًا وقتها.

كذلك أدخلت أدعية الشيخ الشعراوى بعد الأذان واقتضى بى فى ذلك جميع المحطات الإذاعية والتلفزيونية.

■ ما أغرب الرسائل التى جاءتكِ من المستمعين؟

أتذكر جيدًا أن مستمعا من لبنان سألنى عن حكم جلوسى منفردة مع ضيف رجل داخل غرفة واحدة، وحينها استضفت أحد العلماء للرد عليه وشرح شكل الاستديو الذى أجلس فيه أمام مهندس الصوت والخلفية الزجاج التى تفصلنى عن غرفة التحكم.

■ ما رأيك فى نسبة التواجد للعنصر النسائى حاليا فى الإذاعة؟

هناك تواجد جيد للمذيعات فى الإذاعة، والمهم الكيف مش الكم، فأنا لا يهمنى عدد المذيعات بقدر ما يهمنى المضمون الذى سيتم تقديمه.