الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع

محطة انتصار

الأعمال للفنان: نذير نبعة



يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة أو خواطر «على ألا تتعدى 550 كلمة» مرفقا بها صورة شخصية على الإيميل التالى:

[email protected]

 

محطة انتصار 

 

قصة قصيرة

 

سيد عبدالعال

 

كل صباح أصعد درجات سلم الأتوبيس المتجه من قريتى إلى مدينة المنيا التى أعشق ترابَها، أجلس على الكرسى المجاور للنافذة الزجاجية التى تطل على المارة وهم يسيرون على الطريق.. أنظر بتفحص إلى صفى الركاب الجالسين على الكراسي، لم أجدها بين الركاب، ربما حدث شيء أحال دون وصولها إلى هنا.. تنفستُ كثيراً وأسندتُ ظهرى إلى حافة الكرسى وأنا أفرك فى يدى واضعاً يدى على شعر رأسى النافر إلى أن رأيتها من بعيد وهى تخطو بفستانها الجديد.. فتلقى عليّ الصباح ثم جلستْ بجواري، فتهدأ أنفاسى رويداً رويداً أحدثها عن أتفاقنا ام لا؟.. ربما الوقت غير مناسب ثم تفوهتُ لا أرادياً  ما أجمل نظارتك الشمسية ؟!.. سرعان ما أمسكتْ النظارة بيدها ووضعتها على رأسها برقة وراحتْ تبتسم قائلة : أبى وافق على خطبتنا.. سررتُ كثيرًا فتدفق النبض فى قلبى وتراقصتْ أمام عينيى عصفورة مرتدية فستانًا أبيض مطبوعًا عليه باقات الورد وهى تحلق بين أغصان الأشجار المثمرة إلى أن التصقَ الفستان بفرع شجرة شائك.. تحاول أن تنزع الفستان بكل قوتها من الفرع لكن الفستان يتمزق قطعة.. قطعة أحاول أن أمسك بعض القطع المتساقطة على الأرض لم أستطع، فى الحين تجرى السيارة على الطريق كالبرق.. وقفتُ حائرًا منتفخ الأوداج فاردًا ذراعي، فأتتْ إلى حضنى تبكى وأنا بيدى أجفف الدموع المتساقطة على وجنتيها.. فوجئت بحنجرة  قوية قائلًا: التذكرة يا أستاذ.. انتبهت إليه جيدًا فوصلتْ السيارة إلى المحطة وسرنا بجوار البنايات فى طريق مختلف عن الآخر.