الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل إيمانية

مفتاح السعادة

منَّ الله سبحانه وتعالى على المسلمين بأن جعل لهم مفتاحاً للسعادة يلجأون إليه فى أحزانهم وأزماتهم وكُرباتهم، فتنفرج الأزمات وتنقشع الكُربات وتتحول الأحزان إلى سلام وطمأنينة لا يعرفها إلا من ذاقها، وهذا المفتاح السحرى الذى نتكلم عنه هو «الصلاة على سيدنا النبى ﷺ»، وعند بناء إنسان الحضارة يجب تعليمه هذا المفتاح فيحتفظ به ويستخدمه عنده.



 وما أحوجنا إلى الصلاة على سيدنا النبى ﷺ فى هذا الزمن، فهى مفتاح الخيرات، ومرقاة الدرجات، وسبب السعادة فى الدنيا والآخرة، فبها تطهر النفس، ويسلم القلب، وينجو العبد، ويغفر له ذنوبه.وينبغى علينا أن ندرك أننا نتخلق فى هذا بأمر إلهي، بدأ الله تعالى به بنفسه وبملئه الأعلى، حيث قال عز وجل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).وقد أخبر المصطفى ﷺ بفضل الصلاة عليه فى كثير من الأحاديث، منها ما رواه أبو هريرة رضى الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال: «من صلى عليَّ واحدة صلى الله عليه عشرا» [رواه مسلم].

وسيدنا رسول الله ﷺ ليس فى حاجة إلى أن نصلى عليه؛ بل نحن فى حاجة إلى أن نصلى عليه ﷺ حتى يكفينا الله همومنا ويجمع علينا خيرى الدنيا والآخرة، ويغفر لنا ذنوبنا.وقد يسأل السائل : كم نصلى على سيدنا النبى ﷺ فى يومنا وليلتنا؟ والواقع أنه لا حد للصلاة على سيدنا النبى ﷺ فينبغى على المسلم أن يجتهد فى الصلاة عليه قدر المستطاع، وإن استطاع أن يجعل ذكره كله فى الصلاة على سيدنا النبى ﷺ فهو خير له، فهذا الصحابى الجليل أُبَىّ بن كعب رضى الله عنه يقول للنبى ﷺ: (قلت: يا رسول الله، إنى أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت الربع؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت فالثلثين؟ قال: ما شئت، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتى كلها؟ قال: إذًا تُكْفَى هَمَّك ويُغْفَر لك ذنبُك) (رواه الترمذى وقال هذا حديث حسن صحيح).ولذا فإنفاق كل مجلس الذكر فى الصلاة على سيدنا النبى ﷺ خير عظيم، حث عليه سيدنا النبى ﷺ، ويؤكد هذا المعنى ما رواه أُبَيّ بن كعب كذلك قال: (قال رجل: يا رسول الله، أرأيت إن جعلت صلاتى كلها عليك؟ قال: إذاً يكفيك الله تبارك وتعالى ما أهمك من دنياك وآخرتك) (رواه أحمد).