الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رسائل إيمانية

السعادة والسرور «2»

د. علي_جمعة
د. علي_جمعة

كان ﷺ يحب السرور والحبور، وكان يضع الحسن أو الحسين أو أبناء عمه العباس - وهم صغار- على قدميه الشريفتين، ويهدهدهم، ويغنى لهم بلغةٍ قديمة قد لا نفهمها الآن، ويقول لهم ما معناه: «أيها الطفل الجميل الذى يشبه الكائنات الدقيقة لرب العالمين» «حزقّةٌ حزقّة أرق عين بقة» كلامٌ قديمٌ عربى معناه هذا «أيها الطفل الصغير الجميل المدلل الذى ينبغى عليه أن يصعد على صدر جده»، وكان يمسك الحسن والحسين فيرقى أحدهما برجليه إلى أن يصل إلى كتفى النبى المصطفى ﷺ ؛ أشبعهم حنانا وسرورا، وكان يُطيل السجود إذا جاء الحسن أو حسين يركب ظهر النبى المصطفى ﷺ. 



وكان عنده رجلٌ يقال له نُعيمان من صحابته الكرام، كان يذهب إلى البقّال يأخذ منه طعامًا، ويقول له هذا لرسول الله ﷺ ، فيظن الرجل أن رسول الله ﷺ قد أرسله من أجل هذا الطعام، فيأتى بالطعام ويضعه بين يدى النبى ويقول: هذا من فلان، فيظن النبى وأصحابه أنه هدية أرسلها لهم فلان، وبعد قليل يأتى الرجل يطالب بثمن الطعام، وينظر النبى إلى نعيمان وهو يضحك خلف سارية المسجد فلا يؤنبه، ولا يلومه، ويدفع للرجل ثمن الطعام وهو يضحك هو وأصحابه ونعيمان.

وكان النبى ﷺ يخرج فيجد أقوامًا من الشباب يتسابقون فى فرقتين فيقول: «ارموا فإن أباكم كان راميا»، أباهم إسماعيل بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، «ارم فإن أباكم كان راميا، وإنى مع بنى فلان» - فيمتنع الفريق الآخر كيف ينافسون رسول الله ﷺ- فقال: «ما بالكم؟» قالوا: لا نستطيع أن ننافسك يا رسول الله، قال: «ارموا وأنا معكم جميعا».

يُدخل السرور والحبور على عبد الله، وعبيد الله، وعلى كثيرٍ من بنى العباس، ويقف لهم فى نهاية الطريق ويقول: «تسابقوا ومن وصل إليّ فله جائزة» يتسابقون حتى يركبوا صدر وبطن رسول الله ﷺ.

إذن السعادة جزءٌ لا يتجزأ مما علمنا إياه رسول الله ﷺ . فاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ عَدَدَ مَا فِى عِلْمِ الله صَلاَةً دَائِمَةً بِدَوَامِ مُلْكِ الله.